انطلاق فعاليات الدورة التدريبية الرابعة بجامعة القاهرة لأئمة وواعظات الأوقاف    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم الإثنين.. البلطي ب 90 جنيها    تعويض 2000 جنيه.. البترول تعلن خلال ساعات آلية تقديم أوراق المتضررين من البنزين.. فيديو    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    مصر وقطر تتفقان على توقيع عقود طويلة الأمد لتوريد الغاز الطبيعي    مصر وقطر ترحبان بإطلاق سراح رهينة أمريكي كان محتجزا لدي الفصائل الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد التزام مصر الكامل بدعم السلام والاستقرار أقليميا ودوليا    أكبر صندوق سيادي بالعالم يسحب استثماراته من شركة إسرائيلية بسبب المستوطنات    موعد مباراة الأهلي وسيراميكا فى دوري nile والقناة الناقلة .. تعرف عليه    موعد مباراة الهلال والعروبة في الدوري السعودي للمحترفين والقناة الناقلة    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة العروبة في الدوري السعودي    لقاء ال7 أهداف.. ملخص مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد (فيديو)    حادث مروع على الطريق الإقليمي بالمنوفية| انقلاب"تريلا" بعد دهس عدد من السيارات.. صور    استمرار الموجة جديدة الحرارة بالأقصر.. والعظمى 42    إصابة 4 أشخاص بطلقات نارية في مشاجرة بدار السلام بسوهاج    مصرع وإصابة 4 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين فى النزهة    تأجيل محاكمة المتهم بقتل والده خنقا خلال مشاجرة بطوخ لأغسطس المقبل    4 ملايين مشاهدة، بيسان تتصدر تريند اليوتيوب ب "خطية"    عمرو سلامة يعلق على تصنيفه من المخرجين المثيرين للجدل    ما حكم الأضحية إذا تبين حملها؟.. الأزهر يوضح    تعيين 261 طبيبا على درجة زميل مساعد في 34 تخصصا طبيا بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية    «قصر العيني» يحصل على اعتماد الجمعية الأوربية لأمراض القلب    القافلة الطبية بقرية الوسطاني بدمياط تقدم خدمات علاجية مجانية ل 1758 مواطنا    اليوم.. إعادة محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية فى بولاق    أصالة توجه رسالة دعم ل بوسي شلبي    رئيس جامعة حلوان يشهد افتتاح فعاليات المهرجان الأول لتحالف جامعات إقليم القاهرة الكبري    تمثيلية يؤديها مدمن كوكايين.. صحفية أمريكية تعلق على تصريحات زيلينسكي حول وقف إطلاق النار    في حوار خاص.. رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير يتحدث عن التحديات والرهانات والنجاح    إصابة طالب بحروق إثر حادث غامض في البراجيل    أسعار الخضروات والأسماك والدواجن اليوم 12 مايو بسوق العبور للجملة    قبل بوسي شلبي ومحمود عبدالعزيز.. زيجات سببت أزمات لأصحابها في الوسط الفني    أسعار سبائك الذهب 2025 بعد الانخفاض.. «سبيكة 10 جرام ب 54.851 جنيه»    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    المطورين العقاريين: القطاع العقاري يُمثل من 25 إلى 30% من الناتج القومي    زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب جنوب غربي الصين    المجلس الوطني الفلسطيني: قرار الاحتلال استئناف تسوية الأراضي في الضفة يرسخ الاستعمار    حكم اخراج المال بدلا من شراء الأضاحي.. الإفتاء تجيب    تزامنا مع زيارة ترامب.. تركيب الأعلام السعودية والأمريكية بشوارع الرياض    لبنى عبد العزيز لجمهورها: الحياة جميلة عيش اليوم بيومه وماتفكرش فى بكرة    يارا السكري ترد على شائعة زواجها من أحمد العوضي (فيديو)    مدير الشباب والرياضة بالقليوبية يهنئ الفائزين بانتخابات برلمان طلائع مصر 2025    حقيقة وفاة الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق    تكليف «عمرو مصطفى» للقيام بأعمال رئيس مدينة صان الحجر القبلية بالشرقية    المهندس أحمد عز رئيسا للاتحاد العربى للحديد والصلب    حبس وغرامة تصل ل 100 ألف جنيه.. من لهم الحق في الفتوى الشرعية بالقانون الجديد؟    