غموض حول علاقة حزب الله بالقصف الصاروخي لإسرائيل.. والجغرافيا ترجح سوريا منطلقا للضربة

حالة من الغموض الشديد تحيط بملابسات عملية إطلاق صاورخين استهدفا موقعا إسرائيليا بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة فجر اليوم.. فيما ذكر الدكتور محمد حمدان الناشط المحلي البارز بمنطقة شبعا اللبنانية لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان الطبيعة الجغرافية للمنطقة ترجح احتمال أن الضربة جاءت من سوريا وليس لبنان.. فيما لم تستبعد مصادر مطلعة إمكانية ان يكون حزب الله قد رد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة من الأراضي السورية.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أعلنت صباح اليوم أن الجيش الإسرائيلي عثر على بقايا صاروخين سقطا قرب موقع للجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ.. فيما أفادت تقارير بتحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي فوق أجواء جنوب لبنان وجبل الشيخ ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
وبينما رجح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاري ادرعي ان يكون سقوط الصاروخين بسبب القتال الدائر بين الجيش والمعارضة في سوريا.. نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها إن إطلاق الصاروخين على جبل الشيخ جاء رداً على استهداف موقع ل"حزب الله".
كما نقلت مواقع إلكترونية لبنانية عن مصادر بالحزب إن هذا هو الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركزا للحزب بالبقاع بشرق لبنان قرب الحدود السورية يوم 24 فبراير.
واللافت أن أيا من وسائل الإعلام اللبنانية المقربة لحزب الله لم تشر إلى هذه التسريبات المنسوبة للحزب حتى الآن، فيما أكد المسئولون الإعلاميون بالحزب أنه ليس لديهم أي معلومات حاليا بالنفي أو الأيجاب.
وتضاربت تقديرات المحللين المطلعين على شئون حزب الله ، إذ استبعد بعضهم أن يقدم الحزب على مثل هذا الهجوم في الوقت الحالي حتى لايصعد التوتر في ظل تورطه في الحرب السورية، خاصة أن الضربة الإسرائيلية ليست ذات قيمة عسكرية كبيرة ، حتى لو لها تأثير سلبي في توازن الردع بين الجانبين.
بينما لم يستبعد آخرون هذا الاحتمال، ورأى على الأمين الباحث المطلع على شئون حزب الله في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أنه لايمكن استبعاد أن يكون حزب الله وراء هذه الضربة الصاروخية التي جاءت ملتبسة وغامضة على غرار الضربة الإسرائيلية.
ولفت إلى أن الضربة انطلقت من مكان ملتبس لأن منطقة جبل الشيخ هي مثلث مشترك على الحدود بين لبنان وسوريا وإسرائيل، ويمكن أن يكون حزب الله قد وجه الضربة من سوريا بعد أن صار له وجود داخل الأراضي السورية.
وأشار إلى انه في هذه الحالة فإنه يوجه رسالة إلى أن الصراع أصبح على امتداد الساحتين السورية اللبنانية.
ورأى أن هذا الالتباس والغموض يساعد على تفادي استفزاز إسرائيل وقيامها بالرد مع تسجيل نقطة بأن الحزب أخذ بثأره في ظروف مشابهة للضربة الإسرائيلية.
ولفت إلى أنه في النهاية فإن شئون حزب الله العسكرية يحيطها قدر كبير من الكتمان خاصة، معادلة التوازن مع إسرائيل، وقد يعلن الحزب بعد فترة وقد يكون الإعلان على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
من جانبه، قال الدكتور مصطفى حمدان رئيس هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا المحتلة (أحد أبرز النشطاء في المنطقة اللبنانية الأقرب إلى موقع الضربة والأستاذ بالجامعة اللبنانية) إنه لايوجد معلومات عن من وجه الضربة ، ولكن الأكيد أن صاروخين سقطا على مركز عسكري إسرائيلي يرجح أنه مركز للأمن والتجسس يسميه أبناء المنطقة مركز "الفوار" وهو يوجد في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة على تلال جبل الشيخ ويطل المركز على الأراضي السورية وبالتحديد الجولان.. كما أنه يطل على مراكز للتزحلق على الجليد أسسها الإسرائيليون في منطقة جبل الشيخ الذي يعد من أعلى جبال بلاد الشام كلها.
وعلق حمدان على قول الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن الصاروخين سقطا نتيجة المعارك الدائرة في سوريا قائلا إن المناطق السورية المتاخمة للمركز الإسرائيلي هي منطقة هادئة نسبيا، ولاتشهد عادة معارك بالصواريخ.
كما لفت إلى أن استهداف المركز الإسرائيلي من الأراضي السورية أسهل جغرافيا نظرا لأن موقع المركز مكشوف من ناحية سوريا ، بينما يحول بينه وبين الأراضي اللبنانية جبال ومرتفعات، ولكن هذا لايمنع إمكانية استهداف المركز من الأراضي اللبنانية.
وكشف حمدان عن أن المنطقة اللبنانية المحاذية للمركز الإسرائيلي المستهدف هي منطقة خاضعة لقرار مجلس الأمن ال1701 وبالتالي تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل" بالإضافة إلى الجيش اللبناني، ولاوجود لقواعد لحزب الله بها.
ورجح بناء على هذه المعطيات أن الضربة جاءت من سوريا وليس من لبنان، مشيرا إلى أنه هذا التقدير بناء على الطبيعة الجغرافية والاوضاع العسكرية في المنطقة.