· عداء سيد قطب للغرب وأمريكا لترحيله إلى مصر بسبب فضيحة جنسية · المخابرات المركزية لجأت للجماعة لتشويه سمعة عبدالناصر · CIA أصبحت شريكًا فعليًا للإخوان لأنها تطورت إلى منبع الإرهاب الإسلامي · ضابط مخابراتي أمريكي: “,” تنظيم القاعدة ابن جماعة الإخوان“,” · الإخوان هربوا من مصر ولجأوا للسعودية خوفًا من قمع عبدالناصر · أعضاء الإخوان روجوا لفكر سيد قطب في مدارس ومساجد السعودية · السعودية قدمت أموالاً للإخوان لمواجهة التمرد المناهض لناصر في اليمن مارتن لي عندما وصف القس فرانكلين جراهام، ال واعظ المشاكس الذي أ لقى الصلاة في 2001، إبان تنصيب الرئيس جورج دبليو بوش، صاحب العلاقات القوية مع وكالة الاستخبارات المركزية ( CIA )، الإسلام بكونه “,”دين شرير جدًا“,” بعد هجمات 11/9 الإرهابية، لم يكن لديه فكرة أن الجواسيس الأمريكيين كانوا حريصين على تعزيز وخلق زعيم مسلم في الشرق الأوسط على غرار والده، المبشر الشهير بيلي جراهام. غالبًا ما اتسمت طريقة عمل وكالة المخابرات المركزية مع جماعة “,”عباءة وخنجر“,”، ويقصد بها الإخوان، بالغموض، وهي التي مهدت الطريق لتعاون واسع النطاق بين الاستخبارات الأمريكية والمتطرفين الإسلاميين. نشأة هذا التحالف المنحوس يعود إلى مصر في منتصف خمسينات القرن الماضي، عندما قدمت وكالة المخابرات المركزية المبادرات المنفصلة لجماعة الإخوان المسلمين ، وهي الحركة الأصولية السنية المؤثرة التي تشجع على التشدد الإسلامي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وما بدأ باعتباره مغازلة أمريكية هادئة مع الإسلام السياسي، أصبح حربًا باردة وعلاقة غرامية سرية ، في نفس الوقت، من شأنها أن تحدث تحولاً كارثيًا للولايات المتحدة. أغلب الجماعات الإسلامية الراديكالية، اليوم، بما في ذلك تنظيم القاعدة، تعود في نشأتها وجذورها إلى جماعة الإخوان المسلمين، وصرح العقيد باتريك لانج، أحد قدامى ضباط المخابرات الأمريكية وخبير رفيع المستوى للشرق الأوسط في وكالة المخابرات الدفاعية، بأن “,”تنظيم القاعدة يعتبر ابن جماعة الإخوان، وأنها السبب الجذري للكثير من مشاكلنا“,”. لسنوات عديدة، كان إنشاء شبكة تجسس أمريكية تعمل على افتراض أن الإسلام بطبيعته معادٍ للشيوعية، من هنا يمكن تسخيره للصدارة لتسهيل تحقيق أهداف الولاياتالمتحدة الدولية، وينظر مسئولون أمريكيون لجماعة الإخوان المسلمين، بأنها “,”السلاح السري“,” في حرب الظل ضد الاتحاد السوفيتي وأنصارهم العرب، وفقًا لروبرت باير، ضابط CIA متقاعد والمسئول عن أمور الشرق الأوسط وآسيا الوسطى خلال حياته المهنية عبر 21 سنة كجاسوس، في كتابه “,”النوم مع الشيطان“,”، الذي فسر خلاله “,”كيف يمكن للولايات المتحدة صنع قضية مشتركة مع الإخوان واستخدامها “,”للقيام بأعمالنا القذرة في اليمن وأفغانستان والكثير من الأماكن الأخرى“,”؟