عاجل- قرار ناري من ترامب: تخفيض أسعار الأدوية حتى 80% يبدأ اليوم الإثنين    منافسة رونالدو وبنزيما.. جدول ترتيب هدافي الدوري السعودي "روشن"    «انخفاض مفاجئ».. بيان عاجل بشأن حالة الطقس: كتلة هوائية قادمة من شرق أوروبا    نجم الزمالك السابق: تعيين الرمادي لا يسئ لمدربي الأبيض    تبدأ في هذا الموعد.. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي بمحافظة أسوان 2025 (رسميًا)    3 أبراج «مكفيين نفسهم».. منظمون يجيدون التخطيط و«بيصرفوا بعقل»    وزيرا خارجية الأردن والإمارات يؤكدان استمرار التشاور والتنسيق إزاء تطورات الأوضاع بالمنطقة    مع عودة الصيف.. مشروبات صيفية ل حرق دهون البطن    مواعيد عمل البنك الأهلى المصرى اليوم الاثنين 12 مايو 2025    حسام المندوه: لبيب بحاجة للراحة بنصيحة الأطباء.. والضغط النفسي كبير على المجلس    خبر في الجول - جاهزية محمد صبحي لمواجهة بيراميدز    الإفتاء توضح كيف يكون قصر الصلاة في الحج    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد بهاء الدين شعبان: مرسي وعشيرته "فيهم شوية ضلال"
نشر في البوابة يوم 23 - 05 - 2013


- التفاوض مع الجماعات الإرهابية يضيع هيبة الدولة
- الثورة لم تنته.. والموجة الثانية منها تتفاعل الآن
- أتوقع ثورة قادمة أعنف من الأولى بكثير
- 30 يونيو.. نهاية عصر الاستبداد الديني
- عملية خطف الجنود تزامنت مع دعوات “,”تمرد“,”
- نطالب بإعادة النظر في “,”كامب ديفيد“,” لأنها تحرم مصر من السيطرة على سيناء
- اختطاف الجنود يؤكد العلاقة الملتبسة بين حماس والإخوان
- الجبهة لم توقع على “,”تمرد“,” بشكل جماعي حتى لا نُتهم بالقفز عليها
- “,”جبهة الإنقاذ“,” إيقاعها بطئ وهناك مسافة بينها وبين الشارع
- قريبًا.. أول تكتل لليسار المصري تحت قيادة واحدة
- “,”مرسي“,” رفض المشاركة في الثورة ووصف المتظاهرين “,”بالصبية“,”
- أمريكا أرادت الإخوان في السلطة مقابل الحفاظ على أمن إسرائيل
أكثر من أربعين عامًا من عمره، قضاها في النضال السياسي الوطني، بدءًا من مشاركته في مظاهرات الطلاب عام 1968 ومرورًا باحتجاجات 1972 للمطالبة بالحرب ضد الكيان الصهيوني، ثم انتفاضة 18 و 19 يناير 1977 ضد غلاء الأسعار، والتي خرج فيها كواحد من أعضاء اللجنة الوطنية العليا للطلاب، التي قادت تلك التظاهرات والتي أطلق عليها السادات “,”ثورة الجياع“,”.
محطات عديدة في حياة أحمد بهاء الدين شعبان، ربما أهمها مشاركته في المراحل الأساسية التي تمخضت عنها ثورة 25 يناير، حيث شارك “,”شعبان“,” مع عدد من القوى الوطنية في تأسيس حركة “,”كفاية“,” التي كانت أول من نادى بإسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2004 والتي اعتبر “,”شعبان“,” أنها البداية الحقيقية لسقوط الرئيس المخلوع حتى قبل أن ترى ثورة 25 يناير النور.
“,”البوابة نيوز“,” أجرت هذا الحوار مع المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير ووكيل مؤسسي الحزب الاشتراكي المصري والعضو النشط بجبهة الإنقاذ الوطني، فإلى نص الحوار:
· ما رأيك فيما حدث أمس من الإفراج عن الجنود المختطفين دون الكشف عن هوية الخاطفين؟
- لا أعتقد أنه سيكشف عن هويتهم، لاشك أنني سعيد بالإفراج عن هؤلاء الجنود البائسين وعودتهم إلى ذويهم البسطاء، ولكن الموضوع لا يجب أن ينتهي عند هذه النقطة؛ لأنه يثير المئات من علامات الاستفهام منها هوية الخاطفين وكيف جرى التعامل معهم وهل تمت صفقة تم بمقتضاها الإفراج عن المختطفين؟.
