شهدت عدة مدن مغربية خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات قادها شباب "جيل زد" للمطالبة بتحسين قطاعي الصحة والتعليم، وأسفرت عن 3 قتلى و354 جريحًا بينهم 326 من أفراد الأمن، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة طالت مرافق حكومية وخاصة. الحكومة: يدنا ممدودة للحوار أكدت الحكومة المغربية في بيان رسمي انفتاحها على المطالب الاجتماعية واستعدادها التام للحوار داخل المؤسسات، مشيرة إلى أن الإصلاحات في مجالي الصحة والتعليم تمثل "أولوية وطنية لا خلاف عليها". وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، إن "الحكومة تفاعلت منذ اللحظة الأولى مع التعبيرات الشبابية، وتفهمت مطالبها، لكنها تشدد على أن الحوار يتطلب طرفين"، داعيًا الشباب إلى نقل النقاش من الشارع والعالم الافتراضي إلى المؤسسات الرسمية. دعوة لوقف العنف والتخريب وأوضح وزير الإدماج الاقتصادي والتشغيل يونس السكوري أن الحكومة أطلقت برامج إصلاحية مهمة، لكنها لا تستطيع تنفيذها جميعًا دفعة واحدة، مؤكدًا أن "الحوار المنظم والشفاف هو السبيل لتفادي إجابات حكومية بعيدة عن الواقع". من جانبه، شدد كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي عبد الجبار الراشدي على أن "يد الحكومة ممدودة للشباب"، داعيًا إلى أن يتم النقاش في إطار شفاف ومسؤول، بعيدًا عن التخريب أو المساس بالأمن العام. وزارة الداخلية: ملاحقة المتورطين في أحداث الشغب أعلنت وزارة الداخلية المغربية أن المواجهات الأخيرة أدت إلى أضرار مادية واسعة، شملت271 عربة تابعة للقوات العمومية، و175 سيارة خاصة، وتخريب ونهب 80 مرفقًا عموميًا وخاصًا في 23 عمالة وإقليمًا. وأكدت الوزارة أنها ستواصل عملياتها الأمنية "بكل حزم وصرامة" لتوقيف المتورطين في أعمال العنف والشغب، مع الالتزام بالقوانين والمقتضيات الدستورية. احتجاجات عبر "ديسكورد" جدير بالذكر أن حركة شباب "جيل زد" كانت قد دعت إلى الاحتجاج عبر تطبيق "ديسكورد"، وهو ما أدى إلى تنظيم مظاهرات في عدد من المدن المغربية خلال الأسبوع الماضي، تخللتها مواجهات بالحجارة مع القوات الأمنية.