، مضيفًا أن هذه العلاقة السرية، كشفت عندما انتهت الحرب الباردة، حيث ظهر فرانكشتاين الإسلام “,”أسامة بن لادن“,” إلى حيز الوجود. فيما وصف جراهام فولر، المحلل السابق ب CIA ، جماعة الإخوان المسلمين باسم “,”منظمة إسلامية دولية بارزة“,”، لها فروع مستقلة على اتصال وثيق تنتشر في جميع أنحاء العالم العربي، ولكن تم حظرها في العديد من البلدان، بما في ذلك مصر مهد ميلادها، لكونها جبهة مزعومة للإرهابيين، الذي يصر أنصارها على إنكار ذلك بشدة، رغم أن بن لادن وغيره من زعماء تنظيم القاعدة، على علاقات شخصية وثيقة بجماعة الإخوان قبل 11 سبتمبر 2001. لفهم ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم، عندما وجهت ضربات إرهابية على مركز التجارة العالمي والبنتاجون، في 11 سبتمبر، لا بد من إعادة النظر في التغيرات المضطربة التي وقعت في وقت سابق من نصف قرن في مصر، بعد استيلاء جمال عبدالناصر على السلطة في انقلاب عسكري عام 1952، حيث ألقى بسرعة بالشيوعيين البارزين في السجن، وهو ما أثار دهشة نشطاء “,”عباءة وخنجر“,” في الولاياتالمتحدة، والذين كانوا حريصين على المساعدة في تلبية طلبات عبدالناصر في رفع مستوى الخدمة السرية الكامنة في مصر، لكن الحكومة الأمريكية “,”وجدته متهورًا للغاية لمساعدته بشكل مباشر“,”، واعترف وكيل وكالة المخابرات المركزية مايلز كوبلاند، بذلك في مذكراته “,”لعبة الأمم“,”، لذلك أوكلت وكالة المخابرات المركزية المهمة من الباطن لأطباء بيطريين ألمان تابعين للرايخ الثالث، متخصصين في الأمن النازي وأساليب الاستجواب، للقيام بهذه المهمة. ومع ذلك، نما القلق لدى المسئولين الأمريكيين من ناصر، الذي بدا وكأنه مدفع لا يمكن التحكم فيه على سطح السياسة في الشرق الأوسط، المتحمس بشدة للقومية العربية، تلاه رفض النداءات الأمريكية للانضمام إلى ائتلاف محايد من دول العالم الثالث، التي تؤيد موقف مستقل خلال الحرب الباردة. وكان عدم الانحياز في الصراع بين الشرق والغرب، جريمة عند مدير CIA آلان دالاس، حيث بدا عليه الانزعاج من مكانة ناصر المتنامية، باعتباره القائد الكاريزمي، الذي يمكنه تحفيز العرب والمسلمين إلى ما هو أبعد من مصر. وعاتب دالاس، رجل وكالة المخابرات المركزية في القاهرة، كوبلاند، قائلا “,”إذا كان عقيدكم سيدفعنا بعيدًا، سنكسره نصفين“,”، ففكر كوبلاند في طريقة لضرب كبرياء ناصر، وحاول وضع مخطط لتشويه سمعته وصورته البطولية، ولكن هذا لم يكن ممكنًا، بدلاً من ذلك اختار العملاء الأمريكيون استخدام “,”أفيون الجماهير“,” كما وصفه كارل ماركس “,”الدين“,”. وعلى الرغم من أن المسلمين ليس لديهم باب أو تسلسل هرمي ديني رسمي، فكانت استراتيجية CIA خلق زعامة دينية غير رسمية، لكي يتمكنوا من كسب قلوب وعقول العرب، من خلال التلاعب بالمشاعر الدينية. وروى كوبلاند “,”كيف شاركت وكالة المخابرات المركزية، في عمليات الدعاية السوداء في مصر، والتي سعت لإثبات فجور السوفييت، من خلال تعميم الأدب المعادي للإسلام، بما في ذلك الكتب التي تحمل عناوين مثل (ضد الحجاب)، و(محمد لم يكن موجودًا)، بينما ينسب توزيعه على السفارة السوفيتية“,”،لكن هزيمة ناصر والتغلب عليه، كانت عملية أطول بكثير من تصوير السوفييت كملحدين. ما احتاجته فعلا CIA ، وفقًا لكوبلاند، كان “,”الفتن الدينية“,” لتغيير الرأي العام العربي والتيار المتزايد من العداء للولايات المتحدة، مضيفًا “,”أردت أن أوجد المخلص الذي سيبدأ في مصر، ليتبعه الأفارقة وغيرهم من الشعوب وربما العالم الثالث، هذا الشخص المختار سيتمكن من تحصين تلك الشعوب ضد الأنبياء الكذابين، أي عبدالناصر والقادة الوطنيون الآخرون في عدم الانحياز“,”. وعرف كوبلاند، مما كان يحدث في أمريكا، أن حركة دينية لم تكن معنية