عاجل- أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 ترتفع بقوة وتسجل مستويات قياسية جديدة    أسعار اللحوم اليوم السبت 4-10-2025 في الدقهلية    عاجل- رئيس الوزراء يفتتح معرض "تراثنا" للحرف اليدوية    القاهرة مركز التوازن.. مصر تقود جهود إنهاء حرب غزة وحقن دماء الفلسطينيين    عاجل- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى إلى 67 ألف شهيد    "الوكالة الوطنية للإعلام": سقوط طائرة إسرائيلية مسيّرة عن بُعد في منطقة "وادي فيسان" في "جرود الهرمل" شرقي لبنان    خطوات تنزيل تردد قناة طيور بيبي الجديد 2025 على جميع الأقمار الصناعية    موجة انتقادات لاذعة تطارد محمد صلاح.. ماذا فعل النجم المصري؟    إخماد حريق هائل بمعرض للكاوتش والبطاريات بطنطا دون إصابات    سلوى محمد علي: فردوس عبد الحميد فنانة استثنائية    "تابع الآن قيامة عثمان" تردد قناة الفجر الجزائرية الجديد على جميع الأقمار الصناعية بجودة hd    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول الإفريقية المعتمدين لدى اليونسكو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة الأقصر    موعد مباراة ليفربول وتشيلسي والقنوات الناقلة في الدوري الإنجليزي    لماذا ارتفع منسوب مياه نهر النيل في مصر؟ أستاذ جيولوجيا يجيب    حالة الطقس اليوم في مصر.. أمطار ورياح على هذه المناطق    «الداخلية» تضبط 100 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    القبض على المتهمين بالاعتداء على شاب أثناء سيره بصحبة زوجته فى الحوامدية    محافظ المنوفية يتفقد المواقع المتضررة من ارتفاع منسوب النيل.. فيديو    اللجنة الخاصة لمناقشة اعتراضات الرئيس على «الإجراءات الجنائية» تبدأ أولى اجتماعاتها    إسرائيل تجمد عملية احتلال مدينة غزة    فاروق: الصادرات الزراعية المصرية تحقق 7.5 مليون طن    حكايات الغريب وقصة البحث عن "عبد الله" سائق إحدى الصحف الذي اختفى في حصار السويس    انطلاق المؤتمر الصحفي العالمي لافتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث بوادي الملوك بالأقصر    ختام مهرجان مسرح الهواة في دورته الحادية والعشرين    ننشر أسماء المرشحين للفردى والقائمة للتحالف الوطني ببنى سويف للانتخابات البرلمانية 2025 (خاص)    ما حكم من لم يقدر على الوضوء لأجل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    تفاصيل إجراء أدق جراحات القلب المفتوح داخل مستشفى النصر التخصصي ببورسعيد    وصول سارة خليفة وعصابتها لمحكمة الجنايات وسط حراسة مشددة    ورشة تدريبية في فنون المونتاج بجامعة قناة السويس لتعزيز المهارات    وزارة التضامن: فريق التدخل السريع تعاملوا مع 662 بلاغا خلال شهر سبتمبر    زكى القاضى: موافقة حماس تنقل الكرة لملعب ترامب.. والخطة لا تشمل الضفة الغربية    موعد مباراة بايرن ميونخ وفرانكفورت في الدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    إجراءات أمنية مشددة لتأمين مباراة الأهلي وكهرباء الإسماعيلية الليلة    تاريخ الإغلاقات الحكومية فى أمريكا.. بدأت فى 1976 وآخرها كان الأطول    رئيس التأمين الصحي يوجه بزيادة عدد العمليات الجراحية في مستشفى النيل بالقليوبية    95 منظمة دولية وإقليمية تشارك في «أسبوع القاهرة الثامن للمياه»    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 4 أكتوبر 2025    