اختار الاخوان المسلمون لندن لتكون البديل عن القاهرة لاعداد ترميم الجماعة وتنظيم صفوفها فى الخارج لتحقيق حلم العودة لأرض النيل لاقامة دولتهم الثانية بعد فشل الأولى خلال حكم محمد مرسي . الخطة التي يقودها مكتب المرشد وسفارته فى لندن ، هي تكثيف الهجوم على مؤسسة الجيش ، لأنها أطاحت بحلم الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة وبعد تحققه للمرة الأولى فى الوصول إلى حكم مصر بعد نضال طويل منذ عام 1928 حتى وصول التنظيم إلى قصر الاتحادية وتولي محمد مرسي الرئاسة ، غير أن الجيش المصري انحاز لثورة المصريين فى يونيو عام 2013 وأطاح بهذه الدولة وتم القبض على المرشد محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمد مرسي نفسه فى اعلان عن نهاية الدولة الاخوانية الاولى . وقد استمد الاخوان المسلمون قوتهم من حالة التعبئة داخل اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، وعندما تم فض البؤرتين بقوة الشرطة ، اتجهت الجماعة إلى قطروتركيا لتنظيم حملة الرد المضاد لارهاق الدولة المصرية وتحويلها إلى أداة لعودة الاخوان مرة أخرى إلى السلطة . استند مكتب لندن على تاريخ طويل للجماعة ، التي لها مؤسساتها ونفوذها حيث نشأت أجيال تنتمي إلى فكر الاخوان ، وحصلت على التعليم البريطاني وتولت وظائف داخل الجامعات ومراكز البحث . استطاع المكتب توثيق علاقاته بأجهزة قانونية واعلامية اعتماداً على التمويل الذي يصل اليه من قطر ومساندة الشيخ يوسف القرضاوي ، حيث انه بجانب نفوذه فى المجال الدعوي يملك مؤسسة مالية ضخمة تساند محطات تليفزيونية تقود الحملة على مصر مع تنظيم تجمعات لمواصلة هذا الهجوم من لندن . تغطية اعتصامي رابعة والنهضة كان يجري ترتيبه من لندن من خلال محطات تليفزيونية ومراسلين هم أبناء لشخصيات اخوانية تركت مصر منذ سنوات وعملت داخل الجامعات البريطانية ومراكز البحث ومعاهد الدراسة. لم تكن التغطية الاعلامية لمحطات تليفزيونية موجودة فى لندن ترتبط بالمهنية عبر نقل الاخبار والاحداث ، وانما كان الخطاب اخوانياً نتيجة التربية التي حصل عليها هؤلاء المراسلون من منابع الفكر الاخواني منذ حسن البنا حتى التجلي المتطرف الذي ظهر فى كتب سيد قطب خصوصاً معالم على الطريق وهذا الكتاب هو دستور الحركات الاخوانية والجهادية على مستوى العالم . وجود الاخوان فى لندن ينتشر داخل معاهد بريطانية ومدارس ونشاط اقتصادي ، جعل مهمة مكتب الجماعة فى العاصمة البريطانية ميسرة ، اذ استطاع اعادة البناء لتنظيم وتحريك الاحداث من خلال وسائل الاتصال الحديثة ، اذ يمكن البقاء فى لندن ومن خلال شاشات الكمبيوتر تحريك الطلاب فى القاهرة والاقاليم والجامعات والتظاهر ووضع المتفجرات والاحتجاج . وتقف قناة الجزيرة فى قلب هذا المشهد باعتبارها المحرك الاعلامي القادر على تغذية النشاط وتحريض التظاهرات والتعبئة ضد مصر بالاصرار على تصدير مشاهد ملفقة يتم تصويرها باعتبار أن مصر منقسمة وتعيش أجواء الحرب الاهلية وأن العسكر يمارسون القمع والشعب يقاوم . التأكيد على الانقلاب يعطي شرعية مقاومته ، لأن الديمقراطية تعارض انقلابات عسكرية على أنظمة منتخبة . تحت هذا الشعار يتحرك مكتب الاخوان فى لندن لتنظيم المؤتمرات والندوات لوضع الجماعة فى صف الدفاع عن الديمقراطية ضد نظام عسكري كما يدعي هذا النشاط الاخواني . استمرت الشبكة الاخوانية فى نقل هذه الخطوط إلى لقاءات فى الجامعات مع الاستعانة بمكاتب قانونية باهظة التكاليف لرفع دعاوى أمام المحاكم البريطانية والدولية لادانة قيادات مصرية مع تلويث سمعة الجيش المصري و المشير عبد الفتاح السيسي واستمرار خطة الهجوم على شخصه بكل الاساليب القذرة سياسياً. جهاز الاخوان فى لندن وهو عقل التنظيم الدولي ودينامو التشغيل يضع عبدالفتاح السيسي على رأس أهدافه لتشويه صورته والتحريض ضد الجيش ونشر دراسات وابحاث لاتهام المؤسسة العسكرية بأنها تحقق الارباح على حساب الشعب المصري وانها سلطة منفصلة فى محاولة لتجريد هذا الجيش من تاريخه الوطني الجليل . مكتب الاخوان فى لندن يضع أمامه هذه الخطوط لقيادة المعركة من الخارج والتوازي مع مهمة قناة الجزيرة والخطط الاخرى التي يتم صوغها فى الدوحة وهدفها الجيش والشرطة وتفكيك عرى