أسامة بن محمد بن عوض بن لادن ، هو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الذي يوصف بأنه واحد من أبرز التنظيمات الإرهابية التي تنشط في العصر الحديث. ولد ابن لادن في 30 يوليو 1957 في العاصمة السعودية الرياض لأسرة ثرية ، فوالده كان يعمل في مجال المقاولات ، وكان على علاقة قوية بعائلة آل سعود الحاكمة في السعودية. درس أسمة بن لادن في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج منها بحصوله على درجة بكالوريوس في الاقتصاد ليتولى إدارة أعمال شركات بن لادن ، وبعد وفاة والده ، ترك له والده ثروة تقدّر ب300 مليون دولار. في عام 1979 ، سافر بن لادن إلى أفغانستان لمقاومة الغزو السوفييتي إلى جانب المجاهدين الأفغان , وكانت المقاومة الأفغانية بصفة عامة تتلقى الدعم والتمويل من الولاياتالمتحدة ودول عربية وإسلامية عديدة من بينها السعودية وباكستان ، وتلقى بن لادن تدريبه على أيدي الوكالة المركزية الأمريكية للمخابراتCIA . وأسس ابن لادن "مكتبا للخدمات" , ومن خلاله استطاع تجنيد العديد من الشباب من مختلف الدول العربية مثل مصر والسعودية واليمن ولبنان. بعد انسحاب السوفييت عاد ابن لادن إلى السعودية عام 1991 لمباشرة أعمال أسرته , لكنه تعرض للطرد من المملكة بسبب مهاجمته للنظام السعودي الذي سمح بوجود القوات الأمريكية على الأراضي السعودية. سافر ابن لادن إلى السودان وأقام هناك خمس سنوات إلى أن اضطرت الحكومة السودانية إلى طرده بسبب ضغوط أمريكية. وبعدها غادر في 1996 ، متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة "طالبان" التي كانت تسيّر أُمور أفغانستان ومسيطرة على الوضع هناك وتتبنى القوانين الدينية المتشددة . وهناك أعلن الحرب على الولاياتالمتحدة بسبب نشرها قوات في منطقة الخليج ولدعمها المطلق لإسرائيل. ووجهت الولاياتالمتحدة بعد ذلك الاتهام المباشر له لتسبّبه في تفجيرات نيروبي ودار السلام ، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي شارك في تنفيذها مجموعة من عناصر القاعدة من جنسيات مختلفة ممن تلقوا تدريبات على الطيران في الولاياتالمتحدة وقادوا طائرات اقتحموا بها مبان أمريكية من بينها برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في لحظات هزت العالم ، وجّهت الولاياتالمتحدة أصابع الاتهام إلى ابن لادن والقاعدة ، وأصبح بالتالي واحدا من أبرز المطلوبين من جانب الولاياتالمتحدة ، وهو ما دفعها تبدأ ما سمي بالحرب ضد الإرهاب ، بداية من أفغانستان ، ومرورا بالعراق ، إلا أن كافة الجهود الأمريكية مع حلفائها لم تمكنها من اعتقاله أو قتله ، رغم تأكيد معظم المعلومات على أنه مختبيء مع أقرانه في منطقة ما على الحدود بين باكستانوأفغانستان. بل إن ابن لادن وأنصاره تمادوا في بث دعواتهم التحريضية ضد الغرب ، ونجحوا في كسر الحصار الأمني المفروض عليهم في أكثر من دولة ، ونفذوا عمليات إرهابية ضخمة في لندن ومدريد. وما زالت المواجهة مستمرة بين القاعدة وابن لادن من ناحية وبين جيوش ومخابرات الدول الغربية من جهة أخرى.