سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجل زكريا محيى الدين يروي ل"البوابة نيوز" لحظات الانتصار والهزيمة.. النائب محمد زكريا: عبدالناصر رفض ارتداء ابنه ملابس مستوردة.. وتعلم أولاده في مدارس حكومية
أسرار وخبايا كثيرة حول رجال ثورة 23 يوليو، ما زالت تتكشف مع الوقت عن هؤلاء الضباط الذين وضعوا رقابهم على أيديهم؛ لتغير حال مصر، وإنقاذها من الفساد والرشاوى وعدم استقرار الحكم، وتآمر الخونة على الجيش. "البوابة نيوز"، التقت النائب محمد زكريا محيى الدين، ابن الرجل الحديدى في نظام ثورة يوليو، الذى تولى مهام أمنية، منها جهاز المخابرات ووزارة الداخلية؛ ليكشف عن خزائن أسرار والده في نظام يوليو، وعلاقته بالزعيم جمال عبدالناصر. يروى محمد زكريا محيى الدين، أن والده كان يصطحبه معه لصلاة العيد في مسجد الحسين، وبعدها كانوا ينتقلون إلى منزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، في منشية البكرى، لتناول الإفطار، وبعدها كان يوزع الرئيس عليهم العيدية، لافتا إلى أن الرئيس الراحل كان دائم زيارة والده في المنزل، وكان والده يقدم له واجب الضيافة بنفسه، وكان البيت يصبح في حالة طوارئ يوم زيارته ولا نخرج للسلام عليه نهائيا. وعن تعاملات الزعيم مع زملائه في مجلس قيادة الثورة، قال: "لم يكن أكبرهم سنا لكنه بمثابة شقيقهم الأكبر، بحكم الكاريزما والهيبة التى كان يتمتع بها، والاهتمام الذى كان يبديه بكل فرد منهم". وأضاف: "بحكم الزيارات المتبادلة نشأت علاقة صداقة بينى وبين نجل الزعيم المهندس عبدالحكيم، وكان والدهم صارم في تربيتهم، فعبد الحكيم، حصل على هدية من أحد الرموز الكروية، وكانت منتجات مستوردة، ودخل على والده مرتديا هذه الملابس، في مكتبه، وبمجرد لمح الزعيم للحقيبة والملابس المستوردة، قال له من أين لك هذه الحقيبة والملابس، إزاى، هل أصدقائك في النادى يمتلكون مثل هذه الملابس، فرد عبد الحكيم بالنفى فقال له: إذن هى ليست من حقك وعليك إرجاعها لأصحابها، وهذا بالفعل ما تم، وصحح له المعلومة إنه لا يجب أن يكون مالكا لأشياء مختلفة عن الناس، ولا بد أن يرتدى ملابس من صنع بلده ويجب أن يكون فخورا بهذه الصناعة". "كلنا تعلمنا في مدارس حكومية، حتى أبناء الرئيس نفسه، وكان مستوى التعليم جيدا"، بهذه الكلمات عبر عن حال التعليم في نظام ثورة يوليو، مسترسلا: "هذا التعليم خرج علماء أفذاذ لهم دور كبير في العالم، لكن بعد عبدالناصر، انتشرت موضة تعليم الأبناء والأحفاد في مدارس خاصة". وعن والده قال: والدى انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، قبل الثورة ب3 أشهر، ووكل إليه وضع خطة التحرك وعُين قائدا للعمليات أثناء التنفيذ، وبعد نجاح الثورة كلف بمهام أمنية لتأمين الثورة، وتولى رئاسة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات وكان أول رئيس له، ووزير الداخلية، وأيضا الرئيس جمال عبدالناصر، كان يكلف والدى بالمهام التنفيذية الصعبة، لأن والدى كان لديه رؤية تخطيطية وتنفيذية. وتابع:" والدى أول من نبه الرئيس عبدالناصر، بعدم جاهزية القوات للحرب، وطلب منه ألا يكون المشير القائد الفعلى للجيش، وطالبه بتغيير قادة الأسلحة، بناء على ما لديه من معلومات عما حدث في دمشق خلال الانفصال، لكن القيادة رفضت، وبعدها في 5 يونيو صدقت رؤيته بعد ذلك بوقوع الهزيمة". وكشف أن أثناء النكسة، والده غاب عن المنزل لمدة أسبوع، ومر بحالة من الحزن الشديد، في هذه الفترة العصيبة، زاد مرارتها بإعلان الرئيس التنحى، وإعلان اسم زكريا محيى الدين، رئيسا للجمهورية، مما تسبب في وصول حشود كبيرة أمام منزلنا تطالبه برفض المنصب، فاتصل والدى يوم 9 يونيو، بالرئيس جمال عبدالناصر، وقال له: "إحنا في أزمة ومفيش حد هيخرجنا منها إلا أنت، وكان والدى عصبيا جدا، وأرسل خطابا للإذاعة يؤكد فيه رفضه المنصب، ومطالبته للرئيس بالاستمرار في حكم البلاد". وبسؤاله عن اختفاء والده، وعدم كتابته لمذكراته، قال: "والدى اعتبر مهمته انتهت في مارس 1968، وهو رجل عسكرى وليس سياسيا، يحب وطنه ويحفظ أسراره ولا يستخدمها في مذكرات أو برامج، فهذا هو مبدأ انتهجه".