أقامت سفارة كندابالقاهرة، مساء أمس الثلاثاء، احتفالًا بالعيد الوطني الكندي "يوم كندا"، وذلك في مقر إقامة السفير أولريك شانون، وسط حضور واسع من السفراء والدبلوماسيين والشخصيات العامة. جاء الاحتفال في أجواء مبهجة اتسمت بألوان العلم الكندي الأحمر والأبيض، وتخللته أنشطة متنوعة، أبرزها مسابقة للفوز بتذكرتي سفر إلى كندا، وتقديم مأكولات كندية تقليدية من بينها "البوتين".
وخلال كلمته بالحفل، عبّر السفير الكندي عن سعادته البالغة بإحياء هذه المناسبة في مصر، مؤكدًا أن وجوده بالقاهرة يحمل طابعًا شخصيًا مميزًا، إذ سبق له العمل في السفارة الكندية بالقاهرة عام 2005 كأول مهمة دبلوماسية له، حين شغل منصب السكرتير الثالث للشؤون السياسية.
وتحدث شانون عن ارتباطه الشخصي بمصر، مشيرًا إلى أنه أحيا أول عيد وطني له بالسفارة قبل عشرين عامًا في الحديقة ذاتها التي استضافت احتفالية هذا العام، وقال: "وبما إني شربت من النيل، فقد عدت إليه مرة أخرى".
وسرد السفير مسيرته المهنية التي تنقل خلالها في عدد من الدول بالمنطقة، بينها فلسطين، وباكستان، وتركيا، والعراق، مشيرًا إلى أن شغفه بالأدب العربي والثقافة العربية تعمق بمرور الوقت. وأكد أن القاهرة كانت دائمًا وجهته المفضلة لاكتشاف تفاصيل الثقافة العربية، متحدثًا عن زياراته لسور الأزبكية ومقهى ريش ودار الأوبرا، حيث استعاد بعضًا من تفضيلاته القديمة، وتعرف على رموز ثقافية جديدة.
وفي حديثه عن العلاقات الثنائية، ثمّن السفير شانون تطور العلاقات بين مصر وكندا، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية أعادت، بعد شهرين فقط من توليه مهامه، العمل بمنح تأشيرات الدخول للكنديين عند الوصول، ما من شأنه تعزيز حركة السياحة والاستثمار والتعليم بين البلدين، ودعم الاقتصاد المصري.
وأوضح السفير أن بلاده استضافت في أبريل الماضي أكبر وفد اقتصادي مصري يزور كندا، في مؤشر واضح على متانة العلاقات الاقتصادية. كما أشار إلى التنسيق المستمر بين البلدين في الملفات الإقليمية، موضحًا أن كندا، بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة السبع لعام 2025، تعمل عن قرب مع مصر في قضايا الشرق الأوسط، مستعرضًا الاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، والاتصال بين وزيري الخارجية بدر عبد العاطي وأنيتا أناند.
وفيما يخص الأوضاع في فلسطين، أعلن شانون موقف بلاده الرافض للعمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة في قطاع غزة، معتبرًا أن المعاناة الإنسانية بلغت مستويات غير مقبولة. وأكد دعم كندا الكامل للجهود المصرية لوقف إطلاق النار، واستئناف دخول المساعدات الإنسانية، ورفض أي خطط للتهجير القسري، مثمنًا دور القاهرة في التوسط من أجل هدنة دائمة والإفراج عن الرهائن.
كما أشاد بالدور المصري الإقليمي في تعزيز الحلول الدبلوماسية رغم ما يحيط بها من أزمات، لافتًا إلى كرم مصر في استضافة أعداد كبيرة من النازحين، مؤكدًا أن كندا تواصل أداء دورها في إعادة توطين اللاجئين، كجزء من مسؤوليتها في تخفيف الأعباء عن الدول المستضيفة.
وفي ختام كلمته، وصف السفير الكندي العلاقات بين مصر وكندا بأنها "متطورة وناضجة"، لكنها ما زالت تحمل فرصًا وإمكانيات كبيرة لم تُستغل بعد، مؤكدًا حرص بلاده على تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات.