«المنيا» ضمن أفضل الجامعات في تصنيف «التايمز العالمي» للجامعات الناشئة 2024    رئيس جامعة المنيا يفتتح مهرجان حصاد «نوعية» في نسخته الأولى    أسعار عملات «بريكس» مقابل الجنيه اليوم.. تراجع نسبي    «الضرائب» تدعم الممولين فنيا لتسهيل استخدام منظومة الإيصال الإلكتروني    ارتفاع البورصة 0.56% في مستهل تداولات جلسة ختام الأسبوع    فيديو المجندات المحتجزات لدى الفصائل في غزة يحرج نتنياهو.. لماذا أُعيد نشره؟    عضو ب«النواب» يرد على تقرير CNN: مصر تواصل العمل لتحقيق السلام في المنطقة    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى العودة في جباليا    جدول ترتيب الدوري المصري قبل مباراة الزمالك ومودرن فيوتشر.. موقف الأهلي    أخبار الأهلي: حقيقة مفاوضات الأهلي مع حارس مرمي جديد    ختام امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الثاني بكفر الشيخ دون شكاوى    مصرع شخص وإصابة آخر إثر تصادم سيارتين بسوهاج    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    وفد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يزور مستشفى شرم الشيخ    «الصحة»: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري HIV    مصر مع فلسطين والسلام فى مواجهة جرائم نتنياهو وأكاذيب CNN    البحث عن "جنى" آخر ضحايا غرق ميكروباص أبو غالب بمنشأة القناطر    بدء نظر طعن المتهمين على أحكام قضية ولاية السودان بعد قليل    تشابي ألونسو: لم نكن في يومنا ولدينا فرصة للفوز بكأس ألمانيا    رئيس مياه سوهاج يتفقد مشروعات الصرف الصحى بمركز طما بقيمة 188 مليون    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيى طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    سويلم يلتقي وزير المياه السنغالي لبحث تعزيز التعاون بين البلدين    موسم الحج.. إجراءات عاجلة من السعودية بشأن تأشيرات الزيارة بداية من اليوم    وزيرة التخطيط تبحث تطورات الدورة الثالثة من المبادرة الخضراء الذكية    تداول 15 الف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    دفن جثمان الرئيس الإيراني الراحل في مدينة مشهد اليوم    رفض يغششه .. القبض على طالب بالشهادة الإعدادية لشروعه في قتل زميله    "سكران طينة".. فيديو صادم ل أحمد الفيشاوي يثير الجدل    نوادي المسرح معمل التأسيس، في العدد الجديد من «مسرحنا»    أول تعليق من دانا حمدان على حادث شقيقتها مي سليم.. ماذا قالت؟    إيرادات فيلم «تاني تاني» لغادة عبد الرازق تحقق 54 ألف جنيه في يوم    فضل الأعمال التي تعادل ثواب الحج والعمرة في الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الجريدة الرسمية تنشر قرارين جمهوريين للرئيس السيسي (تفاصيل)    جهاد جريشة يعلق على خطأ محمود البنا في لقاء الحدود والترسانة    "علق نفسه في سقف الأوضة".. نزيل بفندق شعبي ينهي حياته في الأقصر    "محاط بالحمقى".. رسالة غامضة من محمد صلاح تثير الجدل    طلاب الشهادة الإعدادية بكفر الشيخ يؤدون آخر أيام الامتحانات اليوم    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    رئيس الزمالك: جوميز مدرب عنيد لا يسمع لأحد    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    عماد الدين حسين: تقرير «CNN» تعمد الإساءة والتضليل حول موقف مصر من المفاوضات    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 23 مايو.. «طاقة كبيرة وحيوية تتمتع بها»    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا.. الراعى الرسمى للإرهاب فىالعالم

بينما تحاول أمريكا تكريس سيطرتها على دول العالم وقياداته، بالقضاء على أي توجهات إيجابية تهدف لرفع مستوى الأنظمة والشعوب، بدعوى محاربة الإرهاب، وإلصاق هذه التهمة بكل ما يتعارض مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية وما لا يتفق مع المشروع الأمريكي الصهيوني، فإن الكاتب الأمريكي "مايكل بارنتي" وصف بلاده بأنها دولة الإرهاب وقال إن الولايات المتحدة التي تشن حربًا عالمية على ما تسميه الإرهاب هي "دولة الإرهاب".. جاء ذلك في كتابه الجديد "ديمقراطية للقلة"، الذي قال فيه إن واشنطن -سعيا لتوفير الأمن والسلامة للرأسمالية العالمية- تلجأ لقمع حركات تمرد العمال والفلاحين والحكومات الإصلاحية في العالم، وتقنع مواطنيها بأن سياسات التدخل "ضرورة لمحاربة الإرهاب ووقف تهريب المخدرات وللتخلص من الحكام الأوتوقراطيين العدوانيين".
بارنتي استعرض نتائج تدخلات واشنطن في الإطاحة بالحكومات الإصلاحية على مدى نصف قرن، ومنها حكومة محمد مصدق الإصلاحية في إيران عام 1953، وفي جواتيمالا عام 1954، والكونغو عام 1961، وجمهورية الدومينيكان عام 1962، والبرازيل عام 1964، وشيلي وأوروجواي عام 1973.
وأشار إلى أن وكالة المخابرات المركزية (cia) اعترفت لأول مرة عام 2000 بأنها تعاملت مع أولئك الذين خططوا للانقلاب في شيلي ضد الرئيس سلفادور إليندي، بمن فيهم الذين قاموا بعمليات الاغتيال.
فقد فاز إليندي برئاسة شيلي عام 1970 في انتخابات وصفت بأنها ديمقراطية، وكانت حكومته ذات توجهات يسارية، ووقع ضده انقلاب دموي قام به الجيش المدعوم من (cia) ومات الرئيس في ظروف غامضة.
وقال المؤلف إن القادة الأمريكيين واصلوا في الثمانينيات والتسعينيات سياسة التدخل العنيف ضد الحكومات الإصلاحية في أنحاء مختلفة من العالم، ففي نيكاراجوا قامت قوات مرتزقة - تساندها الولايات المتحدة - بقتل 30 ألف شخص، مما أدى إلى قتل 90 ألف طفل.
كما أشار إلى حروب وقعت في أنجولا وموزمبيق شنتها قوات تدعمها (cia) وأدت إلى قتل وتشريد الملايين، وفي تيمور الشرقية قام عسكريون إندونيسيون "تمولهم الولايات المتحدة" بذبح 200 ألف شخص، قال إنهم يزيدون على ثلث عدد السكان.
وقال "بارنتي" إن القادة الأمريكيين الجمهوريين والديمقراطيين دعموا حروبا وصفها بالوحشية ضد حركات التمرد في أكثر من دولة، مشيرا إلى اعتذار الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1999 عن مساندة بلاده للحكومات اليمينية في جواتيمالا التي قتلت أعدادًا كبيرة من الناس، وقال إن مثل هذا الانغماس واسع الانتشار في أعمال العنف والاضطهاد خطأ يجب ألا يتكرر.
وعلق المؤلف قائلا إن كلينتون بينما كان يقول هذا الكلام استمر في مساندة التدخلات القمعية ضد العراق ويوغسلافيا وهاييتي وبلدان أخرى، وقال إن الولايات المتحدة "أكبر قوة استعمارية في التاريخ، وقد توسعت الإمبراطورية الأمريكية اتساعا لم نر مثيلا له من قبل، فقواعدها العسكرية تحيط بالعالم كله، وعلى الرغم من أن سكان الولايات المتحدة لا يزيدون على 5% من عدد سكان العالم، فإنها تنفق ثلث النفقات العسكرية في العالم.
مؤكدا أن أمريكا صنعت تنظيم القاعدة ومولته لإسقاط الاتحاد السوفييتي بخطة وضعها بريزينسكي، ثم انقلبت أمريكا إعلاميًا على تنظيم القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي صنعتها أمريكا والموساد، واتهمت فيها القاعدة باتفاق مسبق.
ويذكر الكتاب الغربيون أن أسامة بن لادن يقال إن اسمه الحقيقي "تيم عثمان"، وهو عميل لل"سي آي إيه"، والقاعدة اتخذتها أمريكا ذريعة لتشويه صورة الإسلام حول العالم، القاعدة ساعدت أمريكا في احتلال الدول العربية، وقد اعترفت هيلاري كلينتون أنهم من أنشأ تنظيم القاعدة.
وكتاب "حصار القاعدة" قراءة في الفكر السياسي الأمريكي، للمؤلف "برين ميتشيل جنكنز"، وذكر أن الهدف من تأسيس القاعدة محاربة الشيوعيين في أفغانستان، وتدعو إلى الجهاد الدولي بدعم من الولايات المتحدة التي كانت تنظر إلى الصراع الدائر في أفغانستان، على أنه يمثل حالة صارخة من التوسع والعدوان السوفييتي.
ويذكر الكتاب أن الولايات المتحدة مولت المجاهدين الأفغان عن طريق المخابرات الباكستانية، وكان المجاهدون يقاتلون الاحتلال السوفييتي في برنامج لوكالة المخابرات المركزية سمي "عملية الإعصار".
وفي الوقت نفسه، تزايدت أعداد العرب المجاهدين المنضمين للقاعدة، الذين أطلق عليهم "الأفغان العرب" للجهاد ضد النظام الماركسي الأفغاني، بمساعدة من المنظمات الإسلامية الدولية، وخاصة مكتب خدمات المجاهدين العرب، الذي أمدهم بأموال تقارب 600 مليون دولار في السنة تبرعت بها حكومة المملكة العربية السعودية والأفراد المسلمين، وخاصة من السعوديين الأثرياء المقربين من أسامة بن لادن.
كما أسس عبد الله عزام وابن لادن مكتب الخدمات في بيشاور (باكستان) في عام 1984، ومنذ عام 1986، افتتح المكتب شبكة من مكاتب التجنيد في الولايات المتحدة، أبرزها كان مركز اللاجئين "كفاح" في مسجد الفاروق في شارع الأطلسي ببروكلين، ومن بين أبرز الشخصيات في مركز بروكلين، "العميل المزدوج" على محمد (الذي أطلق عليه جاك كلونان، عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي اسم "المدرب الأول لابن لادن")، والشيخ عمر عبدالرحمن، رائد عملية تجنيد المجاهدين في أفغانستان.
ولم يكن الدور الذي يقوم به مكتب الخدمات والمتطوعون المسلمون الأجانب، أو "الأفغان العرب" في الحرب كبيرًا، فمن بين ال 250،000 مجاهد أفغاني الذين قاتلوا السوفيت الشيوعيين والحكومة الأفغانية، لم يكن هناك أكثر من 2،000 مجاهد أجنبي في أي فترة من فترات الحرب في وقت واحد، ومع ذلك فإن المجاهدين المتطوعين الأجانب، كانوا من 43 دولة وعدد الذين شاركوا في الحرب الأفغانية في الفترة بين عامي 1982 و1992، كان 35،000.
وفي نهاية الحرب، انسحب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان في عام 1989، وظلت حكومة محمد نجيب الله الأفغانية الشيوعية لمدة 3 سنوات بعد الحرب، قبل أن تسقط على يد عناصر من المجاهدين، وأعقب ذلك حالة من الفوضى، في وجود قادة المجاهدين غير القادرين على الاتفاق على هيكل الحكم، الذين واصلوا تنظيم تحالفات تقاتل من أجل السيطرة على الأراضي، مما أحال البلاد إلى حالة من الدمار.
ويؤكد الكاتب الصحفي "آدم كورتيس" أن فكرة القاعدة بوصفها منظمة رسمية هي اختراع أمريكي في المقام الأول، وأن اسم "القاعدة" عرض لأول مرة على الجمهور عام 2001، في محاكمة أسامة بن لادن والرجال ال4 المتهمين في تفجير سفارة الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998، وأوضح اسم المنظمة وتفاصيل هيكلها، وقدمها جمال فضل في شهادته، الذي زعم أنه عضو مؤسس في المنظمة، وموظف سابق لدى أسامة بن لادن، تنظيم القاعدة.
وقد أكدت دراسة أعدها القسم السياسي بجماعة الإخوان عقب التفجيرات مباشرة ضرورة عقد لقاءات سريعة مع الأمريكان لشرح وجهة نظر الجماعة، واقناعهم بأنها بعيدة كل البعد عن تلك المجموعات التي قامت بهذه الأحداث، فكرا وتنظيما، كان قادة الجماعة يعرفون أنهم يكذبون، فالصلة الفكرية واضحة، عن طريق أفكار سيد قطب التي تدين بها الجماعة، والتي كانت المعين الصافي الذي استقت منه كل الجماعات الإرهابية أفكارها، خاصة تنظيم القاعدة وزعيميه أسامة بن لادن والظواهري..... .
يقول الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في كتابه "فرسان تحت راية النبي": إن كلمات سيد قطب الأخيرة وهو يرفض أن يتقدم بطلب عفو من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مشددا على( أن أصبع السبابة التي تشهد لله بالتوحيد في كل صلاة تأبي أن تكتب استرحاما)، باتت دستورا ومنهجا يدرسه الأصوليون في جميع أنحاء المعمورة، في الثبات على المبدأ...
ويذكر عبد الرحيم على أن الظواهري يشدد على أن قطب هو أول من أكد مدي أهمية قضية التوحيد في الإسلام، وأن المعركة بين الإسلام وأعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد، أو حول لمن يكون الحكم والسلطان: لمنهج الله أو لشرعه، أم للمناهج الأرضية والمبادئ المادية، أم لمدعي الوساطة بين الخالق وخلقه.