كما أن الحدث يطرح تساؤلاً آخر حول وضع سيناء الآن، ووضع الجماعات الإرهابية ومن يمولها وطبيعة علاقاتها في الداخل والخارج، وما موقفها من حركة حماس، لاسيما أنها مسلحة على نحو كبير.
كما أن توقيت العملية في حد ذاته هام للغاية سواء بالنسبة للجماعات الإرهابية أو بالنسبة للرئيس مرسي، فيجب أن نسأل أنفسنا لماذا تزامنت هذه العملية بالذات مع تزايد وتيرة الدعوة لسحب شرعية مرسي وقيام حركة “,”تمرد“,” بجمع ملايين التوقيعات المؤيدة لها واقتراب يوم 30 يونيو.
· كيف تربط بين هذه العملية وهذه الأحداث؟
- لدي شكوك مؤكدة بأن الطريقة التي تم بها إطلاق سراح هؤلاء الجنود لم تكن طبيعية، فأنا أعلم سيكولوجية هذه الجماعات الإرهابية، فعندما تقوم بالاختطاف عادة ما يكون لها شروط، وبالتالي فلاتزال هناك علامات استفهام كثيرة جدًا يجب أن يجاب عليها، والأهم من ذلك ماذا سنصنع في وضع سيناء الآن، فسيناء الآن للآسف الشديد خارج سيطرة الدولة المصرية، ولاسيما منطقة جبل الحلال، وقد طالبنا منذ فترة طويلة بإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد؛ لأنها تحرم مصر من حقها الطبيعي في بسط سيطرة الدولة على شريحة كبيرة من سيناء.. بل والسؤال الأهم: ماذا ستفعل الدولة إزاء العلاقة الملتبسة بين حماس والإخوان المسلمين؟.
· بما تفسر استخدام كلمة “,”تفاوض“,” مع جماعات إرهابية، رغم دخول الجيش وبأعداد هائلة؟
- كيف يمكن لدولة أن تتفاوض مع جماعة إرهابية وأن تخضع لابتزازها، هذا أمر خطير؛ لأنه يضيع هيبة الدولة ويسئ تمامًا لسيادة الدولة على أرضها.
وأنا أعتقد أنه لا يجب أن تلهينا قصائد المديح وموالد الذكر، التي ستقام على شرف الرئيس مرسي، في أن نسأل ما هو الوضع الآن في سيناء، وكيف يتم التعامل مع العشيرة؛ لأن مشكلة مرسي أن أهله وعشيرته “,”فيهم شوية ضلال“,” وتوجيهاته الصريحة بالحفاظ على حياة الخاطفين، إبداع جديد لم يحدث في العالم أجمع، فالخاطف مجرم يجب أن يعاقب عقابًا صارمًا، إنما أن تأمر الجنود والضباط بالحفاظ على أرواح الخاطفين من القتلة والمجرمين، فهذا شيء جديد سيُذكر في تاريخ مرسي وجماعة الإخوان.
· وهل تعتبر دعوة مرسي ل“,”جبهة الإنقاذ“,” للتباحث حول الأمر نوعًا من الإفلاس السياسي؟
- الجبهة رفضت هذه الدعوة؛ لأنها شعرت بأنه لم يلجأ إلى الجبهة إلا للحصول على تغطية لأي عمل سيقوم به، سواء كان هذا العمل سيترتب عليه إصابات أو ضحايا أو تسوية بهذا الشكل، وفي الحالتين، جبهة الإنقاذ ليس لها مصلحة في تقديم هذه التغطية، لاسيما أننا كجبهة حذرنا من قبل من أن الوضع في سيناء يضر بالمصلحة الوطنية في ظل إطلاق سعار الجماعات الإرهابية.
· ما رأيك في تصريحات “,”ضاحي خلفان“,” التي نسب فيها فشل الثورات العربية إلى حكم الإسلاميين؟
- أتفق معه بالطبع أن الربيع العربي لم يحقق أهدافه، ولكنني ضد وصفه الثورات ب“,”فسيخ عربي“,” أو حتى خريف عربي، وثورتنا لم تنته بعد ومستمرة؛ بل على العكس، أعتقد أن مصر مرت في 25 يناير 2011 بالمرحلة الأولى أو الموجة الأولى من الثورة، والموجة الثانية تتفاعل الآن في رحم المجتمع المصري، وأبرز علاماتها الإضرابات العمالية والاجتماعية من قطاعات واسعة من المجتمع، تشعر بأن مطالبها لم تتحقق، وأن الثورة التي ضحوا من أجلها والتي استشهد في سبيلها الآلاف سُرقت منهم، وأن جماعة كانت تحت الأرض في الكهوف خرجت تروع المجتمع وتسرق الثورة والسلطة وأصبحوا مليونيرات وينفقون عن سعة، وهذه الفئات تكاد تتضور جوعًا.
