أكد المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، أن انتشار جائحة كورونا والتي فرضت نمطا جديدا في الحياة ساهم في خلق البيئة المحفزة لتبني المعاملات والخدمات الرقمية، والاعتماد على نماذج جديدة للعمل والتعلم عن بعد، لتصبح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي الركيزة الأساسية لضمان استمرارية الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في ظل الإجراءات الاحترازية وسياسات التباعد الآمن المتبعة في معظم دول العالم؛ مما انعكس بدوره على تسريع التحول العالمي نحو الاقتصاد الرقمي وهو الأمر الذى أكد بما لا يدع مجالًا للشك على صحة المسار الذي تسلكه الحكومة المصرية في تنفيذ خططها لنشر الخدمات الرقمية. وأشار خلال كلمته في افتتاح قمة مصر الاقتصادية التي تنعقد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، إلى أن انعقاد هذه القمة مع الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم في ظل ودمج الحلول الرقمية والترويج لها وإتاحتها لمختلف فئات المجتمع عبر منظومة فعالة للشمول المالي يعد علامة إيجابية. وأضاف أن الجائحة جاءت كاختبار حقيقي لقدرة البنية التحتية التكنولوجية في مصر ونجحنا بالفعل في ذلك الاختبار بشهادة العديد من التقارير العالمية والتي أشادت بقدرة البنية التحتية التكنولوجية، وسرعة الاستجابة والمرونة التي يتمتع بها القطاع، وكذلك الاستعداد الرقمي وجاهزية مقدمي خدمات تعهيد تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود في مصر سواء المحلية منها أو العالمية والتي تتخذ من مصر مركزًا لتقديم خدماتها، بل وتفوقنا على نظرائنا من الدول الرائدة التي تقدم هذه النوعية الخدمات، وهو ما سنسعى لاستغلاله في جذب المزيد من الاستثمارات في قطاع التعهيد والتي تشهد طلبًا متزايدًا هذا العام. وأشار إلى أن مصر تشهد طفرة كبرى في مجال التحول الرقمي حيث يتم تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي أثمرت عن تنفيذ مشروع تجريبي للتحول الرقمي في محافظة بورسعيد في العام الماضي، بالتعاون مع كافة قطاعات الدولة تم خلاله إطلاق 150 خدمة حكومية رقمية بالمحافظة. كما تم التشغيل التجريبي لمنصة مصر الرقمية على مستوى الجمهورية في يوليو الماضي من خلال إتاحة 34 خدمة حكومية رقمية، ويتم العمل على إطلاق باقي الخدمات تباعا حتى تصل إلى 72 خدمة حكومية رقمية بنهاية العام الحالي وصولا إلى 550 خدمة في 2023. وتتيح المنصة للمواطنين طرق مختلفة لسداد رسوم الخدمات عبر وسائل الدفع الإلكتروني والتي تشمل بطاقات الائتمان وشركات التحصيل الإلكتروني ومحافظ المحمول؛ كما سيستطيع المواطنين لاحقا الحصول على هذه الخدمات من خلال تطبيق على الهاتف المحمول سيتم إطلاقه قريبا أو من خلال مراكز الاتصال أو مكاتب البريد أو مراكز خدمة المواطنين. وأضاف أن الوزارة تحرص على التعاون مع شركات محلية وعالمية في تبني التكنولوجيات الرقمية لتنفيذ مشروعات التحول الرقمي، كما حرصت الوزارة على أن يكون للشركات الناشئة نصيب محدد في مشروعات بناء مصر الرقمية حيث قامت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" بإطلاق مبادرة "فرصتنا.. رقمية" والتي ترتكز على قرار إلزامي أصدره وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإتاحة نسبة 10% من كل مشروعات التحول الرقمي لتنفيذها من خلال الشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة المقيدة في قاعدة بيانات الهيئة؛ حيث تم طرح أول حزمة تشمل 33 مشروع على منصة رقمية لضمان الشفافية وإتاحة الفرص للشركات للتقديم على هذه المشروعات. وفيما يخص محور بناء الإنسان المصري وتنمية المهارات الرقمية للشباب وتطوير قدراته في المجالات التكنولوجية؛ جاءت رؤية واستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للاستثمار في العقول البشرية باعتباره العنصر الأساسي لبناء مصر الرقمية؛ ومن هنا، أطلقت الوزارة مبادرات متنوعة لسد الفجوة في المهارات بهدف تدريب أكثر من 115 ألف متدرب بكلفة إجمالية 400 مليون جنيه، خلال العام المالي الحالي، ولهذا يتم تنفيذ إستراتيجية التدريب وفقا لنهج هرمي يرتكز على إتاحة تدريب أولى سريع لقاعدة عريضة من الشباب لمساعدتهم على الالتحاق بسوق العمل بشكل أسرع وأقل كُلفة، ويتدرج في القيمة والتخصص والتعمق حتى نصل إلى أعداد قليلة، ولكن تتلقى تعليمًا مكثفًا ومتعمقًا في مختلف تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحديثة. كما تسعى الوزارة إلى عقد اتفاقيات للشراكة والتعاون مع الشركات العالمية لتشجيعها على الاستثمار أو التوسع في مصر من خلال دعم تقديم حوافز استثمارية تتمثل في المساعدة في خدماتها اللوجستية وتدريب الكوادر المصرية الشابة التي تلتحق بالعمل بهذه الشركات. وأشار محفوظ إلى أن مصر تشهد نموًا سريعًا في مجالات الابتكار الرقمي وريادة الأعمال؛ إلى جانب توافر العديد من قصص النجاح لشركات عالمية في مصر تنمو بشكل مطرد بالاعتماد على الكوادر المصرية لخدمة عملائها في مختلف دول العالم. وتقوم الوزارة حاليا بإنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية في مختلف المحافظات لتكون ملتقى لتبادل الخبرات بين الشباب ولتدريبهم على مختلف تخصصات علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع تنفيذ برامج تدريب لرعاية الإبداع التكنولوجي.