كانت خطة الإخوان ومبعوثهم تتلخص في تكوين جيش صغير، يتحول إلى قوة انتشار سريعة تستطيع الجماعة من خلالها، مواجهة أعدائها في الوقت المناسب وفي أي مكان في العالم، ولكن بعد مقتل عزام تحول هذا الجيش إلى نواة لتنظيم القاعدة، بعد أن اختطفه الظواهري ومجموعة المصريين وهم( المتهمون الرئيسيون في مقتل عزام) واستخدموه لخدمة أغراضهم، التي جاء على رأسها مواجهة الولايات المتحدة في عقر دارها، ومن هنا جاءت أحداث سبتمبر الشهيرة.
استعان الإخوان بجناح التنظيم الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية- حسبما أكد دكتور عبدالرحيم على- ومن أبرزهم الدكتور حسان حتحوت- رئيس أكبر المنظمات الإسلامية بأمريكا- فقد كان أول من استقبل الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمركز الإسلامي التابع لهم في العاصمة الأمريكية، عقب أحداث11 سبتمبر مباشرة، بوصفه ممثلا عن مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي وعن مجلس الشئون العامة الإسلامية.
ووجهت الجماعة من خلال "حتحوت" رسالة إلى الإدارة الأمريكية تؤكد فيها قدرتها على تقديم العون الجيد لواشنطن في إطار امتصاص غضب الشباب المسلم، وتحويله إلى نشاط إيجابي، بعيدا عن سلبية الجماعات المتطرفة، شريطة أن تدعم أمريكا الجماعة في مواجهة تلك الحكومات الديكتاتورية على حد توصيفهم.
واستمرت اللقاءات في الانعقاد، ولكن بشكل سري، حتي كان احتلال العراق، الذي أمر خلاله المرشد العام السابع للجماعة محمد مهدي عاكف( المنسق السابق للعلاقة مع الأمريكان)، جناح التنظيم الدولي في العراق( الحزب الإسلامي العراقي بقيادة محسن عبدالحميد والاتحاد الإسلامي الكردستاني بقيادة صلاح الدين بهاء الدين)، بالتعاون مع الحاكم العسكري الأمريكي آنذاك "بول بريمر"، والمشاركة في الحكومة الانتقالية التي شكلها عقب سقوط النظام العراقي مباشرة، وهو ما تسبب في إيجاد أزمة داخل التنظيم الإخواني بالعراق، وتدخل عاكف بوصفه المرشد العام للتنظيم الدولي لاحتواء تلك الأزمة، وأصدر قراراً،- وصف بالملتويًا- يؤكد أن مشاركة الإخوان في الحكومة الانتقالية تمثل شأنا داخليا للجماعة في العراق، الأمر الذي ترتب عليه استقالة عدد من إخوان العراق المعارضين لتلك المشاركة، وتشكيلهم "جيش الخلاص الإسلامي"، بينما قام بعضهم بتكوين "جبهة علماء المسلمين" برئاسة حارث الضاري، الذي التقي بعاكف مرتين بالقاهرة وطالبه بضرورة التدخل لإنهاء علاقة الحزب الإسلامي بحكومة بريمر، ولكن عاكف رفض للمرة الثانية، معتبرا أن ذلك الأمر شأن داخلي يخص العراقيين وحدهم.
كانت أمريكا تلتقي ممثلي ورموز جماعة الإخوان المحظورة- 2007 التقت الكتاتني بالولايات المتحدة الذي طالب دعم أمريكا للإخوان- والتي أصبحت دورية ومنتظمة، وجاءت تأكيدات واشنطن أنها لا تستطيع تكرار أخطائها في إيران، ولهذا يجب عليها أن تتحاور وتستمع وترسل توجيهاتها وتصوراتها للجماعة التي يمكن أن تشكل حكومة في المستقبل، وأصبحت هذه اللقاءات أكثر جدية وأدق تنظيما، وقابلتها متابعة مصرية أمنية دقيقة وضربات للجماعة ولرموزها وسلسلة من الاعتقالات والمحاكمات لهم.
وكانت وسائل الإعلام الأمريكية تدافع عن الإخوان، فقد اعتبرت مجلة "FOREIGNAFFAIRS" أن جماعة الإخوان "بوليصة تأمين ضد التطرف والإرهاب"، وأن التحاور معها يحقق المصالح الأمريكية لتلاقي مصالح الطرفين في مجالات متعددة، ومطالبة المسئولين عن صنع القرار الأمريكي بإقامة الحوار مع الجماعة من خلال ممثليها المقيمين في الغرب، وتأكيد اعتدال الجماعة( من وجهة نظرهم) تجاه القضية الفلسطينية، بدعوي أن الجماعة تري أن الصراع مع إسرائيل ليس دينيا، بل هو نزاع على الأراضي المحتلة، وأن الإخوان على استعداد للاعتراف بدولة إسرائيل بمجرد قيام منظمة "حماس" بذلك- حسب ما قال عبدالرحيم على.