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص بطريق القاهرة – الفيوم الصحراوي    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    «عاشور»: تنفيذ مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء ومدن القناة بتكلفة 24 مليار جنيه    تشكيل الزمالك المتوقع أمام غزل المحلة بالدوري    من غير مواد حافظة.. طريقة عمل الكاتشب في البيت لسندوتشات الأطفال    جراحة قلب دقيقة تنطلق بالتكنولوجيا في بورسعيد    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    طوارئ الأقصر: إخطار المقيمين بأراضى طرح النهر بالحذر من ارتفاع منسوب النيل    تعرف على سعر حديد التسليح اليوم السبت 4 أكتوبر 2025    وزير الخارجية يثمن الدعم الفرنسي للمرشح المصري لرئاسة اليونسكو خالد العناني    مواعيد مباريات اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    «الصحة» تطلق البرنامج التدريبي «درب فريقك» لتعزيز مهارات فرق الجودة بمنشآتها    اليوم.. محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في بولاق الدكرور    هل إجازة 6 أكتوبر 2025 الإثنين أم الخميس؟ قرار الحكومة يحسم الجدل    اللواء مجدى مرسي عزيز: دمرنا 20 دبابة.. وحصلنا على خرائط ووثائق هامة    فلسطين.. طائرات الاحتلال المسيّرة تطلق النار على شرق مدينة غزة    بعثة الفراعنة تطير لمواجهة جيبوتي الثلاثاء وتتطلع لحسم حلم المونديال من المغرب    سعر الجنيه الذهب في السوق المصري اليوم يسجل 41720 جنيها    تفاصيل موافقة حماس على خطة ترامب لإنهاء الحرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملوك العود.. من المقاهي إلى قمة الشهرة.. سيد درويش شعلة متوهجة من العطاء.. ووتر خالد لكفاح الأمة
نشر في البوابة يوم 20 - 09 - 2025

لم يكن سيد درويش "17 مارس 1892 - 10 سبتمبر 1923" مجرد ملحن عادٍ، بل كان مهندسًا رئيسيًا لموسيقى القرن العشرين في مصر، فقد حول الأغنية من مجرد ترفيه إلى صوت للشعب ومعبر عن وجدانه ونضاله.
أول من أبدع في مجال الأناشيد الثورية
أنتج درويش تراثًا موسيقيًا هائلًا غير مسبوق في ست سنوات فقط "1917 - 1923" شمل: 31 مسرحية غنائية وأوبريت، 132 طقطوقة، 39 موشحًا، 24 منولوجًا، 22 قصيدة، 10 أدوار، و17 ثنائي، فكان أول من أبدع في مجال الأناشيد الثورية، مغذيًا روح المقاومة.
بدأ درويش مشواره متحديًا الصعوبات، حيث غنى في المقاهي مزيجًا من المقطوعات الدينية والأغاني الشعبية، وكان صيته يسبقه، حتى أن عمالقة الفن مثل الشيخ سلامة حجازي كانوا يحرصون على سماعه ويقدمونه على مسارحهم لإعجابهم بموهبته الفذة.
ارتبط اسم درويش بالمسرح الغنائي ويعتبر أهم أعمدة الموسيقى العربية الحديثة، وسباقًا في إدخال التوزيع الآلي وتعدد الأصوات في المسرح الغنائي، لحن لأشهر الفرق المسرحية في زمنه، منها فرق نجيب الريحاني، علي الكسار، منيرة المهدية، أولاد عكاشة، جورج أبيض وغيرهم.. وقدم مع فرقة جورج أبيض أوبريت "فيروز شاه"، ومع فرقة نجيب الريحاني استعراض "ولو"، حيث تميز بألحانه التي عبرت بأصالة عن مختلف طوائف الشعب وهمومهم، وكانت ذروة عطائه عندما جسد بألحانه روح ثورة 1919 عبر أزجال بديع خيري، ليصبح وترًا خالدًا لكفاح الأمة.
وأكد الموسيقار رياض السنباطي في تصريح صحفى أن: "كل ما نحن فيه من فن هو أثر من آثار سيد درويش، لأنه كان صاحب رسالة فنية وطنية وإنسانية، عبر بها عن الشعب وآماله وطموحاته".
