يترقب العالم افتتاح المصري الكبير في الثالث من يوليو المقبل، حيث يُعد المتحف المصري الكبير (GEM) أحد أبرز المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، ويهدف إلى تقديم رؤية شاملة للحضارة المصرية القديمة من خلال عرض أكثر من 100,000 قطعة أثرية، بما في ذلك المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ. مسار الزائر للمتحف المصري الكبير
يبدأ مسار الزائر للمتحف المصري الكبير بالدخول من طريق القاهرةالاسكندرية الصحراوي إلى ساحة الدخول الرئيسية وهي ميدان المسلة المصرية بمساحة 27000 متر مربع حيث يرى أمامه الواجهة المهيبة للمتحف "حائط الأهرامات" بعرض 600 متر وارتفاع يصل إلى 45 متر يدلف منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين رئيسيتين هما مبنى المتحف إلى يساره (جهة الجنوب) بمساحة اجمالية 92623 متر مربع ومبنى المؤتمرات إلى يمينه (جهة الشمال) بمساحة اجمالية 40609 متر مربع ويربط بينهما بهو المدخل حيث يقبع تمثال الملك رمسيس العظيم. مركزاً عالميا للتراث
التصميم المعماري والوظائف الحديثة صمم ليكون مركزاً عالميا للتراث، حيث يجمع بين العمارة المعاصرة والتقنيات الحديثة في العرض المتحفي، حيث يتضمن المشروع مركزا متقدما للترميم، يعد من أكبر المراكز في العالم، ويضم مختبرات متخصصة في صيانة وحفظ الآثار.
كما يتميز المتحف بمرافق متطورة تشمل قاعات عرض واسعة، ومراكز تعليمية، ومكتبة تحتوي على أكثر من 50000 كتاب ومجلد من أندر الكتب في مجالات الآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية.
مثلث مشطوف الزوايا تصميم المتحف المصري الكبير (GEM) مستوحى من رموز الحضارة المصرية القديمة، فقد صمم المتحف على شكل مثلث مشطوف الزوايا، مع واجهة ضخمة مكسوة بالألباستر الشفاف، تتغير ألوانها بين النهار والليل، مما يخلق تأثيرا بصريا مميزا.
كما يقع المتحف على بعد 2 كم من أهرامات الجيزة، وتحاذي جدرانه الشمالية والجنوبية الأهرامات الكبرى، مما يخلق محاور بصرية تربط بين المتحف والمعالم التاريخية المحيطة به، كما يضم المتحف بهوا مركزيا واسعا يعرض تماثيل ضخمة، وسلما كبيرا تعرض عليه تماثيل مرتبة زمنياً.
أما عن المنطقة المحيطة بالمتحف فهي مستوحاة من نهر النيل، مع ممرات تمثل رحلته عبر الصحراء، وحدائق مزروعة بالنخيل والنباتات المحلية.
المجموعات الأثرية يضم المتحف المصري الكبير عدد من المجموعات الأثرية ذات الأهمية الكبيرة منها: مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، حيث يُعد المتحف المصري الكبير أول مكان يعرض المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي تتجاوز 5,000 قطعة أثرية، وتشمل هذه المجموعة القناع الذهبي الشهير، العرش الملكي، العربات الحربية، المجوهرات، والملابس الملكية.
ويعرض المتحف العديد من هذه القطع لأول مرة منذ اكتشافها في عام 1922، مما يوفر رؤية شاملة لحياة الملك الشاب ومعتقداته الدينية.
إضافة إلى الدرج الملكي (Grand Staircase) الذي يعتبر أحد أبرز معالم المتحف، حيث يعرض عليه تماثيل ضخمة لملوك وآلهة من مختلف العصور المصرية، يمتد الدرج على أربعة مستويات، ويقدم للزوار تجربة بصرية مميزة تظهر تطور الفن والنحت عبر العصور.
