عرض برنامج "الصندوق الأسود" الذي يقدمه الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي رئيس تحرير "البوابة نيوز" والمذاع عبر فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا يكشف أسرار مكتب الجماعة الإرهابية في لندن ودوره في التحريض على العنف، إذ يتكون من ثلاث غرف، إحداها يقبع فيها إبراهيم منير عضو مجلس الشورى العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد هروبه من مصر قبل أكثر من أربعين عامًا، وضع عليه لافتة «خدمات إعلامية» ليخفي نشاطه الحقيقي في إدارة شئون التنظيم الدولي. وموظفو المكتب خليط من إخوان العالم، فما أن تدخل مكتب «الجماعة» في لندن حتى ترى البنغالي والأفغاني والتشكيل الأكبر من إخوان مصر.. وتتم إدارة العمل عبر أقسام تقوم بكتابة التقارير اليومية التي ترفع للتنظيم بالقاهرة، فضلًا عن دوره في التواصل مع إخوان أوروبا. وعرض «منير» على التنظيم بالقاهرة فور عزل محمد مرسي، يوم الثالث من يوليو الماضي، نقل مكتبهم الإعلامي إلى لندن، فرفضوا حتى فعلوا ذلك مرغمين في ما بعد القبض على أغلب قيادات الجماعة في إطار التصعيد المتبادل مع الدولة. يقوم مكتب لندن بإدارة شئون التنظيم عبر التنسيق مع الإخوان في الداخل والخارج، ويلعب محمود الإبياري مساعد «منير» ويده اليمنى دورا كبيرا في التنسيق ومحاولة لملمة شمله. وأتاح لهم وجودهم في لندن منذ عشرات السنين على خلفية محاكمات الرئيس جمال عبد الناصر للإخوان في الستينيات من القرن الماضي التأثر بالثقافة الأوروبية، ولذلك حذّروا إخوان مصر أولاً من التمادي في غضبهم ومحاولة إسقاط الدولة ومن قبل في إدارتهم لها، كما أنهم أصحاب نظرية القبول بأي تسوية سياسية تحفظ للتنظيم بقاءه والتي يقف خيرت الشاطر وإخوانه أمامها، مما يضطر «منير» بحكم تربيته التنظيمية أن يسمع ويطيع لمرشده ونوابه وأعضاء مكتب الإرشاد، رغم أن صلاحياته تجاههم أكبر وأعظم. ومثل مكتب لندن عصب التنظيم بعد ثورة 30 يونيو، سواء من خلال إدارته من قلب العاصمة البريطانية أو توفير غطاء للمطلوبين أو الهاربين من العدالة على خلفية القتل المنظم والتحريض عليه في أثناء اعتصام رابعة العدوية وما بعده، فغالبًا ما تأخذ القرارات في أروقته وتنظيم المظاهرات والفاعليات من داخله، كما تكتب البيانات بداخله أيضًا حتى تشعر بطريقة مختلفة على مستوى الصياغة عن التي كانت تكتب بها البيانات داخل مكتب القاهرة. مثّل قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ضربة قوية للإخوان بلندن بخصوص فتح تحقيق حول نشاط التنظيم على أراضي بريطانيا وهو ما مثل صدمة قوية أيضا لذراع التنظيم في أوروبا وهو ما يتيح ل«منير» أن يمارس ضغوطا على القيادات الموجودة على أراضيه في محاولة للبحث عن تسوية سياسية في ظل الضغوط الدولية التي تمارس على الجماعة في الداخل والخارج.