أبدع الفنان التشكيلى عبد اللطيف كلوب فى فن الحروفية خاصة فى الرسم بالخط الكوفى الهندسى، وأنهى عقده السابع قبل شهور، ليدخل العقد الثامن بعد أكثر من 55 عاما يرسم بالريشة خطوط التسابيح والذكر، ليقدم ما يقارب من 1000 لوحة كانت الأولى فى عام 1966 من قش القمح الجاف، فى كتابة بعض التسابيح والذى كان شائعا فى هذا الوقت. وكلوب هو مبتكر «خط النجمة الثمانية». ومبدع لوحات الخط الكوفى الهندسى فى شكل لوحات أرابيسك بكل تفاصيله، ويكاد هو الوحيد، حسب وصف النقاد التشكيليين، «الرائد فى الكتابة بطبقات الكرتون، من نوع «ناصببيان». وهو يتفرد فى هذه الكتابة عن غيره». لوحات هذا الفنان التشكيلى، ليست مجرد لوحة خطية، بل عبارة عن فكرة متكاملة باستخدام تركيبات ألوان وصل عددها إلى 40 درجة، لتبدأ رحلة قطع الكرتون ليغطى الفراغات الهندسية فى كل لوحة. يقول كلوب ل"البوابة» تستغرقنى اللوحة الفنية، لأخرج منها بحالة روحانية، وتصل ساعات العمل فى رسم الخط الهندسى الكوفى فى اللوحة الواحدة ما بين 100 إلى 200 ساعة، وبعضها استغرق منى 3 أشهر، وأعمل 10 ساعات على أقل تقدير فى اليوم. "بعد أن تخطيت ال70 عاما، ما زالت أتعلم، وأطور فى أعمالى، وآخرها تحويل الخط الهندسى إلى لوحات «أرابيسك». وفى أخر ثلاثة شهور انتهيت من أربع لوحات بالفعل، ولا استخدم أى تقنيات حديثة فى أعمالى، وكلها «هاند ميد». ومن تصميمى وإخراجى، وباستخدام الأدوات التقليدية، والقاطع «الكتر». وتشكيل الألوان وتركيبها وبدقة شديدة للوصول إلى درجات معينة، وصلت حتى الآن إلى 40 درجة مختلفة، والفروق بينها غير ملحوظة. ووصف الناقد والفنان العالمى «صلاح شيرزاد» أعمال عبد اللطيف كلوب بأنه «صاحب الحروفية». أى الذى يستطيع أن يقدم معرضا فنيا بحرف واحد فقط، وبلوحات مختلفة. وفى عام 1977 أقام «كلوب» معرضا، وهو أول معارضه، وضم 54 لوحة، كلها تحاكى كلمة لفظ الجلالجة «الله». وبأبعاد مختلفة ومن خلال ملء الفراغات. معارض كلوب ال12 الخاصة التى نظمها حتى الآن امتدت بين القاهرة والكويت والإمارات، بخلاف مشاركات فى معارض جماعية داخل مصر وخارجها، وربما لم يلق حظه رغم هذا الزخم فى الإنتاج، إلا أن لوحاته منتشرة فى أماكن كثيرة فى الوطن العربى، وخطوطه تزين لوحات متحف المرأة فى دبى بالإمارات. فى العام 1991 قام بتصميم الحروف الهجائية بالخط الهندسى، ومستوحى من النجمة الإسلامية ذات الثمانية فروع، وتم تسجيلها باسمه فى الجهات الرسمية فى الدولة، ليصبح ابتكارا باسمه، وتم تطويره بعد ذلك وعلى مدى أكثر من 30 عاما، مستخدما مواضع الحروف الهجائية ال28، والتى تصل موضعها ل104 مواضع مجددا عليها الشكل الهندسى الزخرفى. "كل لوحات عبد اللطيف كلوب نتاج عمل فنى خاص، ولا يقلد أحدا». هكذا يصفه الفنان «أنيس الزعبي». فهو فنان متمكن من أدواته، وكل لوحاته غير متكررة، وتقدم كل لوحة رؤية خاصة، بتناغم إيقاعى بين الحروف ومن خلال بناء هندسى، ربما هى انعكاس لدراسته للرياضيات فى علوم القاهرة أوائل السبعينيات. حكى لى كلوب قصة طريفة تستحق أن تروى، عندما طلبت منه إحدى الجهات تصميم خاص بها مكتوبا بالخط الهندسى الكوفى، ولأن هذه الجهة تعرف أن هذا العمل لن يصلح لأى جهة أخرى، ولا يمكن عرضه فى معارض، فعرضوا عليه قيمة زهيدة جدا، فقام بتمزيق التصميمات الأربعة أمام مسئولى تلك الجهة، قائلا لهم «من لا يقدر عملى لا يمكن أن يقتنيه». هذا هو الفنان والمبدع الحقيقى، فقد قال عنه الفنان التشكيلى والأكاديمى الدكتور جمال الدين حماد «عبد اللطيف كلوب هو صاحب فن رفيع ينفذ إلى القلب والعين فى دلالة عن خبرة عريقة وحس مرهف وفكر مرتب متجدد وصبر بلا حدود وجمال".