تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، منذ فجر اليوم على وقع قصف مكثف شنّته قوات الدعم السريع، بحسب ما افادته " قناة العربية " فإن الهجمات تركزت بالمدفعية الثقيلة من الجهة الشرقية للمدينة، مستهدفة أحياء أبو شوك والمطار ودرجة أولى الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، فيما طالت الضربات بشكل عشوائي الأسواق والمنازل ومراكز الإيواء. كما أشار إلى أن طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع نفذت صباح اليوم عدة غارات على مواقع يسيطر عليها الجيش، في حين رد الأخير باستخدام مسيّرات هجومية استهدفت مواقع تابعة للدعم السريع، وأسفرت عن تحييد عدد من عناصره خلال الساعات الماضية. أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، مساء الخميس، أنها نجحت في تدمير عدد من المركبات القتالية التابعة لقوات الدعم السريع، وقتلت عناصر حاولوا التسلل إلى داخل المدينة. في المقابل، أفاد سكان محليون بأن المدنيين يواجهون مخاطر متزايدة نتيجة القصف العشوائي المتواصل، مشيرين إلى سقوط ثلاثة قتلى يوم الأربعاء، وستة آخرين قبل يومين. كما عبّر السكان عن قلقهم من تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل شح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الكيلوجرام الواحد من الدقيق أو الأرز مئة دولار، فضلاً عن انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. الفاشر تحت الحصار من جانبها، حذّرت الأممالمتحدة، الخميس، من مخاطر ارتكاب "فظائع وهجمات واسعة النطاق على أساس إثني" في مدينة الفاشر المحاصرة، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين. وتشهد المدينة حصاراً تفرضه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ مايو 2024، باعتبارها آخر عاصمة إقليمية في دارفور ما تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، في وقت تُمثل فيه الفاشر الجبهة الأبرز في الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع. مفوض أممي: الفاشر على شفا كارثة إنسانية بعد 500 يوم حصار حذّر مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من مخاطر تفاقم الأوضاع في مدينة الفاشر، مؤكداً أن "الفظائع يمكن تجنبها إذا التزمت جميع الأطراف باحترام القانون الدولي وضمان حماية حياة المدنيين وممتلكاتهم، ووقف الجرائم الجسيمة". ووفقاً لتقارير المفوضية، فقد قُتل ما لا يقل عن 91 مدنياً بين 19 و29 سبتمبر الماضي جراء قصف مدفعي وضربات بطائرات مسيّرة، إضافة إلى هجمات برية شنتها قوات الدعم السريع. وأشار تورك إلى أن الفاشر تعيش تحت الحصار منذ أكثر من 500 يوم، محذراً من أن استمرار الوضع الراهن يضع المدينة "على شفا كارثة إنسانية أكبر"، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لفك الطوق المسلح وحماية المدنيين.