سيد درويش.. رائد الثورة الموسيقية الذي جسد روح الأمة على المسرح
يعد المسرح الغنائي الساحة الفنية التي انطلقت منها عبقرية سيد درويش، ليحقق من خلالها حلمه بإطلاق ثورة موسيقية مصرية أصيلة، فكان المسرح بمثابة المنبر الذي عبر من خلاله عن آمال الشعب وهمومه، محولًا الألحان إلى رسالة اجتماعية وسياسية مؤثرة.
انطلقت رحلته المسرحية بأوبريت "فيروز شاه" لفرقة جورج أبيض، ليتعاون بعدها مع عمالقة المسرح الكوميدي والغنائي في عصره، مثل فرق نجيب الريحاني، علي الكسار، أولاد عكاشة، ومنيرة المهدية، لم يكتفِ درويش بالتلحين فقط، بل أسس فرقته الخاصة بالشراكة مع الفنان عمر وصفي عام 1921، مقدمًا ثلاثة أوبريتات كان هو نجمها الأول.
تميزت أعماله المسرحية بدمج الغناء في نسيج القصة بشكل عضوي، حيث كانت الألحان جزءًا لا يتجزأ من الأحداث، تعبر عن الشخصيات وتطور الدراما، وأدرك درويش أن "الغناء المسرحي" هو الوسيلة الأقوى لإيصال فنه إلى الجماهير، فكانت ألحانه بمثابة نافذة فتحت للمصريين آفاقًا جديدة من المشاعر والتعبير الصادق عن هويتهم.
ومن أبرز إنجازاته الموسيقية الخالدة لحن "أنا المصري" من أوبريت "شهرزاد"، الذي يجسد عراقة المصريين وامتدادهم عبر التاريخ، حيث يرد البطل "زعبلة" على سؤال الأميرة عن هويته بعبارة خالدة: "أنا المصري كريم العنصرين"، وقد نجح درويش في ترجمة فكرة الامتداد الزمني اللا نهائي إلى موسيقى، عبر تصميم لحن يبدو وكأنه لا ينتهي، ليتطابق مع امتداد الكون نفسه.
كما أنتج عددًا من الألحان الوطنية التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الجمعية للمصريين، مثل "قوم يا مصري" و"يا بلح زغلول".
يعتبر سيد درويش أيضًا رائدا في تطوير التقنيات الموسيقية، حيث كان أول من أدخل التوزيع الآلي وتبنى تقنية تعدد الأصوات الهارموني في التلحين المصري، وقدم خلال مسيرته القصيرة والحافلة عشرات الألحان لمسرحيات غنائية خلدت في تاريخ الفن، مثل: "العشرة الطيبة"، "البربرى في الجيش"، "الطاحونة الحمراء"، "كلها يومين".
كانت حياة سيد درويش شعلة متوهجة من العطاء، أسست لمدرسة فنية جديدة، جعلت من الموسيقى لغة الشعب وضمير الأمة.
سيد درويش
أحمد رامي يرثى درويش: يا فقيد الغناء والتلحين.. جئت أشكو إليك ما يبكيني
عندما رحل سيد درويش، رثاه الشاعر أحمد رامي في قصيدته التي نشرت في "موسوعة المبدعون.. الرثاء في الشعر العربي" الصادرة عن دار الراتب الجامعية بيروت - لبنان، قائلًا:
يا فقيد الغناء والتلحين/ جئت أشكو إليك ما يبكيني/ مبسمٌ غاب في التراب وأبقى/ لحنه في القلوب بث الشجون/ يا فقيد الشباب عشت فما/ أبقيت في العيش من هوى أو فنون/ صور صغتها غناء شجيا/ ومعانٍ وضعتها في اللحون/ يا نجي الأحباب أين لياليك/ وأين الغناء عند السكون/ كم تمنيت أن تغني شعري/ فإذا بي أبكيت في تأبيني/ ومضت بي الأيام أهفو إلى اللقيا/ وأسقي ذكراك فيض شئوني.
الشاعر أحمد رامي
مسرح سيد درويش تحفة الإسكندرية الفنية التي تتحدى الزمن
لا يزال مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية" منذ إنشائه شاهدًا عتيقًا على إرث ثقافي وفني عريق، ليكون ثاني أقدم دار للأوبرا في مصر بعد دار الأوبرا الخديوية في القاهرة، وأحد أهم المعالم الثقافية في البحر المتوسط.