بجذب أتباع، على حد تعبيره، وكان يشير إلى بيلي جراهام وعرضه “,”الطريق الخلاص“,”، الذي اجتذب حشودًا ضخمة في جميع أنحاء الولاياتالمتحدةالأمريكية في عام 1950 في وقت مبكر، هذا التحول الكبير في البروتستانتية أعطى كوبلاند فكرة صنع “,”بيلي جراهام مسلم شرقي“,”. من هنا بدأ كوبلاند بالجري في اتجاه آخر، حيث زار العديد من المساجد المصرية، بحثًا عن الداعية الإسلامي الذي يستطيع التأثير في الجماهير العربية، بطريقة ملائمة لمصالح الولاياتالمتحدة، وعلى الرغم من أن كوبلاند لم يعثر على “,”مخلص“,” وكالة الاستخبارات المركزية، فإن دسائسه لم تكن بلا جدوى. وبينما كان يبحث كوبلاند عن “,”بيلي جراهام المسلم“,” توصل إلى قائد حركة الإحياء الديني المعروفة باسم “,”الإخوان المسلمون“,”، “,”حسن البنا“,”، الذي سعى إلى بناء مجتمع إسلامي من أسفل إلى أعلى، من هنا زرعت بذور علاقة سرية بين وكالة المخابرات المركزية والإخوان من قبل كوبلاند، الذي ظن أن الإخوان المسلمين بحكم الكراهية الشديدة للقومية العربية وكذلك للشيوعية، قد تكون ثقلاً موازيًا أمام عبدالناصر، ومن هنا أصبحت المخابرات الأمريكية شريكًا فعليًا لجماعة الإخوان، لأنها تطورت من منظمة إصلاح اجتماعي قائم على الشمول، إلى منبع الإرهاب الإسلامي. سواء إذا ما كانت جهود كوبلاند “,”خارج السياق“,” أو غير ذلك، كان الإخوان المسلمون بالتأكيد قوة لا يستهان بها، منذ إنشائها عام 1928، وجمعية الإخوان المسلمين تسعى لاستعادة القانون والقيم الإسلامية، في مواجهة النفوذ الغربي المتزايد، وأطلقت كجمعية للرعاية الاجتماعية ثم أصبحت نقطة محورية في مقاومة الحكم الاستعماري البريطاني. وشنت مجموعة من الطلاب، الجناح شبه العسكري السري الذي أنشأه الإخوان، غارات حرب العصابات في مصر خلال عام 1940، وقصفت المنشآت البريطانية وقتلت الجنود والمدنيين البريطانيين. وعندما أطاح الضباط الأحرار بقيادة عبدالناصر، بالنظام الملكي الموالي لبريطانيا، أعطى الإخوان الدعم الكامل له، ولكنهم اختلفوا سريعًا مع ناصر، عندما أصبح واضحًا أنه لن يقيم دولة إسلامية، والقوى العلمانية في مصر كانت صارمة على جماعة الإخوان، التي تضم أكبر قوة شعبية منظمة في البلاد، والعقبة الأخيرة لقيادة ناصر الاستبدادية، وكان هدف عبدالناصر منع أي تعبير ديني لا تسيطر عليه الحكومة، وليس إبعاد التعبير الديني عن المجال السياسي. وفي أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة ضد ناصر في أكتوبر عام 1954، حظرت السلطات المصرية جماعة الإخوان، وتم الزج بالآلاف منها للسجن وتعذيب أعضائها وقتل عدد من قادتها، واختفى بعضهم أو فروا من البلاد هربًا من موجات متتالية من القمع الوحشي، الذي استهدف سحق الجماعة. من هنا أصبحت المملكة العربية السعودية نقطة جذب لكثير من اللاجئين الإسلاميين المضطهدين، ليس فقط من مصر ولكن أيضًا من سورياوالعراق وليبيا والدول العربية الأخرى، حيث كان ينظر للإخوان المسلمين باعتبارهم تهديدًا للعلمانية والقومية العربية. وشكلت المخابرات الأمريكية لقاء حب ثلاثي مع السعوديين والإخوان المسلمين، وفقًا لروبرت باير، الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية، بموافقة وكالة الاستخبارات المركزية الضمنية، وتوجه أفراد العائلة المالكة السعودية