سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافقة حماس "المباغتة" على خطة ترامب تربك حسابات حكومة الاحتلال.. محللون: خطوة أعادت تعريف قواعد اللعبة.. وقرار الرئيس الأمريكي يمثل صفعة موجعة لنتنياهو
أحدثت الموافقة المباغتة لحركة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة ضجة كبيرة في دولة الاحتلال، حيث شكلت تلك الموافقة تحولاً بالغ الحساسية في الحرب المستمرة منذ عامين، ولعل خطة ترامب التي رُوّج لها كفرصة أخيرة، أبعدت مسار الصراع عن "الإنذار النهائي" وبدأت ما يوصف ب "المسار التفاوضي الطويل والمعقد"، حاملة في طياتها احتمالين: إما الدخول في مفاوضات التفاصيل، وإما الانزلاق إلى مواجهة أوسع. موافقة حماس غيرت قواعد اللعبة وفي هذا الشأن، اعتبر محللون أن خطوة حماس أعادت تعريف قواعد اللعبة، فالحركة لم تقل "نعم" مطلقة، ولم ترفض الخطة، بل وضعت ملاحظاتها وربطت التنفيذ بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ورفع الحصار عن غزة جعل هذا الموقف أقرب إلى مبادرة لتفكيك الألغام التفاوضية، بدلاً من تسليم مفتاح القرار للولايات المتحدة وإسرائيل. الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية، يرى أن الموقف الأمريكي بدا واضحاً وصريحاً بعد بيان حماس، حيث يبدو الرئيس ترامب تواقاً لتسجيل اسمه ك "رجل السلام" الذي أوقف الحرب. ولفت "شعث" أن ترامب أبلغ نتنياهو ب "24 ساعة لوقف إطلاق النار"، وهو ما يمثل صفعة للحكومة الإسرائيلية التي كانت تستعد لإصدار بيان برفض حماس ومواصلة خطط التهجير والتدمير. هذا الموقف المتقدم جداً من واشنطن يشير إلى نيتها تحقيق السلام فعلياً وتجنب عزلة جديدة لإسرائيل. من جهته، قال الدكتور مهند مصطفى، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن تل أبيب قد تفهم مرونة حماس بوصفها "رفضاً مقنعاً"، مشددا على أن دولة الاحتلال لن تسمح بأي تعديل يمس أهداف الحرب المعلنة منذ أكتوبر 2023، وعلى رأسها إضعاف حكم حماس ومنع عودتها إلى المشهد السياسي. كما أن أي تحفظ فلسطيني على جوهر الخطة قد يدفع إسرائيل إلى الاستمرار في الحرب أو توسيعها. وأضاف "مصطفى" أن حكومة بنيامين نتنياهو تراهن على تكرار إستراتيجية الغموض، بصياغة الاتفاقات بمبادئ عامة دون جداول زمنية ملزمة، ما يسمح لها بتفسير البنود بما يخدم مصالحها أو التنصل منها. وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور محجوب الزويري، الخبير في سياسات الشرق الأوسط، أن صياغة موقف حماس تعكس إدراكاً عميقاً لتجارب سابقة (مثل كامب ديفيد 2000). ولفت "الزويري" إلى أن بيان حماس ركزت الحركة خلاله على ملف غزة من زاوية إنسانية عاجلة، وتجنبت الانزلاق إلى قضايا تقرير المصير، والقدس، واللاجئين، تاركة هذه الملفات لإجماع فلسطيني جامع. كما حرصت على ألا تُحمَّل وحدها وزر القرارات المصيرية.