وضع حجر الأساس لهذه التحفة المعمارية عام 1918 تحت مسمى "مسرح زيزينيا"، بتمويل من أحد أثرياء الإسكندرية من عائلة قرداحي، وفي عهد الملك فؤاد الأول، أُطلق عليه اسم "تياترو محمد علي"، ليصبح منارة ثقافية استوحى تصميمها المهندس الفرنسي "جورج بارك" من عناصر أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس، ليفتتح أبوابه رسميًا في عام 1921.
تغير اسم المسرح عام 1962 في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ليحمل اسم سيد درويش، تقديرًا لإسهاماته الخالدة في الموسيقى العربية.
صمم المسرح على الطراز الكلاسيكي الأوروبي، متخذًا من الطراز اليوناني أساسًا له، وتزين واجهته وقاعاته الداخلية عناصر زخرفية نباتية مذهبة وهندسية فريدة، إلى جانب أسقف تحمل الأحرف اللاتينية لأسماء عمالقة الموسيقى العالمية مثل "موتسارت" و"فيردي" و"روسيني"، في إشارة إلى المكانة العالمية التي يطمح إليها.
أدرج المسرح ضمن قائمة التراث المصري، وخضع لعملية ترميم وتطوير ضخمة بدأت عام 2000، بعد سنوات من العمل الدؤوب، أعيد افتتاحه عام 2004 ليسطع من جديد بأبهى حلة، مجهزًا بأحدث الإمكانيات التقنية والفنية ليتحول إلى دار أوبرا عصرية قادرة على منافسة كبرى دور الأوبرا في العالم، مع الحفاظ على رونقه التاريخي.
استقطبت خشبة هذا المسرح على مدى مئة عام نخبة من ألمع النجوم والفرق الفنية حول العالم، حيث قدم عليها أول أوبريت بعنوان "شهرزاد" عام 1921، ومن أبرز من وقف على خشبته: أوبرا فيينا، الكوميدي فرانسيز، باليه رومانيا، أوبرا برلين، فرقة الأوبرا الإيطالية بقيادة الموسيقار "ماسكاني" نفسه عام 1925، بالإضافة إلى عروض أرمينيا للفنون الشعبية عام 1970، وعرائس الصين.
كما استضاف المسرح عمالقة الفن المصري مثل فرقة الريحاني، وفرقة المسرح القومي التي قدمت مواسم سنوية به منذ 1935، وتحية كاريوكا، وثلاثي أضواء المسرح، وفرقة محمد صبحي "ستوديو 80"، وغيرهم الكثير، كما قدمت فرقة المسرح القومي السكندري إنتاجات متميزة مثل "المرجيحة" عام 1986، و"شهرزاد" عام 1969 و"الحارس الخاص" عام 1971.
مسرح سيد درويش
العُود والطربوش.. مقتنيات خالدة لفنان الشعب
تبرز بعض مقتنيات سيد درويش الشخصية التي باتت شاهدة على مسيرته الفنية الخالدة، وعلى رأسها العود والطربوش، واللذان تحتفظ بهما وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ضمن مقتنيات المتحف الدائم، الذي يوثق لتاريخ الحركة المسرحية والغنائية في مصر.
يعد عود سيد درويش واحدًا من أهم مقتنياته الخاصة، وصنع في عام 1917 داخل المصنع الموسيقي المصري الكائن بشارع محمد علي، بدرب المنجمة أمام المناصرة، لصاحبه محمود علي، وأجري له صيانة لدى العواد جرجس موسى صيدناوي بمنطقة الشماشرجي في شبرا.
ويحمل العود نقشًا داخليًا باسم سيد درويش، وهو ما أكده الملحن اللبناني مصطفى يوسف خلال زيارته لمتحف المركز القومي للمسرح ضمن إحدى دورات المهرجان العربي للمسرح، حيث تبرع بغطاء خاص للعود لحمايته من التلف، تقديرًا لقيمته التاريخية والفنية.