كما نشرت مجلة"HARBERS" مقالًا بعنوان( أحزاب الله الديمقراطية الإسلامية ومذهب بوش) يذكر أن الرفض الأمريكي المطلق للجماعات الإسلامية لا يخدمهم على المدي البعيد، وأنه على الرغم من أن أيديولوجيتها السياسية قد لا تروق للأذن الغربية، فإن ذلك لا يمنع من أن المستقبل الديمقراطي في الشرق الأوسط سوف يعتمد بصورة كبيرة على تفهم هذه الأيديولوجيات والأفكار والتعامل معها.
والغريب في الأمر أن وسائل الإعلام الأمريكية التي تدافع عن الجماعة، وقد اعتمدت وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة تدعو إلى فتح حوار سياسي ومباشر مع جماعة الإخوان تتطلب الاقتراب أكثر من الجماعة، وأوصت عام 2010 بضرورة أن تكون جلسات الحوار مع قيادات الإخوان منتظمة ودائمة وعدم الاستماع كثيرًا لتحذيرات الحكومة المصرية بعدم التعاون مع هذا التيار.
ورأت المذكرة أن علاقة واشنطن بالإخوان خلال السنوات الماضية كانت لها بعض النتائج الإيجابية- حسب ما أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس- التي قالت: "يجب ألا يكون الخوف من وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة عائقًا أمام الإصلاحات العربية"، وجاء بتقرير مادلين أولبرايت- وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- بعد زيارتها للقاهرة عام2005 : "إذا كان التخوف الأمريكي قد بني على أن إجراء الانتخابات الحرة سيؤدي حتما إلى وصول الأصوليين- أي الإخوان- إلى مقاعد السلطة بسبب الأحزاب الشرعية، فإن التجارب السابقة تشير إلى أنهم جماعات براجماتية يمكن التعامل معها بشكل ممتاز"، وقد أسهمت تلك التصريحات في منح الإخوان الجرأة السياسية حتي وصل الأمر بمرشدها مهدي عاكف أن يعلن في2005 أن الإخوان ليس لديهم مانع من أن يكون الرئيس مبارك رئيسا لمصر لفترة خامسة، شريطة أن يكون ذلك بناءً على اتفاق بينه وبين جماعة الإخوان.
وهناك دراسة أمريكية "سرية" تؤكد أن الولايات المتحدة دعمت "الإخوان" لخلق "بديل" لتنظيم القاعدة، الدراسة ل «بارى روبن» رئيس مركز البحوث الدولى للشئون الدولية، وهو مركز إسرائيلى، مقره هرتزيليا، مهتم بالتركيز على الشرق الأوسط الجديد، نشر على الموقع الخاص بالمركز عام 2011، وخلصت الدراسة إلى أن «الولايات المتحدة كانت تفضل الإخوان عن غيرهم، وأن يكون نظام الحكم الإسلامى الجديد محافظًا على العلاقات الودية بينهما»، ووصل «روبن» إلى أنه «من الممكن أن يأتى اليوم الذي يقول فيه قيادى من الإخوان للآخر: أمريكا ليست عدونا، كنا طيلة السنوات الماضية نعتقد أنها ضدنا، لكننا الآن نراها حقا صديقة لنا».
ووفقًا لكبار المسئولين في الإدارة الأمريكية، فإن «أوباما» كانت له وجهة نظر مختلفة، فقد قال أحد هؤلاء المسئولين المشاركين في نقاش «أوباما» حول السياسة الخارجية تجاه الأحداث: «إن هذه الثورة قد تمتد إلى الحكومات الاستبدادية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك إيران».
وبحسب الوثيقة، فإنه بنهاية ال«18» يومًا الأولى من الثورة المصرية، عقد مسئولو البيت الأبيض مع «أوباما» 38 اجتماعًا عن مصر، وقال لهم فيها: «إن هذه فرصة لخلق بديل لتنظيم القاعدة».
مدير وكالة الأمن القومي في عهد رونالد ريجان - اللفتنانت جنرال وليام أودوم – قال: 'لأن الولايات المتحدة نفسها لديها سجل طويل في دعم الإرهابيين وباستخدام أساليب إرهابية، شعارات الحرب على الإرهاب اليوم تجعل الولايات المتحدة تبدو منافقة لبقية العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.