لابد من إجراءات دبلوماسية تصعيدية إذا تكرر استهداف المصريين في ليبيا لا مشكلة في تعسر الواسطة المصرية مع الفصائل الفلسطينية مقابل أمننا تقاربنا مع روسيا أدخلنا في حيز الحرب الباردة الدائرة مع أمريكا روسيا لم تعلن موقفها من ترشح السيسي حتى لا تتهم بالتدخل في الشأن المصري الولاياتالمتحدة ترفض أي مرشح ذي خلفية عسكرية حكومة الببلاوي كانت بطيئة وعديمة الفاعلية وأتوقع النجاح لحكومة محلب مصر ستعود للاتحاد الإفريقي في أعقاب الانتخابات الرئاسية المقبلة لابد من لقاء دوري بين وزيري الخارجية المصرية والسودانية لتصفية الشوائب أعرب السفير محمد العرابي – وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر – عن تفاؤله من السياسة الخارجية المصرية خلال المرحلة القادمة ولاسيما في أعقاب الانتخابات الرئاسية القادمة مرجحا عودة مصر إلى الاتحاد الإفريقي ومزيد من التفاهم والمضي قدما في مشروعات الشراكة من أجل التنمية مع دول العالم. وأكد العرابي – خلال حواره مع "البوابة نيوز" – على أهمية الضغط على قطرلكى تعود إلى صوابها في ظل الافعال التي تقوم بها ضد مصالح مصر والإمارات والسعودية والبحرين ودعمها الواضح لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. وتطرق العرابي في حواره مع "البوابة نيوز" إلى تأييده للمشير عبد الفتاح السيسي كمرشح رئاسي، موضحا أنه الأنسب لقيادة السفينة في هذا البحر المتلاطم الذي تشهده الأحداث الآن، مشيدا برؤيته التي تبتعد عن المحلية وتركز على حماية الأمن القومي المصري من الخارج.. وإلى نص الحوار.. - في البداية كيف تقيم زيارة المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي إلى روسيا من حيث مردودها على الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أنا أعتقد أن الزيارة تعيد التوازن الإستراتيجي لمصر وهذا موضوع مهم لأن مصر مستهدفة الآن من قوى غربية كثيرة، وبالتالي فقد كان من الضروري والمهم أن نعيد توازننا الإستراتيجي بالاقتراب من روسيا التي تعتبر القطب الآخر في العالم الحديث الآن. - هل تعتقد أن الزيارة في هذا التوقيت قد أسهمت في زيادة أرصدة المشير السيسي كمرشح رئاسي؟ روسيا ليست معنية بالانتخابات الرئاسية المصرية، والرئيس الروسي كان حريصا في إنتقاء كلماته حتى لا تمثل أي تدخل في شئوننا فكل ما قاله أنه سمع بترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة وتمنى له التوفيق فقط، ولكنه لم يقل أن روسيا تؤيد أو تعارض ترشحه للرئاسة، ولا نريد أن نضفي على الموضوع أبعادًا أكبر مما هو عليها، والزيارة كانت في إطار تحقيق التوازن الإستراتيجي بإقامة علاقة قوية ومتميزة مع قوى أخرى بخلاف الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غرب أوربا. - هل هناك قوى غربية تعارض ترشح المشير السيسي للرئاسة؟ أكيد، لا أستطيع أن أنكر أن هناك بعض القوى الغربية غير متقبلة لهذه الفكرة إلا أنها ستنتظر نتيجة الانتخابات. - هل تعتقد أن الولاياتالمتحدة بصفة خاصة تشعر بعدم ارتياح من ترشح السيسي؟ الولاياتالمتحدة عبرت منذ فترة طويلة عن عدم تفضيلها أن يكون المرشح القادم للرئاسة في مصر ذا خلفية عسكرية، ولم يكن اعتراضها على شخصية السيسي بالذات، لأن هذا التصريح يعود إلى فترة حكم الرئيس محمد مرسي، لأنهم كانوا يؤكدون على فكرة أن مصر دخلت عهد الديمقراطية المدنية، ولابد أن تستمر في هذا الاتجاه، لكن لم يكن هناك اعتراض على شخصية السيسي بصفة خاصة. - وماذا عن باقي القوى الدولية؟ معظم القوى الدولية تترقب وتنتظر المستجدات التي ستسفر عنها المرحلة المقبلة، لأنه ليس من اللائق أن تخرج أي دولة لتعلن اعتراضها على ترشح المشير السيسي، لأن ذلك سيعتبر تدخلًا سافرا في شأن داخلي بحت، وبالتالي سيكون هناك رصد ومتابعة للانتخابات الرئاسية المقبلة، لمدى نزاهتها وشفافيتها، وبعد ذلك ستقبل بنتيجة الانتخابات، لأن الآن هناك شعور متزايد في الغرب بأن الشعب المصري يؤيد فكرة ترشح المشير السيسي للرئاسة، وهذا لم يعد مجرد عاطفة عند المصريين، ولكن أصبح الغرب مدرك أن المصريين قد اختاروا هذا الرجل. - إلى أي مدي نجحت الدبلوماسية المصرية في الفترة الأخيرة في تقريب وجهات النظر مع القارة الأفريقية؟ أنا أعتقد أنه قد حدث نجاح جيد وننتظر الآن إعادة عضويتنا للاتحاد الأفريقي الذي سيكون تتويجا لجهود الدبلوماسية المصرية في الفترة الماضية مع الدول الأفريقية، وأرجح تمامًا أن مصر ستعود للاتحاد الإفريقي في أعقاب الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد ظهرت بوادر هذه الانفراجة من خلال إرسال جنوب أفريقيا المبعوث الشخصي لرئيسها إلى مصر، وزيارة وزير الخارجية نبيل فهمي خلال الفترة الماضية لثلاث دول أفريقية، فضلا عن البيان الصادر عن دول الكوميسا والذي تؤيد فيه تطلع الشعب المصري لتنفيذ خارطة الطريق. فهذه إشارات إيجابية فضلا عن مقابلة وزير الخارجية مع نظيره النيجيري والتي تعتبر قفزة في العلاقة مع نيجيريا وهي من الدول المهمة جدا في قارة أفريقيا سكانيا وتاريخيا، ولها علاقات متميزة مع مصر، وبالتالي فأنا أري أن مسار العلاقات مع الدول الأفريقية يسير في اتجاه صحيح. - كيف تري ملف "سد النهضة" بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود؟ نحن نحتاج إلى لجنة قومية للتعامل مع قضية "سد النهضة" لأنه يعتبر مشكلة أمن قومي وليست فقط مشكلة فنية ولكنها تتعلق بحياة مصر، وبالتالي فهذه اللجنة القومية ستتعامل مع هذا الملف على أن يشمل جميع الأطراف سواء كانت سياسية أو فنية وأساتذة في الجامعات وخبراء في الري وجميع الأطراف مثلما حدث في التعامل مع أزمة طابا. فاللجنة القومية لطابا كانت برئاسة الدكتور عصمت عبد المجيد نائب رئيس الوزراء وكانت منوطة بمعالجة هذا الموضوع وكانت تشتمل على جميع أطياف المجتمع المصري بما فيها رموز من وزارة الدفاع والخارجية والمجتمع المدني ومحامين دوليين، وجميع الأطياف التي تتعلق بهذه القضية كانت ممثلة في هذه اللجنة ولذلك نجحنا في إحراز نجاح كبير في هذا الموضوع. فنحن في حاجة إلى مفاوضات جادة مع الجانب الإثيوبي وليست مفاوضات فنية فقط وإنما سياسية أيضا وتشمل موضوعات إستراتيجية أخرى بحيث نصل إلى حل سريع لهذا الموضوع. - هل تتوقع تدخل دول أفريقية للوساطة لتسوية قضية "سد النهضة"؟ لابد في البداية من إنشاء شبكة علاقات قوية مع الدول الأفريقية سواء كانت مع دول منابع النبيل الأخرى أو مع الدول الأفريقية بشكل عام، لأننا سنحتاج هذه الدول في مرحلة ما، وألا يقتصر الأمر على إقامة علاقات مع إثيوبيا فقط، ولابد أن تدرك هذه الدول أن هناك مصالح مشتركة بيننا وبينهم بغض النظر عن قضية مياه النيل. - هل تملك مصر أوراقًا دولية للضغط على إثيوبيا؟ القانون في صالحنا لأنه ليس من حق دول المنبع أن تؤثر على حصة دول المصب وفقا للاتفاقيات التي تحكم تدفق المياه في الأنهار. - كيف ترى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية السوداني إلى مصر وهل تبدد التوترات في علاقاتنا معها؟ هذه الزيارة على درجة كبيرة من الأهمية، وأنا أنصح الوزيرين المصري والسوداني بعقد لقاء دوري كل شهر لأن العلاقة المصرية – السودانية علاقة إستراتيجية ومهمة جدا وضرورية للطرفين ولابد من عقد لقاءات بصفة مستمرة للتخلص من أية شوائب حدثت في العلاقة ويتم معالجتها. - وهل تعتقد أن هذه الزيارة صبت في صالحنا فيما يتعلق بمعالجة قضية "سد النهضة"؟ يجب ألا نحصر علاقاتنا مع السودان في قضية "سد النهضة" لأن هذه العلاقة تمثل أمنًا استراتيجيًا لنا كما أنها علاقة تاريخية قديمة ويمكن أن تساعدنا في معالجة قضية "سد النهضة". - هل هناك استهداف ممنهج للمصريين في ليبيا؟ أعتقد أنها جزء من الضغوط التي تمارس على مصر ومحاولة لإظهار أن مصر عاجزة عن حماية ابناءهم في الخارج وأعتقد أن هذا منهج موجود تتزعمه بعض الجماعات التي تريد الضغط على الدولة المصرية ووضعها في موقف العاجز. - ما الجهود الدبلوماسية اللازمة لتأمين المصريين هناك؟ وزير الخارجية يولي الموضوع اهتمامًا كبيرًا وهناك اتصالات تتم للتأكيد على الحكومة الليبية أن هذا الموضوع لن نتقبله على الإطلاق، ولابد من إجراءات تصعيدية دبلوماسية إذا تكرر الاعتداء على أبنائنا هناك. - هل سيؤثر الحكم الصادر ضد حماس على الدور المصري في المصالحة الفلسطينية؟ بالتأكيد سيؤثر رغم أن الوساطة لم تحرز أي نجاح خلال الفترة الماضية وحماس ليس لديها النية للعودة إلى قيادة الشعب الفلسطيني في رام الله، وليس هناك مشكلة في تعسر دور مصر في الواسطة مقابل الأمن المصري. - كيف تفسر عودة السفير القطري إلى مصر، وهل هي محاولة من قطر للتهدئة مع مصر ؟ عودته ليس لها أية دلالة سياسية في المرحلة الحالية ولكن قطر خرجت على النظام العربي ولابد أن تعود إلى هذا النظام بإجراءات عربية وليست مصرية، ولعل سحب سفراء الإمارات والبحرين والسعودية كان نوعا من هذا الضغط، ويمكن استغلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لممارسة نوع من الضغوط على قطر وتنبيهها بأن ممارساتها تؤثر على الأمن القومي العربي بأكمله، ويجب عليها العودة للصف العربي مرة أخرى. كيف تقيِّم سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر؟ قرار سحب سفراء الإمارات والسعودية والبحرين من قطر جاء متأخرًا، من أجل إتاحة أكبر مساحة زمنية للقيادة القطرية للعدول عن دعمها للإخوان والحركات التي تهدد أمن دول الخليج وكذلك مصر، ولذا على قطر أن تصحح مسارها ووقف مخططاتها ضد الدول العربية - كيف تقيم العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة؟ ستظل العلاقة بين مصر الولاياتالمتحدةالأمريكية في حالة صعود وهبوط لفترة من الوقت ولكن في النهاية ستشهد انفراجة لأن أمريكا مقتنعه تماما بأن مصر دولة مهمة جدا للإقليم ولا يمكن أن تستثنيها أو تهمشها، فهذا لا يمكن أن يحدث ولكن ستظل العلاقة في حالة صعود وهبوط في إطار استمرار الضغوط على مصر. - هل تعتقد أن أوكرانيا بداية للحرب الباردة مرة أخرى بين أمريكاوروسيا؟ الحرب الباردة كانت قد بدأت بالفعل ولكن بمفهوم آخر منذ رغبة أمريكا في التدخل العسكري في سوريا ووقوف روسيا في مواجهة هذه التطلعات الأمريكية ثم بعد ذلك مصر والموضوع لم يكن في أطار النقاش بين روسياوأمريكا فالمسائلة المصرية لم تناقش أبدا بين الطرفين ولكن بالتقارب مع روسيا دخلنا إلى حد ما في حيز الحرب الباردة، ولكن أوكرانيا تؤجج نيران الحرب الباردة، وإن كانت لن تصل لمرحلة حرب عالمية ثالثة كما يري البعض فكل دولة تدرك جيدا المدي الذي تتقدم فيه وأين تتوقف. - بعد استقالة الحكومة، ما تقييمك لحكومة الببلاوي؟ لم يكن فيها تجانس وكانت بطيئة وعديمة الفاعلية. - ما توقعاتك لحكومة محلب؟ محلب شخص تنفيذي ومتحرك طيلة عمره فأنا أعرفه جيدا وله علاقات جيدة مع دول أفريقية وعربية كثيرة فأتذكر عندما ذهبت لحضور القمة الأفريقية في غينيا الاستوائية كان موجودا ضمن الوفد المصري وأسهم إلى حد كبير في حركة التنمية بأفريقيا، فهو يتميز بعلاقاته الدولية الجيدة، وأنا متفاءل جدا بحكومته وجميعنا نسانده وسنقف معه. - قلت من قبل إن المشير السيسي هو الرجل الأنسب للمرحلة.. لماذا؟ المشير السيسي سيترشح للرئاسة وأنا أعتقد أن له حساباته الدقيقة في هذا الموضوع فهو ينتظر إعلان قانون الانتخابات حتى يكون الموقف فيه عقلانية أكثر، وأعتقد أن المشير السيسي هو الأنسب للمرحلة لأن له رؤية بعيدة تمامًا عن المحلية، بمعنى أن الأمن القومي المصري يبدأ من خارج حدود مصر وله رؤية أن مصر يجب أن تعود إلى مصريتها وأثبت هذا في 30 يونيو، وبالتالي فأنا أرى أنه سيكون قادرًا بالفعل على قيادة السفينة في البحر المتلاطم الذي نعيشه فيه هذه الأيام. - ما الجهود الدبلوماسية للتغلب على قرار بعض الدول الأوربية بحظر السفر إلى مصر؟ إن قرار إجلاء الرعاية من أي منطقة يتم بناء على معلومات استخباراتية باحتمال حدوث عمل إرهابي في هذه المنطقة، إلا أن ذلك لم يحدث. - في رأيك، ماذا ينقص السياسة الخارجية المصرية في هذه المرحلة؟ لابد من ترتيب البيت من الداخل فالسياسة الخارجية لا يمكن أن تكون فاعلة أو نفاذة أو لها تأثير وأن يستمع لنا العالم إلا إذا كان الوطن مرتب من الداخل، وأنا أرى أن وزارة الخارجية قد تحركت في الفترة الأخيرة تحركا جيدا للغاية ورصين جدا وكان تعاملها هادئًا وفعالًا في نفس الوقت مع المشكلات، وأنا أتوقع عودة الاستقرار في أعقاب الانتخابات الرئاسية وأن يكون هناك مسار ديمقراطي بشكل جيد وبالتالي كل هذا سيؤثر على السياسة الخارجية ويجعلها أكثر فاعلية كما سيؤثر على أداء وزير الخارجية. وهناك بعض الدول التي يمكن أن تعزف عن الشراكة معنا من أجل التنمية، إذا لم نلتزم في ملف حقوق الإنسان بالمعايير الدولية المعروفة، فالقضة كلها تتحرك في دائرة واحدة، وأي خلل في هذه الدائرة يأتي بنتائج عكسية تؤثر على صورة مصر وسياساتها الخارجية.