الرئيس السيسي يشهد اختبارات كشف الهيئة للطلبة المُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    رئيس الوزراء يُتابع الموقف التنفيذي لخطة تطوير المنظومة الجمركية    مجلس وزراء الإعلام العرب يؤكد ضرورة مواصلة دعم القضية الفلسطينية بكل أبعادها    رئيس أركان الاحتلال يتغيب عن جلسة أمنية رغم طلب نتنياهو    منتخب مصر للسيدات يفوز على تونس في بطولة شمال أفريقيا تحت 20 عامًا    مهرجان الفيوم يشارك في افتتاح مهرجان تونس للخزف ويعزز الحراك الثقافي والسياحي    قبطي يحصد درجة الماجستير في قسم اللغة العربية بآداب المنيا    سيف الحرية.. أسرار الموساد بإيران من سرقة الأرشيف النووى لاغتيال فخرى زادة    لوكاشينكو يؤكد لبوتين استعداد مينسك لاستضافة أي منصة للمفاوضات حول أوكرانيا    عُمان والبحرين يكملان عقد المتأهلين لكأس العرب 2025 في قطر    هيئة المجتمعات العمرانية توقع عقد أرض مشروع تجاري فندقي بقيمة 15 مليار جنيه    أبطال آسيا 2 - في غياب معتاد ل رونالدو.. النصر يكتسح استقلال دوشنبه برباعية    الزمالك يخطط لعودة رضا هيكل لتدعيم صفوف الطائرة    منتخب مصر للكرة النسائية تحت 20 عاما يفوز على تونس في بطولة شمال أفريقيا    الإدارية العليا تمد أجل الحكم فى 187 طعنا على انتخابات النواب لجلسة السبت    وفاة شخص إثر انقلاب دراجة بخارية بصحراوي المنيا    ضبط سائق استغل سيارته الملاكى فى نقل الركاب وطلب أجرة زائدة بأسيوط    "الإحصاء": 100% من سكان المملكة يحصلون على خدمات مياه الشرب والصرف الصحي    أخبار البورصة اليوم الأربعاء 26-11-2025    وزير الثقافة ينعى الناقد الدكتور محمد عبد المطلب    جهاد حسام الدين: تجربتي في «كارثة طبيعية» صعبة.. ومستحيل أخلف 7 أطفال في الواقع | خاص    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    مؤشرات أولية تكشف خريطة انتخابية أكثر تنوعًا.. وتقدم مرشحين معارضين يعيد تشكيل توازنات البرلمان المقبل    ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع توقعات وصول عيار 21 إلى 5600 جنيه    أهم أخبار الكويت اليوم.. الأمير يشارك باجتماع الدورة العادية ال46 لمجلس التعاون    القبض على 3 متهمين اعتدوا على طالب بسلاح أبيض في الجيزة بقصد السرقة بالهرم    القبض على سائق تشاجر مع سيدة في أسيوط    قطاع أمن المنافذ يضبط قضايا تهريب ومخالفات جمركية متعددة خلال 24 ساعة    انخفاض الذرة الصفراء، أسعار الأعلاف والحبوب اليوم في الأسواق    وزارة التعليم العالي تترقب حكم المحكمة لإلغاء الشهادات المهنية بالجامعات المصرية    جامعة المنيا تخصص 10 ملايين جنيه لدعم الطلاب عبر صندوق التكافل المركزي    فوز مدرسة الشهيد أحمد فوزى زيد الثانوية بنات بأبو حمص بلقب أفضل بالبحيرة    خالد جلال: "كاستنج" يسوّق المواهب الشابة بعرضها على الملايين    هل تكون هنا الزاهد عروس الوسط في 2026؟.. الفنانة تجيب    صدمة في الكرة المصرية..رمضان صبحي موقوف 4 سنوات بسبب المنشطات    رئيس هيئة الرعاية الصحية: استدامة التمويل الصحى ركيزة لجودة الخدمات    الحبس 5 سنوات للمتهم بالتعدى على طفل من ذوى الهمم فى الإسكندرية    جامعة عين شمس تشارك في اجتماعات معاهد كونفوشيوس وتعزز تعاونها مع الجامعات الصينية    جامعة بنها تطلق مسابقة "فنون ضد العنف"    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استرح فى واحة الانس !?    مؤشرات الفرز الأولية والحصر العددى لدائرة السنبلاوين وتمى الأمديد بالدقهلية.. فيديو    مجلس جامعة الأزهر يوجه الكليات بالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية    مران بدنى خفيف للاعبى الزمالك عقب الوصول لجنوب إفريقيا    إجراءات حاسمة تجاه المقصرين في الوحدات الصحية بقنا    صوتك هو سلاحك.. نداء من نواب جولة الإعادة: لا مكان لشراء الأصوات    محافظ المنوفية يتفقد أعمال تطوير ورفع كفاءة نفق البساتين بشبين الكوم    رئيس الوزراء ونظيره الجزائرى يشهدان توقيع عدد من وثائق التعاون بين البلدين    حريق يحاصر أشخاصا في مبنى شاهق في هونج كونج وإصابة شخص بحروق خطيرة    دوري أبطال إفريقيا.. قائمة بيراميدز في رحلة زامبيا لمواجهة باور ديناموز    تقييم متوسط ل مرموش في مشاركته أمام ليفركوزن بدوري الأبطال    وزير الصحة يزور مستشفى «أنقرة جازيلر» المتخصصة في تأهيل إصابات الحبل الشوكي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    قافلة من أسنان القاهرة للكشف على طلاب كليات القطاع الصحى بالجامعة الأهلية    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    مادورو: سندافع عن فنزويلا ضد أي تهديد والنصر سيكون حليفنا    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    تقدم مرشح حزب النور ومستقبل وطن.. المؤشرات الأولية للدائرة الأولى بكفر الشيخ    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالحكيم عبدالناصر: والدتى كانت تحتمى بالبسطاء فى «الحسين» كلما اشتد الهجوم علينا
نشر في الأهرام اليومي يوم 28 - 09 - 2018


السادات لم يتعامل معنا بعد وفاة أبى
ثورتا 25 يناير و30 يونيو استعادتا المشروع الناصرى

فى مثل هذا اليوم، منذ 48 عاما، فقدت الجمهورية العربية المتحدة، وفقدت الأمة العربية، رجلا من أغلى الرجال،رجلا من أشجع الرجال، وأخلص الرجال، هو الرئيس جمال عبدالناصر، الذى جاد بأنفاسه الأخيرة، فى الساعة السادسة والربع، من مساء اليوم 28 سبتمبر.