رافق هذا العود سيد درويش في كل تنقلاته، وكان الأداة التي خرجت منها ألحان خلدها الزمن، وجعلت من الغناء سلاحًا يعبر به عن آمال الشعب وطموحاته.
أما الطربوش، فكان جزءًا أصيلًا من مظهر سيد درويش، الذي ظل متمسكًا به إلى جانب الجلباب والعباءة، حيث كان يرتديه في كل ظهور فني أو شعبي، ليكتمل به مظهره الذي ارتبط في أذهان الجمهور.
وصنع طربوش درويش في شارع عبد العزيز بالقاهرة، على يد الصانع عبد الرحمن عفيفي، ويرتبط الطربوش في الذاكرة المصرية بالوقار والمكانة الاجتماعية، إذ كان جزءًا من الزي العسكري في عهد محمد علي باشا، قبل أن ينتشر بين عامة الناس، ويظل حاضرًا حتى منتصف القرن العشرين، إلى أن تم إلغاؤه رسميًا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
واليوم يعد كل من العود والطربوش من القطع الأثرية النادرة، التي لا توثق فقط لسيرة فنان الشعب، بل تؤرخ أيضًا لحقبة ذهبية في تاريخ الفن المصري الحديث، حيث امتزج الإبداع بالحس الوطني، وتحول الفن إلى رسالة وضمير.
عود وطربوش سيد درويش
شخصيته في السينما والمسرح
تناولت شخصية سيد درويش في عدد من الأفلام والمسلسلات منها: فيلم "سيد درويش" وجسد الفنان كرم مطاوع هذا الدور، إضافة إلى مسلسل "أهل الهوى" وجسد شخصية "درويش" حفيده الفنان إيمان البحر درويش، إلى جانب مسرحية "سيد درويش" للمخرج محمد توفيق، وجسد الفنان محمد نوح هذا الدور.
كما قدم البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة المخرج عادل عبده، المسرحية الغنائية الاستعراضية "سيد دريش" في عام 2020، على خشبة مسرح البالون، وقدم دور سيد درويش الفنان محمد عادل، حيث تناولت المسرحية عدة جوانب في حياة فنان الشعب الفنية والخاصة، وشاركته الفنانة لقاء سويدان في دور جليلة العالمة، والعرض من تأليف السيد إبراهيم، وإخراج أشرف عزب.
مسرحية سيد درويش
غضب عائلي ونقدي يلاحق أول مسرحية عن سيد درويش
شهد مسرح سيد درويش بالإسكندرية عرضًا استثنائيًا تحول إلى قضية فنية واجتماعية، عندما قدمت المسرحية الأولى عن حياة فنان الشعب، لتفجر موجة عارمة من الاعتراضات من قبل عائلته وأهالي "كوم الدكة".
برزت اعتراضات عائلة الفنان الراحل، التي مثلها نجله محمد البحر، حيث انتقدت التشويه التاريخي لشخصيات رافقت مسيرة درويش الفنية، بالإضافة إلى مشاهد رأوا أنها لا تليق بمكانة الفنان، كمشهد يظهره كنجار يمسك "فأرة" ويسمر "مقابض النملية".
في حين دافع المؤلف صلاح طنطاوي عن عمله، مؤكدًا أن المسرحية هي "معالجة فنية" لسيرة درويش وليست وثيقة تاريخية، لكنه استجاب لبعض الاعتراضات وأدخل تعديلات على الحوار خلال العرض، كما أشار الناقد عبدالفتاح البارودي في مقاله المنشور مطلع الستينيات، إلى أن الموسيقى كانت بؤرة الخلاف الأبرز، حيث استنكر محمد البحر أداء ألحان والده بأصوات مغنيين أحياء، رغم وجود تسجيلات أصلية بصوته، ووصف البحر تلك المحاولات بأنها "تشويه للتراث"، موضحًا أن دور "أنا هويت" سجل محرفًا بأداء سيد مصطفى، ولحن "سالمة يا سلامة" شوّه بأداء إسماعيل شبانه، وكذلك أُسيء تقديم طقطوقة "أهو ده اللي صار".
من الشارع الإسكندراني انضم أهالي كوم الدكة إلى ساحة الاعتراض، ورصدوا مجموعة من الأخطاء التاريخية والفنية، حيث اشتكى عبدالحميد الزنكلوني من أن "الملابس لم تعبر عن الزي الإسكندراني الأصيل"، مضيفًا أن: "القفطان كان طنطاويًا وليس إسكندرانيًا، والطواقي كانت ريفية"، كما انتقد ظهور عمال البناء بساعات يد، بينما كانت ساعات الجيب ذات القطان هي السائدة في تلك الفترة، بالإضافة إلى اللهجة التي لاقت الطابع الإسكندراني المميز.
رغم هذا الجدل، أشاد النقاد بالمحاولة الجريئة ك"عمل تأسيسي" في مسيرة توثيق التراث الفني، معتبرين أنها فتحت الباب أمام أعمال أكثر دقة وعمقًا، في وقت تبقى فيه معالجة سير العمالقة مسئولية فنية تحتاج إلى بحث متعمق، وتقدير لأبعاد الشخصية وإرثها الخالد.
البروكة في ثوبها جديد
في إطار احتفالات وزارة الثقافة عام 2023، بمئوية فنان الشعب سيد درويش، أعادت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر، تقديم أوبريت "البروكة" في ثوبها الجديد، على مسرح الجمهورية بوسط القاهرة.
"البروكة" هو أحد أهم أعمال سيد درويش المسرحية، وقدمه عام 1921، مأخوذًا عن الأوبرا الكوميدية الفرنسية La Mascotte، وتدور فكرته حول فتاة ريفية تجلب الحظ والخير لكل من تتواجد بينهم، ويتميز الأوبريت بتنوع ألحانه، حيث مزج سيد درويش بين الطابعين الشرقي والغربي، محافظًا على أسماء الشخصيات والنص الأصلي مع معالجة موسيقية مبتكرة.
شارك في العمل عدد من نجوم الغناء الأوبرالي، من بينهم: هاني عبد الناصر "لوران"، ليديا لوتشانو "بتينا"، عبد العزيز سليمان "بيبو"، محمد تركي، هاجر أحمد، يوسف طارق، يوسف الصافوري، ومحمد مصطفى، بمشاركة كورال صوت العاصمة، التوزيع الأوركسترالي لوجدي الفوي، والرؤية الفنية والتدريب د. محمد عبدالقادر، وإخراج مهدي السيد.
وقد شهد الأوبريت عدة عروض سابقة بعد رحيل درويش، أبرزها نسخة 1959 من إخراج زكي طليمات، وإشراف محمد البحر نجل سيد درويش، ثم إعادة تقديمه عام 1997 على مسرح محمد عبد الوهاب بالإسكندرية.
أوبريت البروكة
طابع تذكاري بمناسبة مرور 100 عام على رحيله
في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2023، بادرت الهيئة القومية للبريد بإصدار طابع بريد تذكاري بمناسبة مرور 100 عام على رحيل فنان الشعب سيد درويش، أحد أهم رواد النهضة الموسيقية في مصر والعالم العربي، لتخليد تلك المناسبة، حيث تعد الطوابع التذكارية وسيلة من وسائل الاتصال الثقافي بين مختلف دول العالم وشعوبه، وتوثق تاريخ الأمم على مر العصور.
يحتوي الطابع التذكاري على صورة للفنان الراحل سيد درويش أثناء العزف ويحيط به مفاتيح الموسيقي بشكل دائري بما يعبر عن اندماج الشخصية وارتباطها مع الألحان، ومقاس الطابع 4 سم × 6 سم، وقيمته 10 جنيهات، ومزود بتقنية ال QR Code لمعرفة مزيد من المعلومات عن مناسبة إصدار الطابع من خلال تجربة تفاعلية ثرية لمقتنيى هذه الطوابع.
طابع تذكارينوتة موسيقية أصلية لسيد درويش، بالمركز القومي للمسرح والموسيقى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.