عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي؛ رئيس تحرير موقع "البوابة نيوز"، تقريرًا خلال حلقته ببرنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، يكشف استهداف الجماعة الإرهابية لقوات الشرطة المصرية، وتورطها في عمليات إرهابية منذ عام 1948، وأثبت ذلك بعمليات العنف والقتل التي مارستها عبر تاريخها، بالإضافة إلى تنفيذها تفجيرات اليوم بمحيط جامعة القاهرة، والتي أدت إلى استشهاد الأبطال من رجال الشرطة والمدنيين الأبرياء. حيث قال عبد الرحيم علي: يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، أو إن شئت قل: إن تنظيم الإخوان السري يعيد نفسه .. ففي زمان مضى أبت تلك الجماعة إلا أن تحول جامعة القاهرة التنويرية من صومعة للعلم إلى ساحة للتفجير والدماء. لم يكن العميد طارق المرجاوي أول ضحايا التنظيم، فقد سبقه أخ له من قبل سليم زكي؛ حكمدار العاصمة . ففي ذات يوم من أيام عام 48 العاصفة قرر التنظيم الخاص إشعال الحرائق في البلاد، فبدأ حرب القنابل، وفي ليلة واحدة قام بإلقاء عبوات متفجرة على ما يربو على 40 قسمًا من أقسام الشرطة، ثم جاء بعد ذلك دور طلبتهم في جامعة فؤاد الأول "القاهرة"، فأغرقوا الجامعات بالقنابل والمتفجرات. خرج اللواء سليم زكي، حكمدار العاصمة، على ظهر مدرعة للبوليس ومعه المئات من الجنود ليؤدي دوره في حفظ الأمن وإيقاف نزيف الدماء. كان للتنظيم السري ثأر مبيت مع الرجل، وهو الذي تصدى لتظاهراتهم من قبل، تقدم أحد أعضاء التنظيم السري وألقى بقنبلة بين أرجل سليم فانفجرت، وسقط الرجل شهيدًا، وتصاعد التوتر بين الإخوان وبين الحكومة السعدية إلى ذروته. وفي معرض تبريرهم للقتل قال الإخوان في مذكراتهم: إن زكي كان ينتوي قمع التظاهرات، وأن طالبصا من التنظيم ألقى عليه قنبلة، لكننا لم نخطط لقتله. عذرٌ أقبح من ذنب. وفي تقرير لقناة الجزيرة المؤيدة للإخوان كشف عن أنه في عام 1946 قام التنظيم السري بتفجير عدد من أقسام الشرطة بالقاهرة ردًّا على قمع المظاهرات التي ترفض معاهدة صدق "بيفن"، بالإضافة أنه مع حلول عام 1948 كان الموقف قد تحول إلى النقيض تمامًا، فأصبح "حسن البنا" عدوًّا للجميع، ووقعت حوادث متتالية وخطيرة، وكان دور جماعة الإخوان المسلمين هو الأخطر فيها من وجهة نظر الحكومة وقتها. وكشفت الوثائق أن الإخوان هم المسئولون عن حوادث التفجير التي وقعت في الشهور الأخيرة قبيل ثورة يوليو، كل هذا تم عن طريق المصادفة، لكنها مصادفة أهدت البوليس المصري دليلًا قاطعًا لإدانة الجماعة وعقلها المدبر. تمادى فُجر قادة النظام الخاص في مذكراتهم، فها هو محمود الصباغ يقول: إن قتل سليم زكي سنة 1948 كان هدفًا وطنيًّا وليس خاصًّا بالإخوان المسلمين بأي حال من الأحوال، فكان يتعامل بعنف مع المظاهرات الوطنية المعادية للإنجليز، ومن ثم فإن قتل سليم زكي كان هدفًا وطنيًّا تسعى إليه جميع الاتجاهات الوطنية. أما محمود جامع، القيادي الاخواني، فيدعي أنه الشاهد الوحيد على قتل سليم زكي، حيث رأى بأم عينيه طالبًا من الإخوان وهو يلقي قنبلة بين رجليه، لكنه يبرر هو أيضًا بقوله "لم يكن مخططًا له". وفي كتابه "النقط فوق الحروف" يكتب عادل كمال: "تجددت التظاهرات بقيادة الإخوان، وكانت يوم ذاك مسلحة، فما أن ظهرت قوات البوليس بسلاحها حتى ألقيت عليها 9 قنابل يدوية بشارع الجامعة بين كلية الزراعة وميدان الجيزة من النوع الصوتي لتخويف البوليس وتفريقه"، لكن هذا النوع الصوتي قتل عسكريّا وأصاب آخرين، كما يؤكد كمال نفسه. عاد الإخوان لإلقاء القنابل في سماء الوطن على أمل أن يحكموا بالبطش والوعيد، ليثبتوا المرة بعد الأخرى أنه لو عاد التاريخ نفسه مرات فإنهم لن يفهموا، "انتهى الدرس يا أغبياء".