سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد توقف سنوات.. عودة السياحة الروسية لمصر واستئناف حركة الطيران.. خبراء: سيحقق انتعاشًا كبيرًا للقطاع السياحي وتأثيره الإيجابي في الاقتصاد.. ولا بدّ من عروض ترويجية وتخفيضات للجذب
توقع عدد من خبراء السياحة، انتعاش القطاع السياحي في مصر خلال الفترة المقبلة، خاصةً بعد الإعلان عن عودة السياحة الروسية لمصر قريبًا، واستئناف الرحلات الجوية الروسية. يأتي ذلك بعد أن تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون في قطاع السياحة، حيث تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقةوشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين. وأعرب الرئيس السيسي، بالترحيب باستئناف حركة الطيران بين البلدين معربًا عن التطلع أن يمثل ذلك القرار قوة دفع فعالة في اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز من حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما. أكد الرئيس الروسي "بوتين"، حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر، مشيدًا بالشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية، مؤكدًا أن روسيا تعول على دور مصر المحوري في استقرار محيطها الإقليمي بأسره. وكانت الرحلات الجوية الروسية قد علقت إلى مطاري الغردقةوشرم الشيخ، منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء أواخر أكتوبر 2015. وتعمل وزارة السياحة والآثار، على التشديد في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة جائحة فيروس "كوفيد - 19" بصفة مستمرة في مختلف الأماكن السياحية والأثرية سواء المنشآت الفندقية أو المطارات، دون تهاون في اتخاذ أي من هذه الإجراءات؛ لحماية السياح والعاملين بالقطاع على حد سواء، والتي كانت تعمل خلال الفترة الماضية دون توقف لاستقبال السائحين من جميع دول العالم، كما بدأ العاملين بقطاع السياحة تلقي اللقاح ضد فيروس "كورونا"، وتصدرت محافظتي جنوبسيناء والبحر الأحمر، قائمة المحافظات السياحية التي يتلقى العاملون بها اللقاح، بهدف تأمين المقاصد السياحية واطمئنان الوفود الأجنبية القادمة لمصر. من ناحيته، قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إنه في عام 2010 كان هناك أكثر من 2.5 مليون سائح روسي في مصر، فهو من أكبر الوفود السياحية في مصر، خاصةً في مناطق "شرم الشيخ ومرسى علم والغردقة"، وبعد عام 2011 وحالة عدم الاستقرار الأمني التي شهدتها البلاد، ثم حادثة الطائرة الروسية في عام 2015 توقفت تمامًا السياحة الروسية وعودتها في الوقت الراهن أمر جيد جدًا، ولكنه يأتي في ظل ظروف استثائية بسبب أزمة فيروس "كورونا" المستجد، مؤكدًا أن السياحة الروسية ستحقق انتعاش داخل القطاع السياحي، وترفع من الإيرادات الخاصة بالنقد الأجنبي، لأنها واحدة من أهم المصادر الدولارية للاقتصاد المصري. وواصل الإدريسي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن عودة السياحة الروسية سيساهم في توفير فرص عمل، وتقليل معدلات البطالة، لأن حجم الإشغالات في الفنادق ستزداد، ويتطلب ذلك الأمر توفير عمالة أو استعادة العمالة التي كانت موجودة وتم تسريحها بسبب أزمة فيروس "كوفيد19"، مشيرًا إلى أن عودة السياحة الروسية سيساهم في انتعاش القطاعات المتشابكة مع قطاع السياحة مثل قطاع النقل والطيران والمشروبات والأغذية، فضلًا عن كونه يعطي رسالة إيجابية لكافة دول العالم، وخاصةً الدول الأوروبية عن الأمن في مصر، ورسالة عالمية لقطاع السياحة وهذه أفضل دعاية يمكن الحصول عليها من الجانب الروسي بغض النظر عن أعداد السائحين الروسيين القادمين لمصر. وأوضح، أن الدولة بدأت في الجزء الخاص بتخفيض التكاليف المتعلقة بالإقامة، كما حددت رسوم خاصة بالفنادق "4 نجوم و5 نجوم"، مطالبًا بضرورة عمل عروض ترويجية وتسويقية مع تقديم تسهيلات أكثر للاستفادة من الوافدين لمصر من السائحين. من ناحيته، أكد حمدي الشامي، وكيل أول وزارة السياحة سابقًا، أن عودة السياحة الروسية يحقق انتعاش كبير داخل القطاع السياحي، وذلك في ضوء ما تبذله الحكومة المصرية من رفع الإمكانيات والخدمات المقدمة للسائحين بشكل عام، وتطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة أزمة فيروس "كورونا" المستجد، داخل المطارات والفنادق والمطاعم وغيرها، مضيفًا أن القطاع السياحي من أهم القطاعات التي تؤثر بشكل كبير في الاقتصاد المصري، حيث إنه صناعة تصديرية تجلب نحو 12 مليار دولار، وعودة السائح الروسي سيحقق طفرة حقيقة في إيرادات القطاع خلال الفترة المقبلة. وتابع الشامي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن الدولة تبذل جهود كبيرة خلال الفترة الحالية لتطبيق الإجراءات الاحترازية لحماية السائحين الوافدين من أزمة "كورونا"، لافتًا إلى أن مصر كانت تستقبل نحو 3 مليون سائح روسي سنويًا، متمنيًا أن تعود هذه النسبة كما كانت لما يحققه القطاع من تأثيرات اقتصادية جيدة.