عقدت هيئة قناة السويس اجتماعًا موسعًا بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية مع وفد رفيع من الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI)، وذلك في إطار جهود هيئة قناة السويس لترسيخ موقعها كممر مائي محوري للتجارة العالمية، وتعزيز التواصل مع الكيانات الدولية الفاعلة في قطاعي الملاحة والتأمين البحري. ترأس الوفد فريدريك دينييفل، رئيس الاتحاد، ولارس لانج، السكرتير العام، إلى جانب محمد حسن فرغلي، العضو المنتدب لشركة قناة السويس للتأمين، وبمشاركة عدد من قيادات الهيئة. تأثير التكاليف والتطورات الإقليمية استهدف الاجتماع مناقشة تأثير ارتفاع تكاليف التأمين البحري على حركة الملاحة في البحر الأحمر، لا سيما في ظل التحديات الأمنية والجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، كما تم استعراض سبل التعاون المستقبلية لتطوير آليات تقييم المخاطر البحرية، بما يسهم في تقديم تغطيات تأمينية دقيقة وفعالة تدعم استقرار حركة التجارة العالمية. إجراءات استباقية لرفع كفاءة الأمان الملاحي استعرض مسؤولو هيئة قناة السويس خلال اللقاء، حزمة الإجراءات الاستباقية التي تنفذها الهيئة لضمان أمن وسلامة الملاحة داخل القناة، مؤكدين حرص الهيئة على رفع كفاءة الأمان الملاحي عبر تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات الملاحية. وأشاروا إلى مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة، الذي ساهم في رفع مستوى الأمان بنسبة 28% من خلال تقليل شدة التيارات البحرية وتوسيع عرض قناة المناورة، مما يوفر بيئة أكثر أمانًا لعبور السفن. مؤشرات أداء قوية رغم التحديات أكدت الهيئة التزامها الكامل بتأمين المجرى الملاحي وتوفير بيئة تشغيلية آمنة، مشيرة إلى أن معدلات الأمان سجلت تحسنًا ملحوظًا خلال عام 2023، حيث لم تتجاوز نسبة الحوادث الملاحية 0.06% رغم عبور أكثر من 26 ألف سفينة خلال العام، وهو ما يُعد أعلى معدل مرور في تاريخ القناة. إشادة دولية بكفاءة القناة ودورها الاستراتيجي من جانبه، أعرب فريدريك دينييفل، رئيس الاتحاد الدولي للتأمين البحري، عن تقديره للجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس، مشيدًا بمنظومة العمل المتكاملة التي تضمن استمرار حركة الملاحة بكفاءة وأمان. وأكد أن قناة السويس تظل مسارًا لا غنى عنه للتجارة العالمية، لافتًا إلى أهمية الاجتماع في تبادل وجهات النظر حول التحديات المشتركة ومعايير تقييم المخاطر، بما في ذلك تأثير التطورات الإقليمية في البحر الأحمر على سوق التأمين البحري. دعوة لتعزيز تبادل البيانات وبناء حلول مرنة من جهته، أشار لارس لانج، السكرتير العام للاتحاد، إلى أهمية الدور المحوري لقناة السويس في دعم استدامة سلاسل الإمداد العالمية، مشيدًا بالتطور المستمر في الخدمات والمبادرات التي تنفذها الهيئة. وأكد رغبة الاتحاد في توسيع التعاون مع الهيئة من خلال تبادل البيانات والمعلومات الفنية المتخصصة المتعلقة بالمخاطر البحرية، بما يساعد على تطوير حلول تأمينية أكثر مرونة واستجابة للتحديات المتغيرة في البيئة الملاحية العالمية. اتفاق مشترك على استمرار التنسيق في ختام الاجتماع، اتفق الطرفان على استمرار التنسيق والتشاور حول تطورات الوضع في منطقة البحر الأحمر، والعمل المشترك للوصول إلى حلول عملية تساهم في الحفاظ على استقرار وأمن سلاسل الإمداد العالمية، بما يعزز مكانة قناة السويس كممر ملاحي آمن ومستدام. لمحة عن الاتحاد الدولي للتأمين البحري جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للتأمين البحري (IUMI) تأسس عام 1874، ويُعد الهيئة العالمية المسؤولة عن تمثيل مصالح شركات التأمين البحري وإعادة التأمين على المستوى الدولي. ويهدف الاتحاد إلى رفع المعايير المهنية بالقطاع، وتوفير البيانات والإحصاءات المتخصصة، وتقديم الإرشادات الفنية، فضلًا عن متابعة التطورات التشريعية والتنظيمية المؤثرة في صناعة النقل والتأمين البحري، وتمثيلها أمام الجهات الدولية المعنية.