بين رمال الوادي الجديد ولد عاشق التاريخ الذي حلم كثيرا بتخليد رموزه عبر الأعمال النحتية فصمم مجسمات وتماثيل لرؤساء جمهورية مصر العربية. صلاح عبدالله عبود 55 عاما ولد بمحافظة الوادي الجديد وتخرج من الثانوية الصناعية بمدينة الخارجة عاصمة المحافظة، وظل طوال فترة دراسته يتعلم الرسم والفنون ويعبر بهما عما يدور بداخله من عشق للتراث والتأريخ، سيطر عليه الخيال وجعل عقله نافورة أفكار يطرحها كل يوم على معلمه كيف للأطفال الصغار النشء الذين يغرس الوطنية فيهم من صغره أن يعرفوا من قادتهم وعظمائهم في التاريخ حتى تولد الوطنية بين أغصان عقولهم، فتعلم الرسم وبعد أن تخرج أصبح حائرا بين احتراف النحت والسفر إلى القاهرة لتعلمه وما بين لقمة العيش ليتزوج وينعم بتكوين أسرة فعمل مراقب وحدة في شركة الكهرباء لدى محافظة الوادي الجديد، فمكث أكثر من عشرين عاما لا يصمم منحوتات. يقول النحات صلاح عبدالله «بعد تخرجي في عمر العشرينات كنت حائرا بين السفر للقاهرة لاحتراف النحت وتخليد التاريخ في تماثيل كما حلمت دائما وما بين الالتحاق بوظيفة للشعور باستقرار لقمة العيش لكن كان اختياريا للوظيفة كان الاختيار النهائي وبعد وصولي سن 55 سنة عاودنى حلمي وطموحي وبدأت في جلب الطين الصلصال من قلب تراب الوادي وبصنعها بيدي، والصلصال نوعان أصفر وأسود، وبستخدمه حسب كل شخصية توافق الملامح وشموخ وعظمة الشخصية».. وتابع « جسدت تماثيل للبطل الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك، والرئيس السيسي والإمام محمد متولي الشعراوي الشيخ العظيم الذي تربيت على أحاديثه وتفاسيره، والبطل اللاعب المصري محمد صلاح صانع البهجة لكل المصريين ورمز السعادة. واختتم النحات صلاح عبدالله: «أي شخصية محفورة في عقلي وأنا بنحتها من خيالي وإحساسي بتاريخ الشخص هو اللي بيظهر في الملامح، ومبعملش تمثال غير للشخصيات اللي لها تاريخ في بناء مصر وتقدمها، وبرفض بيع أي تمثال وسأقيم معرضا كبيرا في الوادي بالمحافظة ليبقى مزارا سياحيا وإرشاديا للجميع خصوصا للصغار والأطفال اللي محتاجين يعرفوا تاريخهم ».