المجتمع المصري . وقد حاول التنظيم جعل لندن هي القاعدة لقيادة المعركة ضد مصر خصوصاً الجيش ، لأن الاخوان ادركوا بأن هذه المؤسسة الوطنية هي التي أجهضت حلم السلطة ، خصوصاً بعد الوصول اليها والتربع على عرشها . وقد تمكن الاخوان خلال عام واحد فقط من ايذاء الدولة المصرية بهدف تفكيكها والقضاء عليها ، حتى يستمر حكم الجماعة لقرون طويلة . استجابة الجيش لارادة الشعب تضعه على قمة الهدف الاخواني ، حيث يقوم مكتب لندن بالتعبئة المفتوحة وشحن الاجواء وتنظيم التظاهرات والذهاب إلى مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فى رقم 10 داوننج ستريت للهجوم أمامه على الجيش والادعاء بأن البلاد فى حرب أهلية ، مع استغلال تغطيات الجزيرة لأي خبر مهما صغر لتحويله إلى عنوان كبير للتأكيد على دولة قمع بين شرطة وجيش وقضاء يستجيب للأحكام السياسية . وبمجرد اعلان الحكومة البريطانية التحقيق فى نشاط الاخوان فى لندن ، أصيب المكتب الاخواني بحالة من الهلع عبر عنها ابراهيم منير الذي يقود النشاط الاخواني من العاصمة البريطانية ، فقد حاول بث الخوف داخل الحكومة البريطانية بإن مجرد الاقتراب من الاخوان والتفكير بوضعهم فى خانة الارهاب ، سيفتح على بريطانيا نار جهنم ، لأنه طبقاً للقيادي الاخواني ورجل الاعمال المقيم فى بريطانيا منذ سنوات ، الاخوان هم الاسلام والاقتراب منهم قد يفجر ردود فعل كما حدث عندما غزت بريطانياالعراق . هذا التلويح بأعمال ارهابية اذا تم منع نشاط الاخوان فى بريطانيا يعبر عن خوف الاخوان من هذه الخطوة لذلك يقومون بنشاط كثيف لاعلان التعبئة للضغط على الحكومة للتراجع عن خطوة تفكر فى تنفيذها . ويقود ابراهيم منير حملة التخويف ضد الحكومة البريطانية لأجل منع قرار إلغاء النشاط الاخواني فى العاصمة البريطانية . أصابت الخطوة التي أعلنها ديفيد كاميرون وجود الاخوان بالهلع ، لأن مكتب لندن هو العقل المدبر والجهاز الذي يتولى ادارة تشغيل الاعمال الارهابية فى مصر ويخطط لها مع تنظيم حملة الدعاية فى بريطانيا للتحريض على الجيش والدولة وتأجير شخصيات قانونية بريطانية مدربة فى محاولة لدفع المال لها بهدف استنزاف مصر وتشويه صورة شعبها ودولتها بالكامل . حاول المكتب تحريض بعض الشخصيات للهجوم على رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بدعوى أن الاقتراب من الاخوان سيزعج المسلمين فى البلاد والعالم أيضاً ، لأن الجماعة هي الاسلام ومن ليسوا منها لا علاقة لهم بالدين الاسلامي . هلع مكتب لندن يعكس الخوف من اعلان الحكومة البريطانية الجماعة ارهابية ، لأن ذلك لو حدث سيقضي على كيان ضخم تم التخطيط له ليكون هو المركز الذي يقود المعركة من لندن مع استجلاب اخوان قطروتركيا إلى العاصمة البريطانية حيث الاعلان والمكاتب القانونية واجيال اخوانية مدربة على كراهية مصر موجودون ومستعدون للمشاركة فى تجهيز قوات العودة الي قصر الاتحادية على أمل بانهيار النظام القائم عبر التظاهرات ووضع قنابل المولوتوف والاضرار بالحياة الاقتصادية . مكتب لندن الاخواني يروج بأن الحكومة المصرية ستسقط ومعها الجيش ، وانه يتم اعداد قوات العودة وتجميعهم فى لندن استعداداً لهذه اللحظة التي يحلمون بها . نجاح خطة خارطة الطريق فى مصر وصعود عبد الفتاح السيسي إلى مقعد الرئاسة يدفع الاخوان إلى حالة من الجنون ، لذلك يحاولون التمسك بمكتب لندن ويحذرون الحكومة البريطانية ذاتها بعدم الاقتراب ، لأن انهاء نشاط الاخوان فى العاصمة البريطانية كما يقولون سيكون كارثة ، خصوصاً ان قطر قد ترضخ للضغط الخليجي وتطردهم ، كذلك تركيا بعيدة بشكل ما ، أما لندن فهي قاعدة اخوانية كبيرة وأيضاً بها أموال التنظيم الدولي مع وجود مؤسسات اعلامية مساندة . معركة الاخوان فى لندن هدفها الابقاء على مكتب حيوي يمثل الامل للجماعة فى العودة إلى مصر ، لكن بريطانيا لها حساباتها المرتبطة بأمنها وتنظر الى الاخوان مع انهم حلفاء قدامى بشك الآن ، وقد أمر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء باخضاع المكتب وانصاره ونشاطه للتحقيق للوقوف على حقائق ستكون وراء قرار الحكومة المنتظر فى تحديد عمل الاخوان اما بمراقبته أو تجريمه واخضاعه للمطاردة اذا تم تصنيفه ضمن خلايا الارهاب .