· هل تعتقد أن نهاية حكم مرسي ستكون في 30 يونيو؟
- في العمليات الاجتماعية والتغيرات العنيفة من هذا النوع، يصعب تحديد يوم معين، وإذا كان هذا حدث من قبل في 25 يناير، فهذا ليس قانونًا، ولا شك أن يوم 30 يونيو يجب أن نسعى؛ لأن يكون يومًا مشهودًا في تاريخ مصر، وأن نحشد كل طاقتنا وقوانا وأن نبذل كل ما لدينا من جهد حتى تعود الجماهير إلى الشارع بالملايين؛ لأنه إذا نزلت الجماهير التي وقعت على بيانات تمرد وغيرهم إلى الشارع سواء نجحت في خلع محمد مرسي أم لا، فإن هذا الحشد الكبير الذي أتوقعه وأتمناه سيكون إعلانًا بنهاية عصر الاستبداد الديني.
· كيف تفسر موقف الجبهة الملتبس من حركة “,”تمرد“,”؟
- الموقف غير ملتبس على الإطلاق، نحن نؤيد تمرد تأييدًا مطلقًا، وأصدرنا بيانًا رسميًا في هذه القضية أكدنا فيه بشكل واضح موقفنا بفتح جميع الأحزاب المنتمية للجبهة لحركة تمرد، ومساندتها ودعمها بكل الأشكال القانونية والسياسية، ولكننا لم نقم بالتوقيع الجماعي، ولكن على المستوى الشخصي أنا وقعت وحمدين صباحي وقع، وطرحت خلال الاجتماع الأخير لجبهة الإنقاذ فكرة التوقيع الجماعي، إلا أننا اتفقنا ألا يحدث حتى لا نُحسب على حركة تمرد، ولا يتصور أحد أننا نحاول القفز على الحركة، ونحن نعرف حساسية الشباب من هذه القضية.
· ما تقييمك لأداء “,”جبهة الإنقاذ“,” في الفترة الأخيرة؟
- جبهة الإنقاذ أنجزت مهمة ضرورية جدًا وتاريخية بمعنى الكلمة، وهو توحيد موقف القوى السياسية المختلفة، فتركيب جبهة الإنقاذ يتباين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، فضلا عن أن صمود جبهة الإنقاذ في مواجهة ما تتعرض له من حملة شعواء من الميليشيات الالكترونية لجماعة الإخوان المسلمين والقوى المتطرفة والإرهابية الدينية ومن الخارج من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في أمريكا وأوروبا.
ولكن رغم ذلك، فجبهة الإنقاذ إيقاعها بطئ وهناك مسافة بينها وبين الشارع وهناك مهمات عاجلة عليها أن تنجزها حتى لا تفقد علاقتها بالواقع وبالناس، ومن أهم هذه الواجبات أنها لابد أن تنزل إلى الشارع وتلتقي بالناس، الناس تريد أن ترى محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى وزعماء الجبهة معهم في الشارع.
ونحن اتخذنا قرارًا بأن الأحزاب السياسية المنتمية للجبهة ستعقد مؤتمرات حاشدة في الفترة المقبلة يشارك فيها قيادات الجبهة وبأسرع ما يمكن، وقمنا بعمل برنامج هام للغاية فنحن حاليًا نعد لمؤتمر كبير لجبهة الإنقاذ.
· كيف سيكون مستقبل الجبهة.. هل ستظل مجموعة من الأحزاب المتحالفة أم يتوقع أن تندمج في حزب واحد أو حزبين؟
- هناك طرح قدمه الدكتور البرادعي بأن تلتقي القوى الليبرالية داخل الجبهة في حزب واحد كبير، وتندمج القوى اليسارية في حزب واحد كبير، أي تنقسم الجبهة إلى كتلتين، وكانت هناك حوارات قديمة داخل اليسار المصري وتجددت الآن وقطعنا فيها شوطًا كبيرًا جدًا لبناء حزب واحد لليسار المصري بمبادرة من الحزب الاشتراكي، والآن هناك حوارات متقدمة مع حزب التجمع والتحالف الشعبي والحزب الشيوعي المصري وحزب المساواة والتنمية، ومع العديد من التجمعات الشبابية لعمل كيان يساري واحد قوي متماسك لديه إمكانيات، ويتم خلاله توحيد الإمكانيات والقدرات الخاصة بكل حزب، وخلال فترة منظورة لن تطول عن بضعة أشهر، ستتشكل قيادة واحدة لليسار المصري، وسيوضع برنامج ينتهي بتوحيد قوى اليسار في حزب قوي لأول مرة في تاريخ مصر منذ الخمسينيات.