الأموال إلى الجماعة، الذين انضموا إلى التمرد المناهض لناصر، المدعوم من الولاياتالمتحدة في اليمن إلى عام 1962، موضحًا “,”لم يكن لدى وكالة المخابرات المركزية أي حقائق أو أوراق، كما لم يتم إخطار الكونجرس، ولم يخرج دولار واحد من الخزانة لتمويل الجماعة، كل ما كان على البيت الأبيض فعله، هو إعطاء إشارات إلى البلدان التي تأوي الإخوان“,”. وكانت اليمن مجرد إحماء لإعطاء دفعة قوية للتبشير الإسلامي السعودي، بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية، حيث تأسست رابطة العالم الإسلامي عام 1962، الاكتتاب في البداية جاء من قبل العديد من الجهات المانحة والتي مقرها في السعودية. وتم توظيف الإخوان ليعملوا كمعلمين وأئمة مساجد في السعودية وموظفين في المدارس والوكالات الحكومية، حيث روجوا لعقيدة سيد قطب المتطرفة، والذي أعدم عام 1966، ويعتبر من أكثر علماء الدين تأثيرًا في الإسلام المعاصر، حيث اختار البديل القاتل من الإسلام السياسي، الذي قدم تبريرات قرآنية للعنف باعتباره السبيل الوحيد لتخليص العالم المسلم من إفساد التأثيرات الغربية. عداء سيد قطب نحو الغرب بشكل عام والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص، ولد خلال عامين من الدراسة في جامعة كولورادو الشمالية في “,”جريلي“,” أواخر عام 1940، بسبب ترحيله إلى مصر بفضيحة جنسية، حيث هناك شبهة في كونه مهووسًا جنسيًا، وارتبط بشبهة بيت للدعارة. وخضعت جماعة الإخوان لتحوّل كبير بسبب تطرف سيد قطب في السجن، حيث دعا قطب لتشكيل طليعة ثورية إسلامية كرأس الحربة للإطاحة العنيفة بالأنظمة العربية العلمانية، ومن هنا منح استشهاد سيد قطب مصداقية فورية لرسالته، والتي ملأت الفراغ الأيديولوجي بعد وفاته، عقب هزيمة 1967 من إسرائيل، وهي الهزيمة التي هزت ناصر ومصداقية قضية القومية العربية. من الثابت أن كتابات سيد قطب أثرت بشكل حاسم في جيل من النشطاء الشباب، بما في ذلك مستقبل رأس الحربة لشركات الطيران لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، حينما حضر محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، للأستاذ محمد قطب المصري، الشقيق المنفي لسيد قطب، والذي كان يعطي دروسًا حول ضرورات والفروق الدقيقة في الجهاد الإسلامي. بعد وفاة جمال عبدالناصر عام 1970، عادت جماعة الإخوان المدعومة ب“,”البترودولار“,” السعودي، إلى الظهور في مصر، ونجحت في خطب ود الرئيس أنور السادات، الذي حرر الناشطين الإسلاميين من السجن ورفع بعض القيود المفروضة على الإخوان، وحولها لتقف ضد التيار الناصري والجماعات الطلابية اليسارية المعارضين لقرارات السادات بالتعامل مع الولاياتالمتحدة. مغازلة السادات للإخوان أثارت أكثر الغمزات والإيحاءات للمخابرات الأمريكية، حيث تحول الحظر إلى شبه تسامح، من هنا كانت جماعة الإخوان تمر بتحول بالغ الأهمية في مصر. يصف الباحث الفرنسي جيل كيبل مؤلف كتاب “,”الجهاد“,” أن تتبع مسار الإسلام السياسي وكيف وجدت نظريات سيد قطب جمهورًا تقبل في الجامعات المصرية، ما أدى إلى قوة الجناح الراديكالي للحركة الإسلامية، وحدث هذا عندما تنكر قادة كبار من الإخوان عن آرائهم واضطروا للتراجع بسبب سنوات من القمع والمواجهة المسلحة لصالح اتجاه الأخذ بالجهود التدريجية لإصلاح