نكلا العنب إحدي قرى مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، ويرجع تاريخ تأسيسها للعصر اليوناني، حيث كان اسمها قديمًا نيقولا أو نيكولاي نسبة لأحد اليونانيين، وكانت في تلك الفترة تشتهر بزراعات العنب، التي كانت منتشرة في جميع أنحاء القرية الواقعة على نهر النيل فرع رشيد، وتغير اسمها مع بداية الفتح الإسلامي لقرية نكلا حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أضاف لها كلمة العنب للتفرقة بينهما وبين نكلا الجيزة. وخلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، كانت نكلا العنب مقرًا لحكم مصر وذلك لفترة 6 أشهر، حيث اتخذ منها الخديوي مقرًا لحكم المحروسة بسبب موقعها المتميز على نهر النيل ووجود مرسي للسفن بها في تلك الفترة وأصدرت العديد من الفرامانات الملكية باسم الخديوي عباس حلمي الثاني من قرية نكلا العنب.. وقرية نكلا العنب، هي القرية الأم بالوحدة المحلية لمجلس قرية نكلا العنب والتي تضم قرى "دمسنا وكفر عوانة وكفر الحناوي ومنية بني منصور"، وطالب الكثير من أبنائها خلال السنوات الماضية بتحويل قرية نكلا العنب لمدينة مستقلة، نظرًا لتوافر كافة الشروط لتحويلها فهي تبعد نحو 13 كيلو مترا عن مدينة إيتاي البارود ونفس المسافة لمدينة شبراخيت. مشاهير نكلا العنب ولد بقرية نكلا العنب، العديد من المشاهير، أمثال الشيخ محمد الغزالي السقا الداعية الإسلامي، والدكتور محمد شلتوت شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد جويلي محافظ دمياط والإسماعيلية ووزير التموين الأسبق وأمين عام منظمة الوحدة الاقتصادية العربية، والمهندس حسين دبوس محافظ البحيرة والفيوم الأسبق، والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية، والفريق طيار شلبي الحناوي قائد القوات الجوية بحرب الاستنزاف، وأحمد بك دبوس من أوائل أعضاء مجلس الشوري عام 1866، والفنانة القديرة عبلة كامل النمر، والدكتورة سونيا دبوس الكاتبة الصحفية بمؤسسة أخبار اليوم، والكاتب الصحفي بسيوني الحلواني مدير تحرير جريدة الجمهورية، وسعيد الخولي، نائب رئيس تحرير أخبار اليوم والدكتور محمد فوزي المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة. منشآت القرية وتضم قرية نكلا العنب العديد من المنشآت، حيث يوجد بها 35 مسجدًا، 11 مدرسة ما بين ابتدائية وإعدادية وثانوية وتجارية وأزهرية، هذا بالإضافة لوجود مستشفى تكامل قروى، والتي تحولت لوحدة صحة أسرة عقب أحداث ثورة 25 يناير، ومكتب بريد تم إنشاؤه مع مكتب بريد العتبة بالقاهرة وتأمين صحي ووحدة بيطرية. ويوجد بقرية نكلا العنب، أقدم نقطة شرطة في محافظة البحيرة، حيث كانت مدينة إيتاي البارود، تابعة لقرية نكلا العنب حتى عام 1939، كما يوجد بالقرية محطة معالجة للصرف الصحي، ثالث أقدم مدرسة على مستوى الجمهورية، وهي مدرسة العلوية الإسلامية التي أنشئت عام 1898 وافتتحها الزعيم الراحل مصطفى كامل، ورد عبارته الشهيرة خلال الافتتاح، "من فتح مدرسة فقد أغلق سجنًا". ملجئ السادات ولجأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلى قرية نكلا العنب للهرب من البوليس السياسي عقب اغتيال أمين عثمان قبل قيام ثورة 23 يوليو 1952، وقطن بها فترة قبل عودته مرة أخرى لمنصبه بالقوات المسلحة، وحظيت نكلا العنب بالزيارة التاريخية للرئيس الراحل محمد أنور السادات في مايو 1979، وألقى خطابًا للشعب المصري من القرية. تشتهر بزراعة البطاطس في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، اتجه المزارعون بقرية نكلا العنب لزراعة محصول البطاطس المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي خاصة العروة الصيفية، حتى أصبحت من أشهر قرى الوطن العربي في زراعة البطاطس عن غيرها من القرى بالمنطقة لوقوع زمامها في طرح النيل والذي ميزها بالتربة الخصبة. يقول إسماعيل مبروك، 85 عامًا، أحد أهالي نكلا العنب:" عاصرت 7 رؤساء في حكم مصر وأنا أقيم في قرية نكلا العنب، وأيام زمان كانت كلها خير وكان في تواصل وصلة رحم بين جميع الأهالي بالقرية. وأوضح المهندس وائل على عليوة، أن قرية نكلا العنب تمتلك مقومات لا تمتلكها بعض المدن والمراكز بدائرة المحافظة بل على مستوى الجمهورية، حيث الموقع الجغرافي للقرية يتوسط مدينتي إيتاي البارود وشبراخيت، بالإضافة لوقوعها على نهر النيل حيث تقابل في الجهة المقابلة قرى محافظة الغربية. وأشار أحمد رياض، مدرس رياضيات، أن قرية نكلا العنب أسهمت في العملية التعليمية منذ نهاية القرن التاسع عشر ببناء مدرسة العلوية الإعدادية الإسلامية المشتركة والتي تعد ثالث أقدم مدرسة على مستوى الجمهورية، لتكون منارة العلم والمعرفة بالمحافظة والمحافظات المجاورة، افتتحها الزعيم الراحل مصطفى كامل باشا خلال زيارته للقرية قائلًا عبارته الشهيرة التي وضعت على لافتة المدرسة وما زالت موجودة حتى الآن وهي "من فتح مدرسة فقد أغلق سجنًا". واختتم: "مدرسة العلوية خرجت أجيالا من عظماء محافظة البحيرة، مطالبًا بتحويلها لمحتف أثري علمي حيث يعلم أبناؤنا قيمة المدرسة ويعرف الخريجون منها من الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة".