بدأ مجلس الأمن الدولي اجتماعا بشأن أزمة أوكرانيا بحضور رئيس الوزراء الأوكراني، في حين حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا من أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يحضران ردا قاسيا على إجراء الاستفتاء بالقرم. وبينما قالت ألمانيا إن كل الجهود لإحلال تهدئة في شبه جزيرة القرم قد رفضتها روسيا، وإن برلين ستفرض حزمة ثالثة من العقوبات على روسيا إذا استمر التصعيد في القرم، طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بإلغاء الاستفتاء المزمع إجراؤه الأحد المقبل بشأن انتماء شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسنيي ياتسينيوك في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في أوكرانيا أن حل الأزمة القائمة بين كييف وموسكو بطريقة سلمية لا يزال ممكنا. وقال ياتسينيوك "لا نزال نعتقد أن لدينا فرصة لحل هذا النزاع بطريقة سلمية"، وذلك غداة المحادثات التي أجراها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض. وقبيل بدء الجلسة أعلن جون كيري أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سيردان على روسيا بسلسلة من الخطوات الجادة إذا أجري الاستفتاء المقرر في إقليم القرم الأحد المقبل. وأضاف كيري "لم يكن هناك أي مبرر ولا شرعية للاستفتاء المقرر في شبه جزيرة القرم في ظل وجود قوات عسكرية روسية يزيد عددها عن 20 ألف عنصر". وبحث كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا الوضع في أوكرانيا، واتفقا على استمرار الحوار في اللقاء الثنائي المقرر إجراؤه بينهما الجمعة في لندن. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية، أن اتصالا هاتفيا جرى الخميس بمبادرة من الجانب الأميركي، بين كيري ولافروف. وأوضح البيان أنه تم بحث الأزمة الأوكرانية مع أخذ مقترحات روسياوالولاياتالمتحدة لتسوية الوضع وتأمين السلم المدني في أوكرانيا بالاعتبار. من جانبه، طالب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بإلغاء الاستفتاء المزمع إجراؤه الأحد المقبل بشأن انتماء شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وقال هيغ "للتوصل إلى إنهاء التصعيد في الموقف يجب اتخاذ خطوات، منها إلغاء الاستفتاء في القرم والبدء في مفاوضات دولية بشأن الأزمة". وهدد المسئول البريطاني روسيا باتخاذ إجراءات لمنع دخول سياسيين روس إلى الدول الغربية وتجميد حساباتهم في حال عدم حل الأزمة بصورة عاجلة. وفي ألمانيا قالت المستشارة انجيلا ميركل إن كل الجهود لإحلال تهدئة في شبه جزيرة القرم قد رفضتها روسيا، وإن برلين ستفرض حزمة ثالثة من العقوبات على روسيا إذا استمر التصعيد في القرم. وأوضحت ميركل أن روسيا تغامر بمواجهة أضرار سياسية واقتصادية جسيمة إذا رفضت تغيير نهجها بشأن أوكرانيا، مشيرة في كلمة أمام البرلمان الألماني إلى أن "الأزمة لا يمكن أن تحل بعمل عسكري، والعمل العسكري ليس خيارا". وأضافت أن مجموعة اتصال دولية ستعمل على التوسط بين موسكو وكييف وضمان التواصل بينهما.