أبرزت صحيفة (الجارديان) البريطانية ما تشهده السياسة الخارجية البريطانية من تحول جوهري في موقفها من الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مع إعلان رئيس الوزراء كير ستارمر استعداده للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، إذا لم تلتزم إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم ضمانات بوقف ضم الضفة الغربية واتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة. وذكرت الصحيفة البريطانية -في تقرير نشرته الثلاثاء- أن هذا الموقف، وفق مراقبين، يعد هو أول تحرك من نوعه تضع فيه الحكومة البريطانية جدولًا زمنيًا وشروطًا محددة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد عقود من ربط هذه الخطوة بلحظة "أقصى تأثير" ضمن عملية سلام شاملة.
ويرى محللون -وفق الصحيفة- أن هذه الخطوة، رغم رمزيتها، تحمل أبعادًا سياسية مهمة كونها اعترافًا رسميًا بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفتح الباب أمام علاقات دبلوماسية كاملة تشمل تبادل السفراء بين الدولتين.
وأضافت الجارديان أن قرار ستارمر جاء مدفوعًا بعاملين أساسيين: أولهما إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي أن باريس ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتصبح أول دولة من مجموعة السبع تتبنى هذا الموقف؛ وثانيهما الضوء الأخضر الضمني من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أكد أنه "لن يتخذ موقفًا" من الخطوة، مضيفًا: "أنا أركز على إطعام الناس الآن".
وأفادت بأنه إلى جانب العوامل الدولية، يواجه ستارمر ضغوطًا متزايدة داخل حكومته، إذ يدعم عدد من أبرز وزرائه، بينهم أنجيلا راينر وإيفيت كوبر، الاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية. كما وقع أكثر من 250 نائبًا من مختلف الأحزاب على رسالة تدعو الحكومة للتحرك، بينما أظهرت استطلاعات للرأي أن نصف البريطانيين تقريبًا يؤيدون الاعتراف، مقابل 13% يعارضونه.