· ولكن هناك انقسام في موقف الجبهة من الانتخابات؟
- لا يوجد انقسام في موقف الجبهة، ولكن هناك توافق على موقف الجبهة الذي أعلن ولم يتغير، فلم يحدث ما يثنينا عن وجهة نظرنا، فحكومة هشام قنديل لم تقدم شيئًا على الإطلاق للشعب المصري، ولم تحل أية مشكلة من مشكلات الشعب المصري، فهذه الحكومة ستلعب دورًا كبيرًا جدًا في تزوير الانتخابات الرئاسية، لاسيما بعد التعديلات التي أجريت عليها لتسيطر على كل مفاتيح تزوير الانتخابات القادمة من وزارات الداخلية والحكم المحلي والمالية والشباب والعدل والعمل، أي كل الوزارات التي ستلعب دورًا أساسيًا في تزوير الانتخابات، وإرادة الشعب في المرحلة القادمة كلها في يد الإخوان المسلمين.
· وماذا عن الوضع بين قيادات الجبهة؟
- لا توجد خلافات حقيقية، وما يبدو أنه كذلك هو خلافات طبيعية نتيجة لاختلاف التوجهات الحزبية؛ لأن ما يجمعنا الآن هو المسئولية، وأنه ليس لدينا استعداد أن نبيع هذه الدولة مهما شابها من نقائص تحتاج إلى التعديل، لصالح دولة أخرى يحكمها الملالي والمشايخ والمرشدون وغيرهم.
· إلى أي مدى نجح مرسي في أخونة مؤسسات الدولة؟
- نجح نجاحًا كبيرًا جدًا في أخونة عدد كبير من المؤسسات، على رأسها وزارة التربية والتعليم، وهذا ظهر في تغيير المناهج حتى أنني قرأت “,”امتحانًا“,” أمس يتهمون فيه المعارضة بالهمجية، كما قاموا بالسيطرة على مفاصل الوزارة مثل وكلاء الوزارة والعناصر المؤثرة وطبقوا الإسلام طبقًا لمفهومهم في عدد كبير من المدارس.
كما أنهم اخترقوا جهاز الإعلام بشكل أو بآخر من خلال قيامهم بوضع وزير يعمل ليلاً نهارًا على هذه المسألة، واخترقوا أجهزة الأمن، وحاولوا أن يخترقوا الجيش لكنهم وجدوا مقاومة، وأنا أعتقد أن الشعب المصري سيهضم داخله الإخوان المسلمين ولن يستطيعوا أخونة الدولة؛ لأن شرطًا أساسيًا لنجاح هذه الأخونة، أن يكون هناك قبول شعبي، إلا أن طبقات المجتمع ترفضهم بشكل واضح.
· ما هي مقترحاتك للخروج من الأزمة الحالية؟
- لن تخرج مصر من الأزمة الاقتصادية على الإطلاق وسيزداد الوضع تدهورًا، إلا بشرط واحد، وهو إحداث توافق اجتماعي سياسي في الأساس، فالأزمة الاقتصادية هي أزمة سياسية في المقام الأول، ولن تحل سوى بتوافق المجتمع كله حتى ننهض بمصر، فالوضع الاقتصادي حرج للغاية ولا يمكن تجاوزه إلا باجتماع إرادة الأمة على برنامج للإنقاذ الوطني الاقتصادي في المقام الأول، فلابد أن توضع خطة موضوعية عادلة لتعوض الفقراء عما ذاقوه من الحرمان، وهذا ليس معناه العداء للرأسمالية والطبقات الغنية، ولكن يجب أن تكون هناك عدالة، وإذا لم تدرك ذلك هذه الطبقات فيتصاعد الأمر إلى ثورة جديدة في الشوارع.