كما يضم المتحف المصري الكبير أول مسلة معلقة في التاريخ، وتقع في ساحة المدخل الرئيسي للمتحف، التي تمتد على مساحة 27,000 متر مربع، وتعرض المسلة بطريقة مبتكرة، حيث تعلق فوق قاعدة من الجرانيت، مما يتيح للزوار فرصة فريدة للمشي تحتها ومشاهدة نقوشها من الأسفل، وهو أمر غير مسبوق في عرض المسلات.
هذا التصميم يُبرز براعة المصريين القدماء في النحت، ويُظهر عبقرية التصميم المعاصر في تقديم التراث بأسلوب حديث وجذاب.
تمثال الملك رمسيس الثاني إلى جانب تمثال الملك رمسيس الثاني والذي يستقبل الزوار عند دخولهم بهو المتحف، ويُعد من أبرز القطع الأثرية المعروضة، حيث يُبرز عظمة الفن المصري القديم.
وأيضًا قاعات العرض الرئيسية التي تضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية تغطي فترات زمنية تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني، وتنقسم المعروضات إلى مواضيع مثل: الحياة اليومية: أدوات ومقتنيات تظهر تفاصيل الحياة اليومية للمصريين القدماء.
الدين والمعتقدات: تماثيل ونقوش توضح المعتقدات الدينية والطقوس الجنائزية، الملكية والحكم: مقتنيات تبرز دور الفراعنة ونظام الحكم في مصر القديمة.
وقاعات المومياوات والتوابيت والتي تعرض مومياوات محفوظة بشكل جيد، بالإضافة إلى توابيت مزخرفة تعود لملوك وكهنة من مختلف العصور. تقدم هذه المعروضات نظرة عميقة على تقنيات التحنيط والمعتقدات المرتبطة بالحياة بعد الموت.
وأيضا متحف مركب خوفو (Khufu's Solar Boat Museum) والذي تم نقله من منطقة سقارة إلى المتحف المصري الكبير، والذي يبلغ طوله حوالي 43 مترا، إلى المتحف المصري الكبير. يعرض المركب في قاعة مخصصة تُبرز أهميته الدينية والرمزية في رحلة الملك إلى العالم الآخر.
كما تعرض مجموعة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، والتي تشمل أثاثا جنائزيًا فاخرًا، مثل العرش المذهب والسرير الملكي، وتعد من أقدم المجموعات الملكية المكتشفة.
البرامج التعليمية والفعاليات الثقافية يُعرض تمثال للملك زوسر، الذي ينسب إليه بناء أول هرم في مصر، ويُعد من أبرز المعروضات التي تبرز تطور العمارة المصرية القديمة.
كما يضم المتحف المصري الكبير عدد كبير من البرامج التعليمية والفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الفهم العميق للحضارة المصرية القديمة حيث يقدم المتحف برامج تعليمية تفاعلية تغطي أكثر من 5000 عام من التاريخ المصري، بدءا من عصور ما قبل الأسرات حتى الفترة اليونانية الرومانية.
تشمل هذه البرامج موضوعات مثل الحياة اليومية، الفن والعمارة، اللغة المصرية القديمة، الديانة، والمعتقدات الجنائزية. تعتمد هذه البرامج على تقنيات تعليمية متنوعة لتعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
كما يضم المتحف قسما مخصصا للأطفال يقدم ورش عمل وأنشطة تفاعلية، مثل الحفريات الأثرية التجريبية وصناعة الأعمال الفنية المستوحاة من الحضارة المصرية. تهدف هذه الأنشطة إلى تعليم الأطفال من خلال التجربة العملية، مما يعزز فهمهم واحتفاظهم بالمعلومات.
بالتعاون مع الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، أطلق المتحف برامج تعليمية مهنية تشمل شهادة للمرشدين السياحيين، توفر تدريبا عمليا ومعرفة عميقة بتاريخ وثقافة مصر من خلال تجارب ميدانية داخل المتحف. كما يقدم ورش عمل في التصوير الفوتوغرافي تتيح للمشاركين تعلم تقنيات التصوير أثناء استكشافهم لتصميم المتحف المذهل.