حلت الدكتورة منى الصبان، أستاذ المونتاج بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون، ضيفة على فعالية "مساحة حرة" إحدى فعاليات معرض الزمالك الأول للكتاب، وذلك بمقر المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وأدار الحوار معها بحضور جمهور المعرض د. محمد أمين عبدالصمد المشرف على التراث الشعبي بالمركز. السينما المصرية بدأت الدكتورة منى الصبان حديثها قائلة: "أنا أحب تراب مصر"، ثم تحدثت عن نشأتها؛ فهى من أسرة مصرية، طفولتها كانت سعيدة جداً، تأثرت كثيراً بوالدتها التي كانت تعشق السينما، مما أوجد حب السينما عندها، بالإضافة إلى المخرج صلاح أبو سيف ابن خالة والدتها، وخالها د. أسعد نديم الدكتور بالجامعة الأمريكية، كما أن خالها الآخر د. سعد نديم الذي أنشأ المركز القومي للأفلام التسجيلية، مما يؤكد أن السياق المجتمعي قادر على أن يوجه اختيار الطفل. التحقت د. منى بكلية التجارة الخارجية ولكنها لم تحب الدراسة بها فالتحقت بمعهد السينما، وتخرخت في الدفعة الثالثة من المعهد. تابعت الصبان حديثها عن تجربة المعهد؛ والتي اعتبرتها أفضل فترة بالنسبة لها فكانت تمارس التدريب خلال فترة الصيف في أفلام مهمة مثل (الليلة الأخيرة) و(الزوجة الثانية)، وأعدت مونتاج ستة أفلام تسجيلية مع أ. سعد نديم. تفوقت في المعهد حتى أصبحت معيدة، ومن تلاميذها المخرج عاطف الطيب، والمونتيرة سلوى بكير. وعن مهنة التدريس ترى د. منى أن التدريس موهبة، وإيصال المعلومة للطالب موهبة. وأضافت الصبان قائلة: لقد حصلت على منحة لدولة بولندا لمدة عام، وقبل أن أترك بولندا كان تعيين زوجي خبيراً في الاستراتيجية الإسرائيلية العسكرية العربية في لبنان، فتركت بولندا إلى لبنان، وتم تعييني مونتيرة في مؤسسة السينما الفلسطينية، ثم عينت أستاذ سينما في الجامعة اللبنانية، ثم رئيس قسم المونتاج في الجامعة اللبنانية، وأرسلتني وزارة الإعلام اللبنانية إلى فرنسا لمدة أربع شهور لإعداد وتنفيذ فيلم طويل. واستطردت حديثها قائلة: عندما عدت إلى مصر؛ قررت أن أقوم بتدريس التليفزيون في معهد السينما بكل الأقسام، وأعددت استديو كامل داخل المعهد، وأصبح خريجي معهد السينما قسم المونتاج قادرين على العمل بالتليفزيون. وعن مفهومها للمونتاج قالت الصبان: عندما يبدع المخرج فيلماً يبدعه من خياله وثقافته، أما المونتير فهو يبدع من المادة نفسها التي تقدم له فهو مخرج آخر للفيلم. وفيما يتعلق بمفهوم اللغة السينمائية أوضحت الصبان، أنها اللغة التي يتحدث بها المخرج مع المتفرج، مع مراعاة ثقافة المتفرج السينمائية والتي تطورت تطورا كبيراً حتى مع المتفرج العادي. وعن السينما الوثائقية والتسجيلية؛ قالت الصبان: إنها تحمل تاريخ معين لمجتمعات معينة، فكل حقبة زمنية لها أفلامها ومخرجيها وطريقة التعبير عنها، فالأفلام لابد أن تعبر عن شعوبنا وقضايانا، فكلما توغلت في المحلية وصلت للعالمية. وتحدثت الصبان، عن أهم تجربة لها وهي "مدرسة السينما والتدريس عن بعد" قائلة: كنت عضواً في الرابطة الإعلامية العربية لأساتذة الإعلام، وفي عام 1999 سافرت لحضور مؤتمر بالجامعة الأمريكية في بيروت، ومعي مشروع مدرسة السينما عن بعد (مجرد ورق)، وبعد عرضه في المؤتمر طلب مني أساتذة الإعلام من العرب أن أنفذ هذا المشروع، وبعد العودة إلى مصر؛ قدمت المشروع لوزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، ووافق عليه وصدر القرار الوزاري بتنفيذه في 2001، وبدأنا بالفعل أون لاين في 2002، ولأول مرة في العالم معهد السينما أون لاين، فقد أتاحت هذه المدرسة توافر المناهج طوال الوقت مساعدة الباحثين في بحثهم عن فنون السينما، وأصبح هناك طلاب في هذه المدرسة من جميع محافظات مصر ومن القرى، وأيضاً من جميع الدول العربية، ومن دول أجنبية. وقد صدر قرار من أكاديمية الفنون باعتبار هذه المدرسة من المواقع المتخصصة المحكمة لتعيين وترقية أساتذة معهد السينما في جميع التخصصات. واختتم اللقاء بعرض فيلمين تسجيليين؛ الأول عن تكريم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للدكتورة منى الصبان، ومنحها جائزة التفوق في مجال الفنون لعمل هذه المدرسة، والآخر يستعرض تفصيليا مدرسة تعليم السينما عن بعد، لتنشئة جيلا مثقفا سينمائيا وتليفزيونيا. يأتي اللقاء برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وضمن فعاليات الدورة الأولى لمعرض الزمالك للكتاب، الذي ينظمه المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب.