في مثل هذا اليوم 657 وقعت معركة صفين، على ضفاف نهر الفرات العراق، بين جيش خليفة المسلمين على بن أبي طالب، وجيش والي الشام معاوية بن أبي سفيان، استمرت الاشتباكات بينهم ثلاثة أيام وانتهت دون حسم، ووقعت بعد موقعة الجمل بسنة تقريبا. وقعت المعركة على الحدود السورية العراقية والتي انتهت بعملية التحكيم في شهر رمضان من سنة سبع وثلاثين للهجرة، وعندما استلم على بن أبي طالب الحكم، امتنع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعته خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان، فأرسل على بن أبي طالب، جرير بن عبد الله البجلي إلى معاوية يدعوه للمبايعة، وعندما قدم جرير إلى الشام، أستشار معاوية عمر بن أبي العاص، فأشار إليه بجمع أهل الشام والخروج نحو العراق للمطالبة بالقصاص من قتلة عثمان. ولما رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش على على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطة للوقوف أمام هذه الانتصارات، فقام عمرو بن العاص بخدعة، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنة الرماح، ومعنى ذلك أن القرآن حكم بينهم، ليدعو جيش على إلى التوقف عن القتال ويدعون عليًا إلى حكم القرآن. وفعلًا جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش على حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود، يتقدمهم عصابة من القراء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: "يا على، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم". فأجابهم على: "ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه"، فقالوا: "فابعث إلى الأشتر ليأتيك"، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصروا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية. وإما القبول بالتحكيم وهو أقل الشرين خطرًا، فقبل على بن أبي طالب التحكيم وترك القتال مكرها، فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل، ومن هؤلاء القليل من تاب وحدث بهذا الأمر، وتوقف القتال وأذن على بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كل إلى بلده. قتل من الطرفين خلال المعركة سبعون ألف شهيد، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفًا، ومن أصحاب على بن أبي طالب خمسة وعشرون ألفًا.