سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتراض سفن أسطول الصمود.. «غطرسة الاحتلال» تحول سواحل غزة لساحة حرب.. منع سفن الأغذية والدواء من الوصول للقطاع.. و«خرائط تفاعلية» تكشف مصير قوارب كسر الحصار.. وردود فعل دولية تندد بممارسات اسرائيل
كشفت خرائط تفاعلية بثتها اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة "اسطول الصمود" اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلية لنحو 42 سفينة كانت في طريقها لتوصيل الأغذية والدواء إلى القطاع المحاصر ويعاني من التجويع المتعمد من قبل قوات الاحتلال التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع. ومساء أس الخميس أعلن "أسطول الصمود العالمي" مواصلة رحلته إلى الأراضي الفلسطينية رغم اعتراض بحرية الاحتلال لعدد كبير من سفنه على مقربة من سواحل غزة. وبحسب الخرائط التفاعلية فإن بحرية الاحتلال قامت باعتراض 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود في المياه الدولية، ماعدا سفينة وحيدة تسمى "ميكينو" دخلت المياه الإقليمية لغزة في الساعات القليلة الماضية قبل أن تنقطع جميع وسائل الاتصال بالسفينة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها "أسطول الصمود" قيام قوات البحرية التابعة للاحتلال باعتراض السفن التابعة للأسطجول والقبض على جميع الناشطين القابعين على متن تلك السفن. ماذا نعرف عن أسطول الصمود العالمي؟ ويضم "أسطول الصمود العالمي" الذي انطلق مطلع سبتمبر 2025 من إسبانيا، حوالي 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية، ويؤكد أنه في "مهمة سلمية وغير عنيفة". ويقول الأسطول إنه يريد "كسر الحصار المفروض على غزة" وتقديم "مساعدات إنسانية للسكان المحاصرين الذين يواجهون المجاعة والإبادة الجماعية"، وفي يونيو ويوليو الماضيين، احتجزت البحرية الإسرائيلية سفينتي مساعدات إنسانية متجهتين إلى غزة وعلى متنهما الناشطة السويدية، غريتا تونبرغ، والناشطة ريما حسن. وبالإضافة إلى حسن وتونبرغ، يشارك في هذا التحرك حفيد نيلسون مانديلا، النائب السابق في جنوب إفريقيا ماندلا مانديلا، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو. وأرسلت كل من إيطاليا وإسبانيا سفنا عسكرية لضمان حماية الأسطول بعد "هجمات بواسطة مسيّرات واستعمال قنابل حارقة" استهدفته ليل 23 و24 سبتمبر الفائت، وهو ما نددت به الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي. لكن الحكومة الإسبانية طالبت الأربعاء الأسطول ب"عدم الدخول إلى المياه التي حددتها إسرائيل كمنطقة محظورة" (على بعد 150 ميلا بحريا من غزة) وأكدت أن السفينة الإسبانية المرسلة لتقديم المساعدة "لن تتجاوز هذه الحدود". كما توقفت الفرقاطة العسكرية التي كلفتها روما بمواكبة الأسطول أيضا في المنطقة "الحرجة" على بعد 150 ميلا بحريا، وحثت المشاركين الثلاثاء عبر جهاز الراديو على "التخلي" عن المهمة. استنكار دولي لممارسات الاحتلال بحق أسطول الصمود واستنكر منظمو الأسطول "الهجوم غير القانوني على عمال إغاثة عزّل" ودعوا "الحكومات وقادة العالم والمؤسسات الدولية إلى المطالبة بالحفاظ على سلامة جميع الموجودين على متن المراكب وإطلاق سراحهم". وأكدوا على منصة إكس عند الساعة 00,20 بتوقيت غرينتش، الخميس، أن "30 قاربا تواصل طريقها نحو غزة، وهي على مسافة 46 ميلا بحريا (85 كيلومترا) رغم الهجمات المتواصلة" من البحرية الإسرائيلية. وقال الناطق باسم الأسطول الناشط سيف أبو كشك "إنهم مصمّمون على المضي قدما. إنهم مندفعون ويبذلون كل ما في وسعهم لكسر الحصار في وقت مبكر من صباح اليوم". واتّهمت النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن المشاركة في الأسطول إسرائيل بتوقيف "مئات الأشخاص" بصورة "غير قانونية" و"تعسفا". وبدأت النائبة الأوروبية بثا مباشرا على إنستغرام بعدما شهدت صعود البحرية الإسرائيلية إلى أحد القوارب، قبل أن ترمي هاتفها في المياه بينما كانت البحرية تصعد إلى المركب الذي كانت على متنه. هذا وأعلنت إسرائيل عدم نجاح أي سفينة من "أسطول الصمود" في كسر الحصار المفروض على غزة، قائلة إن أيا من السفن المشاركة في "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة لم تتمكن من كسر الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني. ومن جانبها، حثت ألمانيا إسرائيل على ضمان سلامة من على متن قوارب أسطول الصمود العالمي التي كانت تحمل مساعدات متجهة إلى قطاع غزة واعترضت إسرائيل سبيلها ويُعتقد أنها وصلت إلى إسرائيل. ردود فعل دولية على اعتراض اسطول الصمود