النظام، وأنشأ المنشقون عدة مجموعات عنيفة، وتعهدوا بالجهاد ضد النظام المصري الاستبدادي، الذي اعتبروه فاسدًا ومعاديًا للإسلام ودمية في يد الولاياتالمتحدة. وتجلى ذلك في حادث المنصة، حيث كان من بين المتورطين في اغتيال الرئيس السادات عام 1981، رؤساء فصيلين منشقين عن الإخوان، في “,”الجهاد“,” الإسلامية الدكتور أيمن الظواهري، و“,”الجماعة الإسلامية“,” الشيخ عمر عبدالرحمن. ولعب قدامى الإخوان دورًا بارزًا خلال كل مرحلة من مراحل ملحمة بن لادن الإرهابية، ف“,”كطالب جامعي“,” أرشد من قِبل عبدالله عزام الأخ الفلسطيني، الذي أقنع الشباب السعودي بالانضمام إلى الجهاد ضد السوفييت في أفغانستان بعد غزو الجيش الأحمر في عام 1979، وفي نفس العام قام الإسلاميون الثوريون الشيعة بقيادة آية الله الخميني بشراكة أمريكا وتمت الإطاحة ب“,”شاه إيران“,”، وأكدت هذه الأحداث الصاخبة الأهمية الجيوسياسية للعلاقة السعودية مع المسئولين الأمريكيين. منذ هذا الوقت اعتبرت المملكة العربية السعودية بمثابة حصن مسلمي السنة ضد التطرف الشيعي، في حين تطابق أيضًا مع نفوذ الدولار الأمريكي، في دعم مقاتلي المجاهدين الأفغان الذين كانوا يقاتلون ضد السوفييت. وفي عام 1984 أسس كل من عزام وأسامة بن لادن خدمة “,”بيوراي“,” ومقرها في بيشاور، التي لعبت دورًا محوريًا في تنظيم المتشددين الإسلاميين من 43 بلدًا، بما فيها الولاياتالمتحدة، الذين توافدوا إلى الأراضي الباكستانية الحدودية الشمالية الغربية للانضمام لمكافحة الشيوعية، ومع انتشار الاتصالات عبر شمال إفريقيا والشرق الأوسط كان للإخوان دور فعال في توظيف العديد من هؤلاء المتطوعين الإسلاميين، وخاض بعض هؤلاء المحرضين جنبًا الى جنب مع وحدات المجاهدين المدعومة من وكالة المخابرات المركزية خلال اشتباكات مع الجيش الأحمر. مرة أخرى، اعتبر المنهج الجاهز والقابل للاستخدام الأفضل للمخابرات الأمريكية هو التدخل السري، حيث زادت العمليات في أفغانستان على قدم وساق خلال عام 1980، وأصبح أكبر تدخل سري في تاريخ وكالة المخابرات المركزية، مع واشنطن بتحويلات قيمتها أكثر من 3 مليارات دولار، من المساعدات والمعدات العسكرية إلى المجاهدين عن طريق الاستخبارات العسكرية الباكستانية، التي كانت بمثابة قناة لأمريكا وبفضل السخاء السعودي. في حروب الأشباح، ناقش ستيف كول، من وكالة المخابرات المركزية في أفغانستان، المأزق الذي وجدت الولاياتالمتحدة نفسها متورطة فيه، حول كيفية خفض هذه العمليات خفضًا تدريجيًا، حيث قامت المخابرات الأمريكية بإنكار هذه العلاقة السرية، في حين دفعت بوكيلها “,”باكستان“,” لدعم المتمردين أكثر اعتدالاً من الجماعات الأفغان التقليدية، وعزز المجاهدون الأربعة مجموعات بقيادة نشطاء متحالفين مع جماعة الإخوان. وكالة المخابرات المركزية، وفقًا ل“,”كول“,” بدأت بالضغط على باكستان لدعم المنحى القومي الأكثر اعتدالاً بدلاً من القادة الأفغان والمجاهدين الإسلاميين المتطرفين المتمسكين بكتابات سيد قطب التي ترجمت إلى اللهجات المحلية الأفغانية. شخصية معروفة بين الفصائل الأفغانية المرتبطة بالإخوان، تعاونت أيضًا مع بن لادن، بالإضافة الى تعاون كبار ضباط المخابرات السعودية والباكستانية، بالرغم من عدم وجود أي اتصال رسمي بين بن لادن مع وكالة الاستخبارات المركزية، كان ينظر لجهوده لإنشاء فيلق أجنبي إسلامي عمومًا، على أنها لصالح المخابرات الأمريكية، وذلك لخلق مزيد من القوات المناهضة للشيوعية في الملعب السياسي، حيث يزيد هؤلاء المتطرفون الملتحون أعمالهم العنيفة عندما تحتاج لوسيلة رخيصة لمحاربة الاتحاد السوفيتي“,”. بعض من زملاء باير في وكالة المخابرات المركزية رأى أنه ينبغي أن يؤيد وحدات الفيلق الأجنبي وتوسع نطاق عملياتها رسميًا، “,”درست وكالة المخابرات المركزية وسائل لزيادة مشاركتهم“,”، وقال آنذاك نائب مدير وكالة المخابرات المركزية، روبرت جيتس، عن المتطوعين الإسلاميين الذين كانوا مفيدين من منظور العلاقات العامة، حيث رفع لواء العلاقات الدولية كدليل على أن العالم الإسلامي وقف جنبًا إلى جنب مع المجاهدين الأفغان ضد إمبراطورية الشر، لا أحد في وكالة الاستخبارات المركزية ينكر أن للفيلق الأجنبي أجندتهم الخاصة. حتى قبل انسحاب الجيش الأحمر من أفغانستان في عام 1989، كان بن لادن بالفعل قد خطط لشن الجهاد في جميع أنحاء العالم، ودفع سحب الجيش السوفيتي وانتشار جملة من المتطوعين الأجانب، الذين عادوا إلى بلدانهم مشبعين بروح الثورة الإسلامية، وعلى استعداد لمواصلة النضال، حوالي 1000 من المتشددين ظلوا في أفغانستان، العديد من هؤلاء الرجال لم يعودوا إلى بيوتهم لأنهم كانوا مطلوبين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة، من هنا أتى اختيار البقاء الذي كان السبب وراء تشكيل نواة لتنظيم القاعدة، والذي أصبح أصغر حجمًا وأكثر شراسة، حتى عندما نقل بن لادن قاعدة عملياته إلى السودان في عام 1991. على مدى السنوات الخمس التالية، تحصن بن لادن وحاشيته في الخرطوم في حماية الشيخ حسن الترابي الفرع السوداني للإخوان المسلمين، ويطلق عليه اسم “,”البابا الأسود“,”، وجاء الترابي إلى السلطة في أعقاب انقلاب عسكري، وأعلن على الفور أن الشريعة الإسلامية ستنفذ بكل دقة في بلاده، كان “,”حامي“,” بن لادن خلال هذه الفترة الحاسمة من المنفى، معا طبقا استراتيجية ساحرة مع ممثلين عن العديد من المنظمات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك حماس، وهي الفرع الفلسطيني من حركة الإخوان، وكان هناك جدل كبير بين الجهاديين حول ما إذا كان استهداف “,”العدو القريب“,” (الأنظمة المرتدة في العالم مسلم) أو “,”العدو البعيد“,”، (القوى الغربية التي تعوق تنفيذ الحكم الإسلامي)، مفترق طرق، أكثر المتشددين مع القاعدة عندما سيطر على قيادتها قدامى المحاربين المصريين للإخوان، قرروا الذهاب ل“,”رأس الأفعى“,”، والتي هي الطريقة التي وصفت بها الولاياتالمتحدة. خلال عملية مطاردته بقي فقط أصعب المتشددين وأسرهم مع بن لادن، عندما كان هو و150 ينتقلون عبر الحدود ثم عاد إلى أفغانستان في عام 1996، بعد ذلك بوقت قصير، وفقًا لتحقيقات اللجنة الرسمية ل11 سبتمبر اقترب خالد شيخ محمد، وهو مهندس شاب بدين، من بن لادن، ووضعا فكرة غريبة لخطف الطائرات وصدمها بالمباني في نيويوركوواشنطن، وكان هذا هو أصل الاعتداءات القاتلة والانتحار الجماعي التي قتل فيها نحو 3000 شخص في 11 سبتمبر 2001. ظهور الكوادر الإرهابية المعادية للولايات المتحدة من أحشاء حرب وكالة الاستخبارات المركزية بالوكالة في أفغانستان، أخذ عملاء الولاياتالمتحدة على حين