عرف القبطان الباكستاني ميرزا نعمان بيج أنه وقع في ورطة عندما اعتلى عشرات المقاتلين المسلحين ببنادق سطح ناقلة النفط مورنينج جلوري قبالة ميناء يسيطر عليه المحتجون. وقال في روايته للأحداث إن المحتجين في شرق ليبيا المضطرب أجبروا أفراد الطاقم على تحميل النفط على الناقلة وطلبوا منهم الهروب من البحرية الليبية قبل أن تعتليها قوات خاصة أمريكية قبالة قبرص في 16 مارس. وبعد رحلتهم التي دامت أسبوعين يجري التحفظ على القبطان البالغ 38 عاما وأفراد طاقمه الآن في منشأة تابعة للشرطة في منطقة في جنوب العاصمة الليبية طرابلس. وتعتزم السلطات الليبية إعادتهم إلى بلدانهم بعد الانتهاء من تحقيق في محاولة بيع النفط من قبل ميليشيا للمحتجين تشن حملة من أجل حصة أكبر في الثروة البترولية ومزيد من الحكم الذاتي في شرق ليبيا. وقال بيج في أول مقابلة له منذ أن رست ناقلته في ميناء السدرة وهو أحد ثلاثة مرافئ لتصدير النفط يسيطر عليها مسلحون مناهضون للحكومة. وتجسد محنة الناقلة فوضى متزايدة في الدولة المنتجة للنفط والعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) حيث تعجز الحكومة عن إيقاف الميليشيات التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 لكنها ترفض إلقاء السلاح وتسيطر الآن على ما تشاء من منشآت نفطية. وقال بيج إن الشركة المالكة للناقلة التي تغيرت الشهر الماضي طلبت منه تحميل نفط من ليبيا بعد أن عبرت قناة السويس دون إبلاغه بأن وجهته هي ميناء يسيطر عليه المحتجون. وقال "جرفتنا المياه لمسافة 30 ميلا (عن الساحل). وصعد قائد الزورق المرافق الناقلة واعتلاها أفراد الأمن." وتابع قائلا "لم نستطع أن نفعل شيئا فقد كانت لديهم أسلحة." وأكدت بيانات الملاحة أن الناقلة مورنينج جلوري تجولت لأيام قرب ميناء السدرة قبل أن ترسو. وقال وهو يقف أمام زنزانة صغيرة يحتجز فيها مع خمسة آخرين من أفراد الطاقم نائمون على أسرة بطابقين "المالك طلب مني (الذهاب إلى ليبيا) فقط لكنه لم يخبرني بالوضع وما إذا كان هذا هو الجزء الأوسط (من ليبيا) أم لا. لا أعرف ما هو الوضع في تلك المنطقة." وأضاف أن نحو 35 مسلحا اعتلوا الناقلة عند رسوها في الميناء. ونفى المحتجون أنهم أجبروا أفراد الطاقم على تحميل الناقلة تحت تهديد السلاح. وقال بيج إنه طلب منه عندما غادرت الناقلة ميناء السدرة ولم يكن على متنها سوى ثلاثة مسلحين الابتعاد عن الساحل الليبي. لكن الناقلة تعرضت لإطلاق نيران من قوات البحرية الليبية قبل أن تدخل المياه الإقليمية القبرصية حسبما يقول مسؤولون ليبيون. وقال بيج إنه عندما سأل الميليشيا أو الشركة المالكة عن الوجهة التي تتجه إليها الناقلة "قالوا إنهم سيخبروننا في وقت لاحق." وقال إنه استغل انشغال خاطفيه ليكلم زوجته في لاهور من خلال تليفون السفينة المتصل بالأقمار الصناعية وإنها أبلغت عدة حكومات. واتصل أيضا بالشرطة القبرصية وبقوات حلف شمال الأطلسي وبعد ذلك اعتلى أفراد من وحدة للقوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية الناقلة في ساعة متأخرة من الليل. وقال مسؤولون ليبيون إن أفراد القوات الخاصة الأمريكية كبلوا المسلحين الثلاثة ورافقوا الناقلة إلى ميناء طرابلس حيث رست هناك. وقال بيج إن مالك السفينة ظل يقول إنه سيتم ترتيب البيع النهائي للنفط لكن القبطان أضاف "أبلغتهم أنني غير معني بالأمر أريد أن أعود وأفراد طاقمي لبلداننا. لا نريد شيئا لا نريد أي نفط. أنتم ورطتمونا في هذا الأمر" وأمر النائب العام الليبي بالإفراج عن أفراد الطاقم وعددهم 21 من باكستان والهند وإريتريا وسريلانكا وسوريا وبلدان أخرى لكنهم لا يزالون محتجزين في ليبيا. وسمح لرويترز بالحديث مع أفراد الطاقم بشرط ألا يتحدثوا في تفاصيل التحقيقات الجارية. وقال بيج إن أفراد الطاقم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين. وأضاف "عندما يعودون إلى بلدانهم لن يكون لديهم مال للذهاب من المطار إلى بيوتهم."