شهدت مانيمار اليوم السبت أكبر حصيلة لقتلى الاحتجاجات في البلاد، وفقا لتقارير إعلامية دولية، تزامنا مع احتفال القوات المسحلة بيومها الوطني. وقتل نحو 91 شخصا على الأقل في يوم دامٍ بالبلد الواقع جنوب شرقي القارة الأسيوية، على خلفية احتجاجات لمتظاهرين مؤيدين للديمقراطية ومعارضين للانقلاب. ونشر موقع "ميانمار ناو'' الإخباري بأن عدد قتلى اليوم بلغ نحو 91 شخصا، وهو أعلى من جميع التقديرات لأعلى مستوى سابق في 14 مارس، والذي تراوح بين 74 و90. غير أن وكالة "أسوشيتد برس" نقلت عن إحصاء أصدره باحث مستقل في يانجون، قام بتجميع أعداد القتلى في الوقت الفعلي تقريبا، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 89، في أكثر من عشرين مدينة وبلدة. ونقلت وكالة "رويترز" عن وسائل محلية أن 13 شخصا على الأقل قتلوا في ماندالاي، ثاني أكبر مدن البلاد، وتسعة في منطقة ساغينغ القريبة وسبعة في العاصمة التجارية يانجون. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د.أ.ب)، فإن اليوم هو أبشع أيام الاحتجاجات في مانيمار، والذي شهدت معاملة قاسية من قوات الأمن تجاه المتظاهرين. ونقلت (د.أ.ب) رواية فتاة مانيمارية ظهر الخوف جليا على وجهها، وهي طالبة تدرس الفلسفة، 23 عاما، في مدينة مييك الساحلية، ورغبت في عدم الإفصاح عن هويتها. وقد قام الجيش منذ أسبوعين باحتجازها مؤقتا مع 45 متظاهرا. وقالت: "هرع الجنود إلى المنزل الذي كنا نختبئ فيه. بعد ذلك شاهدني جندي وأطلق النار على من على بعد 3 أقدام. أصابت رصاصة مطاطية عنقي وسقطت". وقام الجنود بعد ذلك بتعذيبها هي آخرين في القاعدة الجوية المحلية، وفقا لما قالته الفتاة. وأضافت أن الكثير من المتظاهرين المحتجزين، وبينهم نساء، تعرضوا للضرب وبعضهم تعرض للركل في الرأس بالأحذية العسكرية الثقيلة. وجرى الإفراج عنها هى وآخرين بعد بضعة ساعات، ولكن الكثيرين مازالوا محتجزين. وتتزايد التقارير التي تتعلق بأعمال القسوة والإرهاب والتعذيب والقتل التي ترتكبها قوات الشرطة والجيش، وذلك بعد شهر ونصف من وقوع الانقلاب العسكري. **المجلس العسكري يجدد تعده بإجراء انتخابات في غضون ذلك، جدد رئيس المجلس العسكري في ميانمار تعهده بإجراء انتخابات بعد انقلاب الشهر الماضي، في وقت وصفت وسائل إعلام محلية اليوم السبت بأنه أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات على الانقلاب. وقال الجنرال مين أونج هلاينج إن الجيش اضطر إلى الاستيلاء على السلطة في الأول من فبراير بسبب "التصرفات غير القانونية" التي ارتكبها حزب "الربطة الوطنية من أجل الديمقراطية" بزعامة أونغ سان سو شي المحتجزة الآن، مضيفا أن بعض قادة الحزب قد أدينوا بالفساد. وفي كلمة ألقها خلال عرض عسكري جرى اليوم في عاصمة ميانمار بمناسبة عيد الجيش، اعتبر مين أونغ هلاينغ أن "أعمال العنف غير مناسبة" في إشارة إلى المظاهرات التي تشهدها البلاد احتجاجا على الانقلاب، وقال إن الجيش "سيحمي الشعب ويسعى لتحقيق الديمقراطية". وبلغ عدد المتظاهرين الذين تأكد مقتلهم في ميانمار منذ استيلاء الجيش على السلطة الشهر الماضي 328، بحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين، وهي جمعية توثق الوفيات والاعتقالات. وحذرت الجمعية من أن الحصيلة التي أحصتها تشمل فقط الحالات التي تم التحقق منها، مع أرجحية أن يكون العدد الفعلي للضحايا "أعلى بكثير"، وأضافت أن ثمانية قتلوا الجمعة.