غرة، كان خطأ هائلاً عجزت وكالة المخابرات المركزية التنبؤ بانهيار الكتلة السوفيتية الشيوعية. “,”من الناحية النظرية فشلنا“,” يعترف باير، “,”نحن لم ننظر لإسلام السنة على أنه يشكل تهديدًا للغرب.. لم نكن نريد أن نرى ذلك“,”، في حين وكالة الاستخبارات المركزية تركز اهتمامها على إيران الشيعية كمنبع للإرهاب ذات الدوافع الدينية، وتحولت شبكة عديمي الجنسية من المتعصبين الإخوان إلى التمرد في جميع أنحاء العالم، ويؤكد باير أن “,”الجناح العسكري لجماعة الإخوان هو أساسًا ما نواجهه اليوم“,”. وهكذا فإنه لا يزال مشايخ تنظيم القاعدة يقومون بانتقاد الإخوان المسلمين، لموقفهم غير العنيف تجاه الحكام العلمانيين في مصر والأردن، حيث العديد من الإخوان أعضاء في البرلمان، في نفس الوقت، قادة الإخوان المعتدلون أدانوا الهجمات الإرهابية التي قام بها بن لادن، ووصفتها بأنها “,”خطيئة خطيرة“,”، وعملوا باستراتيجية مستمرة على المدى الطويل على استخدام الوسائل السلمية لتحويل مصر إلى جمهورية إسلامية، حيث قامت جماعة الإخوان بالسيطرة على العديد من النقابات والجمعيات المهنية، في حين أن البنوك والشركات والعيادات الصحية، والمدارس، والخدمات القانونية غالبًا ما تكون من خلال مؤسسات حكومية متهالكة، مع تنظيم يضم أكثر من مليوني عضو مقسمين على عدة آلاف من الخلايا شبه السرية في جميع أنحاء البلاد، لا يزال الإخوان يتعرضون للاعتقال العشوائي من قبل الشرطة والسجن والتعذيب، لكن هذه التدابير فشلت في خنق التأييد الشعبي لحركة ذلك التيار الذي يعبر عن المخاوف والتطلعات المشروعة للمسلمين من جميع الطبقات الاجتماعية. الغزو الأمريكي للعراق، الذي اتسم بكونه غير مبرر وجشع فيما يخص المصالح الأمريكية مع سبق الإصرار، ضد جهة لا تشكل أي تهديد فوري، وضع الإخوان في موضع بالغ القسوة، حيث نشطت طائفة كاملة من الجماعات الإسلامية، في حين أنها استفزت المشاعر المناهضة للولايات المتحدة ومشاعر تفشي الظلم في المجتمعات المسلمة. الإسلامي المعتدل أيضًا واجه خطر فقدان أتباعه لصالح الطوائف المتعصبة الجهادية التي ولدت من قلب الإخوان، ووفقًا لتقرير صدر مؤخرًا عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، “,”العراق الآن أرض خصبة للمجندين الجدد، حيث تضخمت الأعداد التابعة لتنظيم القاعدة المقدرة من 18،000 الإرهابيين المحتملين“,”. وردًا على مجموعة كبيرة من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تربك العالم الإسلامي، كان الجواب من قبل الإخوان دائمًا واحدًا: “,”الإسلام هو الحل“,”، ومن المفارقات كما أقر عملاء الولاياتالمتحدة في السابق “,”أن الإسلام هو الحل“,” لمشاكل أمريكا في الشرق الأوسط قبل خمسين عامًا، حلمت المخابرات الكندية و CIA بالمسيح العربي “,”بيلي جراهام المسلم“,” الذي من شأنه أن يرسي أولويات الولاياتالمتحدة في مصر وخارجها، هذه هي الطريقة التي بدأ بها كل شيء. والآن، ويا للسخرية، فإن جندي المسيح الصاعد القس فرانكلين جراهام، الابن الضال لبيلي يقوم بتشويه سمعة الإسلام، وقرع طبول صراع الحضارات، كما أنه أرسل المبشرين الأمريكيين لإنقاذ الأرواح في العراق، الذي تحتله الولاياتالمتحدة، السلفية هي هدية فرانكلين ل“,”بن لادن“,”، الذي يجب أن يكون في مكان ما يضحك في كهفه أو قبره.