تعتبر المدرسة العلوية الإعدادية الإسلامية المشتركة فى «نكلا العنب» بمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، والتى تأسست قبل 117 عاما، واحدة من أقدم وأهم المدارس التى عرفتها البلاد ومحطة مهمة فى تاريخ التعليم، انطلق منها شعاع النور والتنوير ليعم أرجاء الوجه البحرى، حيث تعد ثالث أقدم مدرسة على مستوى الجمهورية، وجاء إنشاؤها عندما افتتحها الزعيم الراحل مصطفى كامل عام 1900 برفقة الخديوى عباس حلمى الثانى، قائلا عبارته الشهيرة التى وضعت على لافتة المدرسة وما زالت موجودة "من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا". وتميزت المدرسة بموقع فريد جعلها قبلة لراغبى العلم والمعرفة من كل مكان وبعد إنشائها تطور التعليم بشكل ملحوظ ليتخرج منها العديد من القادة والرموز فى مختلف المجالات. ويرجع الدكتور إبراهيم التداوى وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، تاريخ إنشاء المدرسة التى سميت بهذا الاسم نسبة إلى الأسرة العلوية عندما تبرع على دبوس وكيل وزارة المالية آنذاك بنحو 35 قيراطا لتخدم البحيرة والمحافظات المجاورة، مشيرا إلى المدرسة التى تتكون من 16 فصلا وتوالى على إدارتها 34 مديرا، ونجحت فى تخريج الكثير من الساسة والفقهاء الذين تقلدوا مناصب رفيعة فى الدولة، أمثال المشير عبدالحليم أبوغزالة وزير الدفاع الأسبق، والدكتورأحمد جويلى وزيرالتموين الأسبق، والفريق مصطفى الحناوى قائد القوات الجوية فى العهد الناصرى، وحسين دبوس محافظ البحيرة والفيوم الأسبق، وعبدالقوى خليفة وزير المرافق السابق والرئيس السابق للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، وسعيد عثمان محافظ الشرقية الحالى، والسيد راشد رئيس اتحاد عمال مصر السابق، وغيرهم. وكان لموقعها الاستراتيجى على نهر النيل فرع رشيد وقربها من محافظتى الغربية وكفرالشيخ أهمية كبيرة لاستقطاب الطلاب والمعلمين المتميزين من مختلف الأقاليم، حيث كانت النواة التى بنى عليها التعليم قديما، كما كانت«نكلا العنب» التى عرفت فى الفتح الإسلامى مرسى ومينا للبواخر على النيل. أما الدكتور محمد الحمامصى مدير سابق بالضرائب وأحد خريجى المدرسة، فيوضح أن "العلوية" تعتبر من المعالم الأثرية والتاريخية، فمازالت تحتفظ بطراز بنائها الإسلامى، وكل شىء فيها يدل على التراث المعرفى، وللوهلة الأولى منذ أن تطأ قدماك أبوابها تشعر أنه لا مكان إلا للعلم، حتى ظلت كثيرا وطويلا منارة للفكر والعلوم ومقصدا لكل من يريد أن يصبح شيئا صالحا لخدمة الوطن، حتى اكتسبت شهرة عظيمة ووظيفة تربوية مهمة على مدار عقود طويلة. وطالب الحمامصى، بإعادة المدرسة لسابق عهدها لتسهم فى نشر العلوم الحديثة من خلال الاستفادة من الأراضى الفضاء المجاورة للمبنى المغلق وإنشاء مدرسة جديدة باسم العلوية، حيث إنها ملحقة الآن بمدرسة «أحمد جويلى» عقب إخلاء المبنى القديم وتحويله لمتحف أثرى لما له من قيمة تاريخية فى العملية التعليمية.