فى مثل هذا اليوم 26 يوليو 657 وقعت معركة صفين، بين جيشي "علي بن أبي طالب" و"معاوية بن أبي سفيان" على ضفاف نهر الفرات العراق، وكانت امتدادًا للفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد ثوار اجتمعوا من مصر وغيرها، حيث استمرت الاشتباكات بينهم ثلاثة أيام وانتهت دون حسم. وبدأت تلك الفتنة بعد مقتل عثمان وطلبت البيعة لخلافة المسلمين لعلي وتمت له في المسجد النبوي في المدينة فأرسل إلى معاوية يدعوه للمبايعة والطاعة إلا أن معاوية اشترط القصاص ممن أقدموا على قتل عثمان أو تسليمهم لكي يقتصوا منهم فاعتذر علي بعدم معرفته بالجناة وأن الأولى المبايعة ليكونوا بعدها يدًا واحدة في معاقبة الجناة، ودارت بينهما مراسلات عدة أدرك خلالها قتلة عثمان خطورة موقفهم وأن مبايعة معاوية لعلي ستجر عليهم العقاب والقصاص، لذلك حرصوا على التحريش بين الفريقين وجرهم إلى المواجهة وقد نجحوا في ذلك. وذكر الإمام "الطبري" ذلك الأمر في كتابه" تاريخ الأمم والملوك" أنه "جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود، يتقدمهم عصابة من القراء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم. فأجابهم علي: ويحكم أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه فقالوا: "فابعث إلى الأشتر ليأتيك، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأصروا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية، وإما القبول بالتحكيم وهو أقل الشرين خطرًا فقبل التحكيم وترك القتال مكرها". وتوقف القتال، وأذن الإمام علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كل إلى بلده. وتم إعلان وثيقة التحكيم بين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان بعد موقعة صفين، وتحديدًا يوم 13 صفر عام 37 هجريًا. وكتبت صحيفة التحكيم على النحو التالي كما ذكرها الإمام الطبري في كتابه "تاريخ الأمم والملوك": "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، قاضى علي على أهل الكوفة ومن معهم من شيعتهم من المؤمنين والمسلمين، وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معهم من المؤمنين والمسلمين، إنا ننزل عند حكم الله "عزوجل" وكتابه، ولا يجمع بيننا غيره، وإن كتاب الله بيننا من فاتحته إلى خاتمته، نحيي ما أحيا، ونميت ما أمات، فما وجد الحكمان في كتاب الله "عزوجل" عملا به، وما لم يجدا في كتاب الله "عزوجل" فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة". و قتل من الطرفين خلال هذة المعركة نحو 70 ألف رجلًا، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام 45 ألف رجل، ومن أصحاب الإمام علي من أهل العراق 25 ألف رجل.