على خُطى «كولينا».. الحكام يسيطرون على المباريات بالعضلات

قد يفلت الزمام من حكم مباريات كرة القدم، ولا يقدر على الاحتواء وقت حدوث مشادة بين لاعبى الفريقين، أو عندما تسيطر العصبية على لاعب ويرغب فى الاعتراض على قاضى الملعب، لكن حينما يكون الأمر متعلقًا بالاصطدام بحكم مفتول العضلات، فليهدأ كل من على أرضية الميدان، فقد جاء من يكبح الجماح على طريقته الخاصة.
كولينا
كان الحكم الإيطالى السابق، ييرلويجى كولينا، أشهر حكم فى العالم، يتبع أسلوبًا مغايرًا للسيطرة على أرضية الميدان دون اعتراض أو صافرات استهجان حتى من الجماهير، حيث كان يستخدم الحكم الملقب بالمرعب، مظهره المخيف الذى جاء عن طريق رأس صلعاء ونظرات طويلة وصارمة من عينين زرقاوين حادتين، فى أن يفرض على اللاعبين احترامه والخوف منه لكى يلتزموا بقواعد اللعب واللعبة، وكان ذلك ضمن الأسباب التى جعلته أفضل حكم فى تاريخ الساحرة المستديرة، بحسب تصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا».
كولينا أصبح نموذجًا لإخافة اللاعبين، لكن فى الوقت الحالى استخدم بعض الحكام مظهر العضلات الذى يسيطرون به على انفعالات المعترضين على قرار حكم الساحة.
«هالك» الأرجنتيني
ومن هؤلاء الحكام، الحكم الدولى الأرجنتينى نيستور بيتانا، الذى أدار اللقاء الافتتاحى لمونديال 2018، بين روسيا والسعودية، وهى المباراة الأولى فى كأس العالم المدعومة بتقنية الVAR، كما أدار نهائى البطولة بين فرنسا وكرواتيا، إذ إنه يتمتع بجسد رشيق مع عضلات مفتولة، تخطف أنظار المشاهدين واللاعبين، ولذلك سمى ب«هالك».
نيستور بيتانا (47 عامًا)، هو حكم أرجنتينى ولد فى كوربس فى 17 يونيو 1975، عمل فى التمثيل بوقت سابق، والآن يعمل كمدرب للألعاب الرياضية بجانب أنه حكم دولي، بدأ التحكيم فى عام 2007، ولم يستغرق إلا 3 سنوات فقط للحصول على الشارة الدولية.
الأقوى فى العالم
ومع حكم آخر، خطف البرازيلى أندرسون دارونكو، الأضواء من لاعبى كوبا أمريكا 2019، حيث اعتادت الجماهير على مشاهدة الحكام بأجسام طبيعية، لكن ظهر دارونكو مفتول العضلات وبدا بشكل متناسق عكس اللاعبين حيث يمتلك جسد مصارع وليس حكم كرة قدم.
يهتم صاحب ال41 عامًا بتكوينه الجسدى وقوته العضلية، حيث لم يأت هذا الاهتمام بالتكوين الجسمانى محل صدفة، فهو أستاذ فى التربية البدنية منذ عام 2011، ويحرص على مواظبة التمارين بطبيعة عمله وتخصصه، وهذا ما ينعكس عليه إيجابيًا فى حركته على الميدان على الرغم أن طوله 188 سم، ويستطيع مجارات سرعات اللاعبين والكرة لكى يتخذ القرارات التحكيمية السليمة.
الشرطي
وأمام حكم معروف لدى عشاق الساحرة المستديرة، يأتى الحكم الإنجليزى السابق هاورد ويب، من مواليد 14 يوليو 1971 فى روثرهام، الذى اعتزل التحكيم عقب مونديال 2014 بعد مسيرة امتدت ل25 عامًا، ثم تولى بعدها منصب المدير الفنى لرابطة الحكام فى إنجلترا، بعدما أصبح فى 2010 أول حكم يدير نهائى دورى أبطال أوروبا والمباراة النهائية لكأس العالم فى نفس العام.
هاورد ويب، معروف لدى الكثير من متابعى مباريات الدورى الإنجليزى الممتاز، تولى فى الوقت الحالي، رئاسة لجنة الحكام برابطة الدورى الإنجليزى خلفا لمايك رايلي، بعدما أدار ما يقرب من 300 مباراة بالبريميرليج على مدار 11 عامًا، وبحكم عمله السابق كشرطى كان يهتم بجسده الممشوق الذى يطغى عليه بالعضلات، لكى يعطى هيبة كبيرة داخل الملعب وخارجه.
الجزار
بينما أطل الحكم البولندى سيمون مارتشينياك بعضلاته، بعدما ظهر فى إدارة نهائى كأس مصر للموسم الماضي، الذى جمع الأهلى والزمالك، وحسمه الثانى وقتها.
مارتشينياك، حكم مثير للجدل كثيرًا، لما هو معروف عنه أنه يملك شراهة وغزارة فى إشهار الكروت الصفراء والحمراء، إذ يكون السبب أن لحظة غضب دفعته لتحويل مسيرته من لاعب كرة قدم إلى مجال التحكيم، وعلى الرغم من ذلك، يهتم بجسده وعضلاته المفتولة، كما إنه حكم دولى منذ 2011، وهو من مواليد 7 يوليو 1981بمدينة بوتسك البولندية.
الظاهرة فى الكرة المصرية
ويعد الحكم محمد محمود السيد قاسم، الشهير ب«حمادة القلاوي»، إحدى الظواهر التى تستحق الوقوف أمامها فى كرة القدم المصرية، حيث يعمل أخصائيا رياضيا بكلية التربية بجامعة سوهاج ولديه رسالة دكتوراه فى قسم التدريب الرياضي، بجانب عمله كحكم للساحة بالدورى المصرى الممتاز.
يتمتع صاحب ال32 عامًا، بمظهر جذاب ولياقة بدنية رائعة مع اهتمامه بالظهور بعضلاته المفتولة، وأدار أكثر من مباراة بالدورى الموسم المنصرم، ونال إشادات كبيرة من الحكام السابقين والجماهير، فضلًا عن اختيار حمادة القلاوي، ضمن الحكام المشاركين فى إدارة مباريات بطولة شمال أفريقيا للشباب تحت 20 عامًا، والتى استضافتها تونس خلال الفترة من 9 إلى 17 نوفمبر العام الماضي.