استضاف المركز الثقافى الإسبانى بالقاهرة الروائى صنع الله إبراهيم الذى تحدث عن تجربته فى الكتابة، وذلك ضمن مجموعة اللقاءات التى يقيمها المركز مع الروائيين المصريين. تحدث صنع الله فى اللقاء عن بدايته مع الكتابة قائلا إنه توصل لقرار الكتابة داخل السجن عام 59، عندما قبض على مجموعة من اليساريين والشيوعيين وكنت أنا ضمنهم، وبقيت فى السجن لمدة 5 سنوات ونصف، شهدت فيهم مصر العديد من الأحداث الغريبة والمثيرة. وأضاف أن تواجده بالسجن كشف له عوالم مختلفة ومعالم من حياة بشر لم يكن يعرفها لولا دخوله السجن، حيث يقول سجنت مع العامل والفنان والسياسى والصحفى، ولم يكن لدينا فى السجن سوى الكلام نملأ به عالمنا، فسمعت لقصص وحكايات غريبة ومثيرة وبعد فترة استطعنا تهريب الكتب للسجن حيث لم يكن ذلك متاحا، فقرأت كمية كبيرة جدا من الكتب فى شتى المجالات. وقال: بعدها أدركت أن أكبر وسيلة يستطيع بها الإنسان التعبير عن نفسه هى الكتابة التى يمكن أن تكون أيضا أداة لممارسة الحرية، فكتبت فى السجن مجموعة من ذكريات الطفولة، وبعد الخروج من السجن قررت العمل بالكتابة حيث كنت أبحث عن عمل فقررت احتراف الكتابة، وكنت يوميا أدون ملاحظات عن الحياة الجديدة والتغيرات التى حدثت فى مصر أثناء فترة السجن، بعدها جمعت هذه اليوميات والملاحظات فى رواية وكانت "تلك الرائحة" التى صادفت العديد من المشاكل حيث تمت مصادرتها بالرغم من عدم وجود رقابة فى ذلك الوقت، وبعد المصادرة استطعت تهريب 100 نسخة من داخل المطبعة قمت بتوزيعها على الصحفيين وبعض الأصدقاء، بعدها نشرت الرواية لكن بعد أن حذفت الرقابة أجزاء منها، وبعد مرور 20 عام على كتابتها نشرت الرواية كاملة. ولم يغفل صنع الله فى حديثه الواقع الثقافى فى مصر قائلا إنه لا يمكن إنتاج عمل أدبى جيد دون الاحتكاك بأجهزة الدولة والتعرض للرقابة، مضيفا أن الروائى عليه أن يكون "مكارا" بحيث يستطيع التحايل على هذه الرقابة بكل الطرق المتاحة أمامه، وذلك باختيار الوقت المناسب لصدور الرواية. وأضاف أن أمر الرقابة محير، فالمجتمع المصرى به كمية من الابتذال أكبر بكثير مما يتناوله الكتاب فى أعمالهم، وهناك الكثير من الحقائق التى يغفلها الكاتب ولا يستطيع الدخول إليها بالرغم من محاولته، وعن وضع القراءة فى مصر قال صنع الله إنها فى أبشع صوره مضيفا "أسكن فى عمارة بها 23 شقة منهم واحدة فقط تضم مكتبة وهو شقتى".