· هل شعرت بالإحباط من تصريحات الفريق السيسي، التي أكد فيها أن الجيش لن يتدخل في الحياة السياسية؟
- على الإطلاق، أنا لم أنتظر من الجيش أبدًا أن يتدخل في الحياة السياسية، ولم أراهن عليه، وعندما كان الجيش في السلطة، لم يقدم للشعب المصري والقوى الثورية أي خدمة حقيقية؛ بل على العكس، قدم خدمة أساسية بعقد صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين، قام بموجبها بتسليم الدولة لهم على طبق من فضة، ولكن على الجيش أن يتدخل إذا لم تحل الأزمة؛ لأن عدم حل الأزمة الاجتماعية والسياسية سيتسبب في انفجار اجتماعي هائل أو حرب أهلية.
وأنا شخصيًا توقعت ثورة يناير، وألفت كتابًا تحت عنوان “,”صراع الطبقات في مصر.. مقدمات ثورة 25 يناير“,” قبل الثورة تنبأت بقيام الثورة، وأتوقع أن الثورة قادمة مرة أخرى، وستكون ثورة هائلة تجعل ثورة 25 يناير نزهة قياسًا عليها، وسيطغى عليها العنف؛ لأن الطبقات الكادحة ستطالب بحقوقها التي يتجاهلها النظام الحالي بصورة كبيرة.
· هل أخبرك الرئيس مرسي حقًا قبل الثورة أنه ضد المشاركة فيها؟
- مرسي خلال لقاء جمعني به ليلة الثورة مع مجموعة من الأساتذة الأفاضل، منهم الدكتور جمال زهران، قال: “,”نحن لا ننزل وراء مجموعة من الصبية، ونحن جماعة كبيرة، اللي عايز ينزل الشارع ييجي الأول يتناقش معانا“,”.
الإخوان وصلوا للسلطة من خلال عقد صفقة مع المجلس العسكري والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج ومن ورائهم إسرائيل، لتسليمهم السلطة في مصر ودول أخرى، مقابل الحفاظ على أمن إسرائيل والحفاظ على المصالح الأمريكية في المنطقة.
وقد لعب الإخوان دورًا كبيرًا بالفعل في حماية إسرائيل، وفي إقناع حركة حماس بالتهدئة، وهذا ما حدث في أول صدام، عندما أمر الإخوان حماس بإيقاف الضرب، وبالفعل لم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك الوقت، من حماس على إسرائيل، وأتحدى أن تتكرر مرة أخرى.
فالوضع واضح، وهذا ليس جديدًا، فجماعة الإخوان المسلمين على مدار تاريخها، في أحضان الدول الاستعمارية الكبرى، فمنذ أن أنشأ حسن البنا هذه الجماعة سنة 1928 في الإسماعيلية وحتى الآن، تتدفق عليهم مئات الملايين من الدولارات، وعلى جماعات الإسلام السياسي، من دول النفط وبالذات من قطر، وإلا فليفسروا لي من أين أتوا بمئات الملايين التي أنفقت على الحملة الانتخابية لأحد مرشحي الرئاسة، وهو مجرد محامٍ لم يسمع عنه أحد.
أنا أطالب جماعة الإخوان المسلمين بالإعلان عن مصادر تمويلها، وأتحدى الأحزاب والحركات الإسلامية أن تقدم للرأي العام المصري مصادر تمويلها، وإثبات أن ما تنفقه من حر مالها، فأنا شخصيًا مستعد لتقديم ما يثبت أن كل مليم صُرف داخل الحزب الاشتراكي والأحزاب الاشتراكية؛ بل وجبهة الإنقاذ كان من حر مالها، أنا أريد معرفة من أين يتم تمويل جماعات الإسلام السياسي، ومن أين يتم تمويل جماعات الإرهاب في سيناء، التي تنفق ملايين الدولارات على الأسلحة والذخيرة والسيارات وهي تظهر على شاشة التليفزيون وليست سرًا.
أنا أتهم الحكم الحالي بالتساهل مع تدفقات الأموال السياسية التي تأتي من دول معادية لمصر من الخليج وغيرها إلى جماعات الإسلام السياسي وإلى التيارات الدينية، وإلى بعض جماعات المجتمع المدني التي تدعي أنها إسلامية، وتتسرب هذه الأموال من خلالها إلى القوى السياسية الإسلامية، وأتحدى أن يُفتح ملف تمويل الجماعات الدينية والإخوان المسلمين وباقي الأحزاب الدينية، ولن يُفتح هذا الملف على الإطلاق طالما ظلت هذه الجماعات في السلطة؛ لأنه لو فُتح ستظهر كوارث لا حدود لها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.