أثار طلب الدوحة من 15 قيادة إخوانية مغادرة قطر، وتأمين اقامات لهم فى بريطانيا، ردود فعل كبيرة فى لندن، واتخذ ديفيد كاميرون عدة إجراءات تعبر عن وجود فزع ومخاوف لدى البريطانيين من تواجد أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة فى بريطانيا. طلب رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون تقارير أمنية عاجلة حول جماعة الإخوان المسلمين، وسط مخاوف من أن تخطط الجماعة لأعمال إرهابية من بريطانيا. وقالت الحكومة البريطانية إن هناك مراجعة سَتُجرى لفلسفة وأنشطة هذه الجماعة، وكيف ينبغى أن تكون سياسة الحكومة البريطانية تجاهها - لكنها لم تعط تفاصيل أخرى. وتخشى بريطانيا أن تكون جماعة الإخوان تستخدم لندن كمركز لعملياتها الدولية، ومكان لالتقاء قادتها، وأكدت صحيفة «التايمز» البريطانية أن المخابرات الخارجية البريطانية «إم آى 6» تجرى تحقيقات وتجمع معلومات حول اتهامات بعلاقة الجماعة بمقتل 3 سياح فى هجوم على حافلة فى مصر فى فبراير الماضى، بالإضافة إلى علاقتها بسلسلة هجمات أخرى، كما تتحرى المخابرات الداخلية (إم آى 5) عن عدد من قادة الجماعة المقيمين فى بريطانيا منذ الإطاحة بالرئيس المصرى السابق محمد مرسى العام الماضى. وأكدت صحيفة «الجارديان» الخبر بأن مستشار الأمن القومى لرئيس الوزراء، سير كيم داروتش بدأ التحقيق بالفعل، لافتة إلى أن رئيس المخابرات الخارجية البريطانية سير جون سورس سيلعب دوراً مهمًا فى التحقيق. وأوضح مصدر حكومى ل«الجارديان» أن الهدف من التحقيق الذى أمر «كاميرون» بفتحه هو «الوصول إلى فهم أفضل لطبيعة جماعة الإخوان ومبادئها»، بعدما تبين أن المعلومات المتوفرة عن نشاطات الجماعة غير كافية. وأشار إلى أن رئيس الوزراء البريطانى يتعرض لضغوط ليحذو حذو مصر، ويعلن جماعة الإخوان جماعة إرهابية. وقال متحدث عن الحكومة البريطانية «ارتفعت مكانة جماعة الإخوان خلال السنوات الأخيرة، ولكن فهمنا للمنظمة بما فى ذلك فلسفتها وقيمها لم يتواكب مع هذا التقدم الذى حققته». وأضاف «نظرا للمخاوف بشأن صلات الجماعة بالإرهابيين، فإنه من الصواب أن نباشر بعمل مثل هذا التحقيق، لابد من أن نفهم مبادئ الجماعة والوسائل التى تسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافها وما يعنيه ذلك لبريطانيا». وكانت جماعة «بريطانيا أولا» قد نظمت أول مظاهرة خارج مكتب جماعة الإخوان أو ما يعرف ب«شقة لندن»، فى منطقة «كريك وود»، فى يناير الماضى والتى يدير منها التنظيم الدولى للإخوان عملياته ضد الدولة المصرية. وقالت الجماعة البريطانية الناشطة، على موقعها الإلكترونى، «لقد نظمنا بنجاح مظاهرة خارج مقر جماعة الإخوان الإرهابية فى 113 كريك وود شمال لندن، إذ لا يجب أن يكون لهذا التنظيم الإرهابى موطئ قدم فى بريطانيا، وهم ليسوا موضع ترحيب، فبلادنا ليست الجزيرة التى يمكن أن تكون مرتعا للجهاديين». وأضاف البيان المرفق بصور للمتظاهرين الذين حملوا أعلام المملكة المتحدة، أن أولئك الأفراد والجماعات المقززة، حسب قول البيان، لن تنعم أبدا بالسلام فى بلادهم. وانتقدت الجماعة، فى بيانها، جماعة «متحدون ضد الفاشية» المناهضة للحزب البريطانى القومى، واتهمتها بالتحالف مع أولئك المتطرفين الذين يمثلون أيديولوجية فاشية وأكثر قمعا. وتأتى التظاهرة ضمن حملة واسعة تقودها جماعة «حزب بريطانيا أولا» ضد تواجد عناصر وقيادات جماعة الإخوان على أراضى بلاده، مشيرا إلى أن تلك الجماعة توصف من قبل العديد من بلدان العالم، بأنها تنظيم إرهابى، مستنكرا منحها ملجأ داخل المملكة المتحدة، ومتسائلا كيف لجماعة تبث الكراهية ان تجد لندن مدينة آمنة لها?! وأشارت إلى أن العاصمة البريطانية «لندن» باتت تعرف فى جميع أنحاء العالم باسم «لندنستان»، لأنها أصبحت سبيل الجماعات الجهادية المختلفة.