في مؤتمر صحفي ناري، وصف وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث الضربات التي نفذتها الولاياتالمتحدة على مواقع إيران النووية ب"الحدث التاريخي"، مهاجمًا وسائل الإعلام الأميركية التي – حسب تعبيره – تسعى لتقويض نجاح الضربة وتشويه صورة الرئيس دونالد ترامب. هيجسيث أشار إلى أن التسريبات الاستخباراتية التي تحدثت عن "ضرر محدود" لم تكن منسقة مع الجهات المختصة، واحتوت على فجوات وفرضيات مشوشة، في حين تؤكد الإدارة أن الضربة ألحقت دمارًا بالغًا بمواقع نووية حساسة، سيستغرق ترميمها سنوات. وأضاف أن CIA أكدت على لسان مديرها جون راتكليف أن الضربات دمرت منشآت رئيسية، في إنجاز فاق ما طمح إليه أي رئيس أميركي سابق. واتهم هيجسيث الإعلام الأميركي ب"التحامل على ترامب"، قائلاً: "تحاولون التشكيك في فعالية الضربة، وتزيفون نصف الحقائق لتقويض إنجاز طيارينا الذين أعادوا البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء". من جانبه، كشف رئيس هيئة الأركان الأميركية دان كاين تفاصيل إخلاء قاعدة "العديد" الجوية بقطر قبل القصف الإيراني المرتد، حيث أُبقي فقط 44 جنديًا وبطاريتا صواريخ دفاعية. وأكد أن اشتباك الدفاعات الأميركية والقطرية مع الصواريخ الإيرانية يُعد الأكبر في تاريخ الجيش الأميركي. كاين تحدث عن سنوات من التحضير لاستهداف منشأة "فوردو" النووية، التي بنيت داخل جبل، وأكد أن الضربة نفذتها قاذفات B-2 باستخدام قنابل خارقة للتحصينات GBU-57، بعد أكثر من 15 عامًا من العمل الاستخباراتي والتقني السري على دراسة الهدف وتطوير السلاح اللازم لتدميره. شكوك إعلامية في المقابل، أثارت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية الجدل بنشر تقييم استخباراتي أولي يشكك في مدى نجاح الضربات الأميركية، معتبرًا أنها أخرت برنامج إيران النووي لكنها لم تدمره. هذا التقرير، الذي وصفه البيت الأبيض بأنه "خاطئ وسري للغاية"، أثار غضب ترامب، الذي رد مؤكدًا: "دمرنا المواقع بالكامل". القصة لا تزال تتفاعل بين التصريحات والتسريبات، لكن المؤكد أن ضربة "فوردو" شكّلت لحظة فاصلة في الصراع الأميركي الإيراني، وأن الجدل حول جدواها ليس فقط تقنيًا... بل سياسيًا حتى النخاع.