الكاتب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، واحدا من أشهر الأدباء في العالم العربي، حاز على إعجاب القراء والنقاد بأعماله المتعددة التي رصدت تحولات المجتمع المصري والعربي بجرأة ووعي نقدي حاد. أزمة صحية جديدة، يواجهها صنع الله ابراهيم بعد أن تعرض لكسر في عظم الفخذ، التي نقل على إثره إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج بعد وعكة صحية شديدة تعرض لها قبل أشهر، تطلبت نقل دم، مما دفع أصدقاءه ومحبيه إلى مناشدة الجميع للوقوف إلى جانبه في هذه المحنة. استجاب وزير الثقافة سريعًا، وتواصل مع أسرة الكاتب للاطلاع على حالته الصحية والوقوف على احتياجاته الطبية حتى تماثل للشفاء. ميول يسارية اشتهر صنع الله إبراهيم بميوله اليسارية، وكان الذي سرد كيف أثرت فيه من خلال كتاباته، ففي كتابه "يوميات الواحات" الذي كتبه خلال وجوده في السجن ذكر فيه حكاياته مع الكتابة وبداياته وكيف بدأت علاقته بكتابة القصص. قابل صنع الله ابراهيم خلال فترة سجنه عدد من أبرز المثقفين والأدباء، منهم: يوسف إدريس، عبد الحكيم قاسم، عبد الرحمن الخميسي، لويس عوض، شهدي عطية الشافعي، والفنان علي الشريف، وغيرهم الذي يؤكد أن تلك الفترة التي قضاها في السجن أن تحوّلت إلى ورشة أدبية، حيث مارس الكتابة، وتعلّم الاستبطان والتأمل. وعن بداية علاقته بالقصص يقول: كان والدي أول مدرسة لي، كان حكّاءً بارعًا، يتقن سبك الحكايات بأسلوب مشوّق. ومن المدرسة التي كنت فيها متواضع الأداء، لجأت إلى عالم القصص، خاصة روايات الجيب التي أصدرتها دار عمر عبد العزيز أمين، فتأثرت بأبطال مثل أرسين لوبين والكابتن بلود". تجربة السجن استثمر صنع الله إبراهيم تجربة السجن حسبما ذكر في ذلك الكتاب في كتاباته الروائية، فظهرت معاناته في روايته الأولى "تلك الرائحة" عام 1965، ثم في "نجمة أغسطس" و"اللجنة "ذات". وتُعد هذه الأعمال انعكاسًا لتجربة إنسانية وسياسية عميقة، تجاوزت حدود السيرة الذاتية لتصل إلى التعبير عن آلام وهموم جيل كامل. وفي مذكراته، يتحدث عن محاولاته الأولى للكتابة، وقصة فوزه في مسابقة للقصة القصيرة، وحصوله على الجائزة الثالثة دون أن يتسلم المبلغ. فهم الحياة صنع الله ابراهيم ويرى أن الكتابة كانت دوما وسيلته لفهم الحياة ومقاومة الظلم، فيقول "كنت أشبه بجهاز رادار يلتقط كل ما يصلح مادة للكتابة، وكنت أخضع كل دقيقة في يومي لهدف التذكّر والكتابة والإصغاء للناس. كنت قد قررت أن أصبح كاتبا، بكل ما يتطلبه الأمر من جدية وتضحية".