منذ أيام قليلة اختتم مهرجان طنطا الدولي للشعر دورته السادسة على مسرح المركز الثقافي بطنطا، لكن توابعه لم تنته بعد، وذلك بعدما هاجم أحد الحضور الأمسية الشعرية الختامية، واصفا ما ألقي في الأمسية من أشعار بالخادش للحياء وأيضا بالكفر والعهر. وكان اليوم الأخير للمهرجان شهد أمسية شعرية ختامية قدم خلالها الشعراء: رشا أحمد، إسلام نوار، إبراهيم محمد إبراهيم، أيمن صادق، أمينة عبدالله، عمار النجار "اليمن" مجموعة من قصائدهم. وخلال الأمسية هاجم الشاعر البيومي محمد عوض قصيدة الشاعر إسلام نوار ووصفها بالخادشة للحياء، وقصيدة الشاعرة أمينة عبدالله ووصفها بالكفر. وطالب "البيومي" الشعراء بتقديم الاعتذار عما جاء في المهرجان، ومنحهم مهلة لمدة 24 ساعة وذلك في عدد من البوستات التي نشرها على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وكتب "البيومي": يمتلكون شجاعة الإعلان بالفحش العاهر.. وينتظرون منا أن نصفق لهم إعجابًا وتقديرًا وحفاوةً.. يمتلكون شجاعة الإعلان بالفحش العاهر.. ألا نمتلك نحن شجاعة الإعلان بالطهر والجمال؟! بأي وجهٍ نلقى الله إن لم نفعل؟! وأثار ذلك استياء عدد كبير من الأدباء والشعراء ووصفوا الهجوم ب"الوصاية الأخلاقية" وأنه هجوم يفتقد المعايير النقدية والأدبية. وبدوره عارض الكاتب والمترجم سيد إمام ما حدث حيث كتب على صفحته بفيسبوك: "في كل مؤتمر، في كل منتدى، في كل تجمع أدبي، توجد قنبلة قنابل من هؤلاء المكلفين بحماية الأخلاق، مندوبي جماعة الأمر بالمعروف وشرطة الآداب." أما الشاعر محمود شرف مؤسس مهرجان طنطا فقد كتب منشورا طويلا يعرض فيه مسلسل الهجوم عليه منذ أن بدأ المهرجان دورته الأولى، مشيرا إلى أن هجومهم قد طال شخصه وأسرته. وتابع: وكان أن وصلنا إلى إقامة الدورة السادسة من المهرجان، انتهت فعالياتها قبل أيام قليلة، وانتظرت الهجوم المعتاد، وكنت أفكر: من أي باب سيدخلون هذا العام؟ ولم يمر الكثير من الوقت حتى هالني أن أجد المهرجان هذا العام يُهاجم من باب الوصاية الأخلاقية، والقوامة الدينية، بعد أن قام أحد الشعراء الضيوف هذا العام بقراءة نصٍّ في ختام المهرجان يحتوي على بعض الصور الشعرية الصادمة لجمهور غير نوعي، في خروج على الأعراف المتبعة في المهرجان منذ بدايته، وعبر سنواته الست؛ فلم يسبق أن قام أي شاعر ممن دعوناهم سابقا بقراءة نصوص تخدش الحياء، أو حتى لا تتناسب مع طبيعة المجتمع، ونحن لا نتدخل في اختيارات الشعراء الضيوف على الإطلاق على أية حال، ويكون الالتزام نابعًا منهم هم أنفسهم- فوجئت بسيل من الهجوم، وشعارات تُرفع من هنا ومن هناك من البعض، بادِّعاء الشرف والفضيلة، والحفاظ على الأخلاقيات العامة، وهو قول الحق الذي يراد به الباطل؛ فأنا أعرفهم حق المعرفة، وأعرف ما يحدث إذ يمر أمام كثيرين منهم ظِلُّ أنثى، وحكايات كثيرة أحتفظ بها لنفسي في هذا الشأن. هم يدَّعون انتماءهم لعالم الإبداع، وفي ذات الوقت نجد "المتدروشين" و"المتشيِّعين" و"المُشيِّعين"، والذين يقبضون ممَّن يحبون أن يتشيَّع المصريون! يشار إلى أن المهرجان اختتم فعاليات الدورة السادسة لمهرجان طنطا الدولى للشعر بعد أربعة أيام من الأمسيات الشعرية، حيث نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد شارك مواهب المركز الثقافى بطنطا في حفل الختام بعروض استعراضية على انغام أغنية متخافوش على مصر، وسط تشجيع الجمهور وقد قامت إدارة المهرجان بتكريم مواهب المركز والشباب المشارك في تنظيم الفعاليات. حضر ختام المهرجان رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى، مدير عام ثقافة الغربية، ولفيف من الشعراء والفنانين والإعلاميين بالدلتا. الجدير بالذكر ان المهرجان أقيم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر الجارى مع مراعاة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، على مسرح المركز الثقافى بمدينة طنطا، برئاسة الشاعر محمود شرف، شارك في أعمال المهرجان أربعة عشر شاعرًا من خمس دول عربية، مع مشاركة أجنبية عن طريق الفيديو لعدد من شعراء العالم.