استيقظ المصريون اليوم على الحادث الإرهابي الخسيس بمسطرد في محافظة القليوبية، حيث اغتالت أيدي الإرهاب الدامي 6 من خير أجناد الأرض من عناصر الشرطة العسكرية في أثناء نومهم غدرا. ورصدت "البوابة نيوز" حالة أهالي الشهداء عقب علمهم بالحادث الإرهابي الجبان، حيث سادت حالة من الحزن أهالي قرية مجريا، مركز أشمون بمحافظة المنوفية، عقب سماعهم نبأ استشهاد المجند بالقوات المسلحة، أحمد رمضان الأمين، على أيدي مجموعة مسلحة، هاجمت كمينا للجيش بمنطقة مسطرد. توافد الأهالي على منزل الشهيد بالقرية لتقديم واجب العزاء، ومشاطرة أسرة الشهيد في أحزانهم بفاجعة فقدان نجلهم، حيث سادت حالة من الغضب بين الأهالي لتزايد ضحايا الإرهاب الأسود، واستهداف أفراد الجيش والشرطة من جانب الجماعات الإرهابية. وسافر والده وشقيقه الأكبر محمد لتسلم الجثمان من مستشفى القبة بالقاهرة، ووسط حالة من الحزن، وأكد عدد من أسرة الشهيد، أن الشهيد كان في إجازة لمدة أسبوع، وسافر أمس عقب صلاة الجمعة، لتسلم مهمته في كمين مسطرد حتى جاءنا خبر استشهاده. من جانبه قال نبيل رمضان، شقيق الشهيد، إن الشهيد مجند بالقوات المسلحة ويؤدي خدمته بكمين مسطرد بالقاهرة، مضيفا أنه سافر بعد أن ودّع أسرته، وكأنه يشعر أنه لن يعود مرة أخرى، لافتا إلى أن الشهيد هو الابن الثاني لأسرة مكونة من ثمانية أفراد، لأب حاصل على دبلوم زراعة، يعمل بالجمعية الزراعية بالقرية منذ أكثر من سبع سنوات، ولم يتم تعيينه حتى الآن، ولديه قطعة أرض يعمل بها حتى يتمكن من مواجهة الحياة، وكان أمله أن ينهي الجيش في مارس القادم، وأن يسافر إلى ليبيا لإتمام التجهيزات الكاملة لزواجه، وأن يكمل مستقبله كأي شاب من الشباب في مصر. وأضاف شقيق الشهيد أن أسرته تتكون من الوالد الذي يعمل مشرفا زراعيا ومحمد ومحمود وإسراء ووالدته، وكان الشهيد يعمل سائقا على جرار زراعي لمساعدة الأسرة متوسطة الحال. وتقول والدته منال عبد المنصف إمام، "أطالب المشير السيسي بالثأر لدم نجلي من قاتليه وإعدامهم حتى تنطفئ ناري"، مؤكدة أن جماعة الإخوان إرهابية، على حد قولها. وقال الحاج سامي عبد المنصف، عم الشهيد، إن الشهيد كان مسافرا ليؤدي واجبه تجاه الوطن، ولكنه عاد جثة هادمة، لذا نطالب المسؤولين بضرورة أن يكون هناك تأمين لقوات الجيش والشرطة، الذين فقدوا العشرات خلال الفترة الأخيرة، مطالبا بالقصاص من القتلة، لافتا إلى أن الشهيد كان يحبه الجميع ويقضي حوائج الناس. وقال جابر عطية أمين، أحد جيران الشهيد، إن الشهيد كان حسن الخلق وكان يساعد أسرته في كل شىء، وكان يقضى 35 يوما في الجيش، و5 أيام مع أسرته يقوم خلالها بالعمل على جرار زراعي لمساعدة أسرته. سوهاج أما في سوهاج، سادت حالة من الحزن والأسى، بعد إعلان أسماء الجنود الذين استشهدوا اليوم، بكمين مسطرد، واتضح وجود أربعة منهم من محافظة سوهاج، وهم "عبد الرحمن محمود وبسام السيد ومحمد السيد وأحمد عبد الحميد"، وينتظر الأهالي إعلان وقت استلامهم، لإقامة جنازة مهيبة لهم. وردّد الحاج محمد، عم الشهيد بسام السيد، الذي استشهد في الحادث الإجرامي بكمين مسطرد، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، "حسبي الله ونعم الوكيل في الإرهابيين اللي بيقتلوا شبابنا ويخلوا قلوبنا تبكي بدل الدموع دم". كما أشار إلى أن أسرة الشهيد قد عرفت خبر استشهاده من خلال الأخبار التليفزيونية، واتجهت مجموعة من أسرته إلى القاهرة وأخرى إلى مطار سوهاج الدولي لاستقبال جثمان الشهيد. بني سويف أما في محافظة بني سويف، بقرية قفطان الغربية، إحدى قرى مدينة سمسطا، فعمّ الحزن أرجاء القرية عقب تلقيها خبر استشهاد ابن القرية عمر عبد الهادي فتحي. وقال عبد الهادي فتحي السيد طلب، والد الشهيد عمر عبد الهادي، إنه تلقى اتصالًا هاتفيا من الشهيد، عقب صلاة العشاء أمس، يبلغه أنه بصحة جيدة، واطمأن على كل أفراد الأسرة فردا فردا، وكأنه كان يودعنا، خصوصا والدته وأشقائه. وقال والد الشهيد وعيناه تزرف بالدموع، لقد قال لي عمر إنه سينزل إجازة الأسبوع المقبل، وأنا لم أره منذ أسبوعين، حيث إنه كان في وحدته يقضي خدمته الوطنية، ويكمل والد الشهيد كلامه، فيقول: لقد انتابتني عند صلاة الفجر، حالة خوف شديدة حتى الظهر ورعشة بالجسد ولم أتمالك نفسي من صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر، ولم أكن أعرف السبب الذي جعل قلبي مقبوضًا، وعندما علمت بخبر وفاة ابني واستشهاده في سبيل الوطن، فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون. وقال والد الشهيد، لقد علمت بخبر استشهاد ابني، من مركز شرطة سمسطا، وأطالب المشير عبد الفتاح السيسي، بالقصاص لدم ابني، وأناشد المصريين الوقوف صفًا خلف المشير، وقواتنا المسلحة، ونجدد البيعة للقوات المسلحة من خلال تفويض المشير للمرة الثانية، وأرسل تفويضي اليوم للمشير مرة أخرى لمواجهة الإرهاب الأسود، الذي يضرب المصريين ويقتل أبناءنا. وأشار والد الشهيد، إلى أن الشهيد له من الإخوة ثلاثة أشقاء، بنتان وولد، ولقد دخل ابني الثاني لقضاء الخدمة العسكرية، ومستعد أن أقدمه هو الآخر فداء لمصر، وحبا فيها، مثلما قدمت أخاه اليوم، فمصر باقية مهما فعل هؤلاء الأوغاد. وقال عصام قطب، باحث شؤون قانونية، وأحد أقرباء الشهيد، إنني أطالب بتعديل قانون الإجراءات الجنائية، بسرعة محاكمة المتهمين والإرهابيين والقصاص لأبنائنا، لكن بطء الإجراءات القانونية وبطء التقاضي شجع هؤلاء الإرهابيين على القتل والحرق والتخريب، ولا بد من مواجهة هؤلاء ولا يمكن أن نترك أبناءنا لقمة سائغة لهؤلاء.