أعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى مساء الأربعاء 16 أكتوبر 2025، اتصالاً هاتفياً مطولاً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استمر نحو ساعتين ونصف، وتميّز بطابع صريح وبنّاء. وأوضح أوشاكوف أن بوتين هنّأ ترامب في بداية المحادثة على «نجاح جهوده في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة»، مشيداً بالدور الذي حظي بتقدير واسع في الشرق الأوسط والولايات المتحدة ومعظم دول العالم. كما عرض الرئيس الروسي موقف بلاده الداعي إلى تسوية شاملة ودائمة للنزاع في الشرق الأوسط على أساس الشرعية الدولية بما يضمن السلام لجميع شعوب المنطقة. وأشار أوشاكوف إلى أن الملف الأوكراني كان محوراً رئيسياً في الاتصال، حيث قدّم بوتين تقييماً مفصلاً لتطورات الأزمة، مؤكداً رغبة موسكو في التوصل إلى حل سياسي دبلوماسي، مع الإشارة إلى أن القوات الروسية «تتحكم بالمبادرة الاستراتيجية على كامل خطوط المواجهة». وأضاف أن «النظام في كييف» يلجأ إلى «أساليب إرهابية» تستهدف المدنيين والبنى التحتية، ما يضطر روسيا إلى الرد بالمثل. وأكد ترامب بحسب أوشاكوف أهمية وقف القتال في أوكرانيا بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن هذا النزاع يُعدّ «الأصعب في مساعيه للوساطة الدولية»، رغم نجاحه في تسوية ثمانية صراعات إقليمية أخرى. وأوضح الرئيس الأمريكي أن إنهاء الحرب من شأنه أن يفتح «آفاقاً اقتصادية هائلة» للتعاون بين موسكو وواشنطن. كما تطرقت المحادثة إلى مسألة احتمال تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" الأمريكية، حيث شدد بوتين على أن هذه الصواريخ «لن تغيّر الوضع الميداني، لكنها ستُلحِق ضرراً بالغاً بالعلاقات الثنائية وآفاق التسوية السلمية. ونوقشت كذلك فكرة عقد قمة روسية–أمريكية جديدة، وتم الاتفاق مبدئياً على بدء التحضيرات لعقدها في العاصمة المجرية بودابست. واختتم أوشاكوف تصريحه بالإشارة إلى أن بوتين أعرب عن تقديره لجهود السيدة ميلانيا ترامب في مبادرة إعادة لمّ شمل الأطفال الروس والأوكرانيين بأسرهم، ووجّه عبر نظيره الأمريكي أطيب تمنياته لها. وأكد أن الاتصال بين الرئيسين كان «مثمراً وبنّاءً»، واتفق الطرفان على مواصلة التواصل المباشر خلال المرحلة المقبلة.