واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها الدموي على الشعب الفلسطيني، حيث ارتكبت مساء اليوم الإثنين مجزرة جديدة في قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، تزامنًا مع استمرار سياسة الهدم والتدمير الممنهج في مدينة جنين بالضفة الغربية. 33 شهيدًا بينهم صحفي وإصابة العشرات ففي قطاع غزة، أفادت مصادر طبية بأن 33 مواطنًا على الأقل استشهدوا، بينهم الصحفي إسماعيل أبو حطب، فيما أُصيب نحو 50 آخرين بجروح متفاوتة، بعضها خطير، جراء قصف نفذته طائرات الاحتلال على استراحة "الباقة" الواقعة على شاطئ بحر غزة. كما أُصيبت الصحفية بيان أبو سلطان خلال الاستهداف ذاته، ولم تُعرف بعد طبيعة إصابتها. وباستشهاد الصحفي إسماعيل أبو حطب، ترتفع حصيلة شهداء الأسرة الصحفية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة إلى 227 صحفيًا وصحفية، في ظل استهداف ممنهج للإعلام الفلسطيني. ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، ارتكب الاحتلال سلسلة من المجازر بحق المدنيين في القطاع، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 56،531 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 133،642 آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار تعذر الوصول إلى العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع. الاحتلال يهدم منازل ومحال تجارية قرب مستشفى المدينة وفي تصعيد موازٍ بالضفة الغربية، شنت جرافات الاحتلال صباح اليوم هجمة تدميرية استهدفت محيط مستشفى جنين الحكومي، حيث هدمت منازل ومحلات تجارية في منطقة دوار الحصان داخل مخيم جنين، بالتوازي مع إطلاق نار كثيف تجاه المنازل والممتلكات. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال نفذت عمليات هدم شملت منازل لمواطنين وأجزاء من ممتلكات ومحال تجارية، ما تسبب بحالة من الرعب والهلع في أوساط السكان. يُذكر أن عدوان الاحتلال المستمر على جنين ومخيمها منذ 21 يناير الماضي أدى إلى استشهاد 40 مواطنًا، وإصابة أكثر من 200 آخرين، إلى جانب تهجير قرابة 22 ألف مواطن. وبحسب تقديرات محلية، فإن قوات الاحتلال هدمت أكثر من 600 منزل بشكل كامل، وشقّت نحو 15 شارعًا داخل المخيم، ما أدى إلى دمار شامل في البنية التحتية وجعل المخيم غير صالح للسكن. وفي 9 يونيو الجاري، أصدر الاحتلال إخطارات بهدم 95 منزلًا إضافيًا في المخيم، ضمن خطة مدمرة تُنفذ تدريجيًا منذ أكثر من 161 يومًا، تتركز في أحياء السمران، الدمج، شارة السكة، وعبد الله عزام. الاستيلاء على أراضٍ جنوب جنين وفي سياق التوسع الاستيطاني العسكري، أخطرت سلطات الاحتلال يوم الخميس الماضي بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي بلدتي يعبد وقرية رابا جنوب جنين، تمهيدًا لشق شارع عسكري يمتد من قرية المطلة إلى جبل المسالمة حيث تعتزم إقامة نقطة مراقبة عسكرية جديدة. ووفقًا للمجلس القروي في رابا، فإن الأراضي المستهدفة تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين، ويُعد هذا الإجراء امتدادًا لخطة السيطرة على الجغرافيا الفلسطينية في المنطقة. وتكثف قوات الاحتلال منذ بدء عدوانها على جنين حملات اقتحام البلدات والقرى المحيطة، حيث تقوم بمداهمة المنازل، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، واعتقال المواطنين والتحقيق معهم ميدانيًا، ضمن سياسة ممنهجة لتفريغ المدينة ومخيمها من سكانها وتدمير بنيتها المجتمعية.