وشهدت الأراضي الفلسطينة والعديد من دول العالم ردود فعل رافضة لاعتراض أسطول الصمود، حيث خرجت مسيرة وسط مدينة رام الله مساء الخميس احتجاجاً على اعتراض البحرية الإسرائيلية ل"اسطول الصمود العالمي" واعتقال مئات النشطاء الذين كانوا على متن السفن. وردد المشاركون هتافات تحيي "اسطول الصمود" لمحاولة وصوله إلى قطاع غزة من أجل كسر الحصارالإسرائيلي على غزة. انتهاكاً أخلاقياً وقانونياً.. الخارجية الفلسطينية تدين الهجوم على أسطول الصمود وعبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، عن "إدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي" كما وصفته واعتبرته "انتهاكاً أخلاقياً وقانونياً للقانون الدولي والأعراف الدولية، بما في ذلك اتفاقية قانون البحار، وغيرها من المبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان". وأكدت زارة الخارجية على أن إسرائيل "لا سلطة ولا سيادة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية الممتدة من قطاع غزة وعلى المياه الدولية". كولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وأعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، يوم الأربعاء، أنه أمر بطرد كل أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد على خلفية ارتكاب القوات الإسرائيلية "جريمة دولية" باعتراضها أسطول مساعدات متّجها إلى قطاع غزة. العفو الدولية: اعتراض أسطول الصمود "عمل ترهيبي" من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود "عمل ترهيبي يهدف إلى معاقبة وإسكات منتقدي الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وحصارها غير المشروع لغزة". وقالت المنظمة الدولية في بيان أن "اعتراض إسرائيل العنيف لسفن أسطول الصمود العالمي واحتجاز طواقمها قبالة سواحل قطاع غزة يشكّل اعتداءً سافراً على نشطاء التضامن الذين يؤدّون مهمة إنسانية سلمية بالكامل". كما دعت للإفراج الفوري عن طواقم السفن المعتَرَضة "فوراً ومن دون قيدٍ أو شرط"، واصفة احتجازهم بالأمر "غير المشروع". كما ندّدت حركة حماس ليل الأربعاء باعتراض إسرائيل أسطول المساعدات، معتبرة العملية "اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهاب" ضد مدنيين، في حين اتّهمت وزارة الخارجية التركية الأربعاء إسرائيل بارتكاب "عمل إرهابي". وفي فرنسا قال وزير الخارجية جان-نويل بارو إن "فرنسا تدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان سلامة المشاركين وأن تكفل لهم حق الحماية القنصلية وتسمح بعودتهم إلى فرنسا في أقرب وقت". أما في إيطاليا، فتجمع مئات المتظاهرين في روما ونابولي مساء الأربعاء للاحتجاج على اعتراض الأسطول، علما أن النقابات العمالية الرئيسية في إيطاليا دعت إلى إضراب عام الجمعة دعما للأسطول. سلطنة عُمان تدين الهجوم على أسطول الصمود وأدانت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها لما وصفته ب"الهجوم الإسرائيلي" على أسطول الصمود المحمًّل بالمساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، معتبرة أن ما جرى يعد انتهاكاً آخر للقوانين الدولية والإنسانية كافة. وقالت وزارة الخارجية العُمانية في بيان إن مواصلة "سلطات الاحتلال ارتكاب مثل هذه الأفعال اللاإنسانية، يكشف عن سياسة ممنهجة تستخدم التجويع كأداة حرب". وجددت الخارجية العمانية دعوتها العاجلة إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون أي عوائق، مشددة على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين. بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل بسبب أسطول الصمود وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو الخميس، أنه استدعى سفيرة إسرائيل على خلفية توقيف سبعة مواطنين بلجيكيين كانوا على متن سفن أسطول الصمود المتوجه إلى غزة والذي اعترضته البحرية الإسرائيلية. وأوضح أمام البرلمان البلجيكي أن "الطريقة التي اعتُرضوا بها.. ومكان الاعتراض في المياه الدولية هو أمر غير مقبول، لذا استدعيت السفيرة". قطر تُدين اعتراض سفن أسطول الصمود من جهتها، أدانت قطر بشدة اعتراض القوات الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، واعتبرته "انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية" و"تهديداً لحرية الملاحة والأمن البحري". وشددت وزارة الخارجية القطرية في بيان على ضرورة ضمان سلامة جميع المشاركين في الأسطول والإفراج عنهم فوراً، ودعت في الوقت ذاته إلى "فتح تحقيق عاجل" في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه أمام العدالة.