بهذه الكلمات، أعلن أنور السادات، نبأ وفاة الزعيم حيث شاء القدر، أن يوارى جسده الثرى، وتظل سيرته خالدة، تتحدى الموت والنسيان، وفى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، خرج الشباب يحملون صوره ويرددون شعاراته، عن العيش والحرية و الكرامة الانسانية.
واليوم نستعيد ذكرى ناصر عبر هذا الحوار مع نجله المهندس عبد الحكيم جمال عبدالناصر الذى أكد لنا أن اباه لم يمت رغم محاولات الكثيرين للنيل من تاريخه وإنجازاته فقد كان زعيما عنيدا فى حياته وحتى بعد وفاته.
......................................
كيف يمر عليك يوم 28 سبتمبر بعد 48 سنة على الرحيل؟
بعد صمت دام للحظات، أسترجع خلالها المهندس عبد الحكيم جمال عبدالناصر، شريط الذكريات قال: طبعا يوم كئيب وحزين، لكن فى الآونة الأخيرة بدأت أشعر بأن جمال عبدالناصر كشخص وكمشروع وكفكرة يأبى أن يموت،و من الصعب على أى نظام سياسى أن يقضى عليه، فبعد أكثر من 40 سنة، خرجت الناس فى الشوارع، فى ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، تحمل صور جمال عبدالناصر، وتهتف باسمه، وبرغم كل ما تعرض له من هجوم، واغتيال سواء من جهات أجنبية متمثلة فى الامبريالية العالمية، أو العدو الصهيونى، لم تنجح فى القضاء على تاريخه المشرف،لان مشروع جمال عبدالناصر، كان لصالح الغالبية العظمى من الشعب المصرى، لذلك كان شعار المتظاهرين، فى ثورة 25 يناير «عيش حرية عدالة اجتماعية و كرامة إنسانية».
وعندما سرقت ثورة 25 يناير، خرج الشباب مرة أخرى، لاسترجاعها تحت رمزية جمال عبدالناصر، لذلك أنا أعتبر الرئيس جمال عبدالناصر هو القائد لهذه الثورة، لان الشعب بجميع طوائفه، تذكر الصراع الذى حدث بين الإخوان وبينه،و تذكروا أيضا كيف تعامل معهم، وكيف تصدى لهده الظاهرة المدمرة، التى أصابت هدا الوطن.
فكانت صورة وشعاراته، هى المسيطرة على الشوارع والميادين.
واطلق شباب حركة تمرد على نفسهم لقب أحفاد عبدالناصر، وأتذكر مقولة لهم «هنوريكم أحفاد عبدالناصر هيعملوا أيه فى أحفاد البنا».
كيف حدثت الوفاة؟ وكيف مرت عليكم الأيام الثلاثة التى سبقت الجنازة الرسمية؟
لم تكن ثلاثة أيام، كانت يوما واحدا طويلا ومتصلا، بدأت أحداثه فى يوم 27 سبتمبر هو الأسبوع الأول من الدراسة وكنت أنا فى الصف الثالث الثانوى، وكنا نخرج مبكرا من المدارس وقتها.
رجع والدى من المؤتمر ولم أره عندما سألت عنه قالوا انه رجع من المؤتمر «تعبان شويه» وفى يوم 28 سبتمبر كنا كالعادة فى انتظاره على غداء عندما خرج من الاسانسير، الذى تم تركيبه بالمنزل، بعد أزمته الصحية الأولى، التى تعرض لها، كان يبدو عليه التعب الشديد، دخل على الغرفة الخاصة به مباشرا، ولحقت به والدتى، وبعدها استدعت الأطباء وانقلب البيت إلى خلية نحل صعدت للطابق العلوى الذى كان فيه والدى وجدت «دربكة» وأصواتا كثيرة شعرت بالخوف وبعدت عن الغرفة.
من أدار الأحداث فى هذا الوقت ومن أول شخص حضر للمنزل؟
كان سامى شرف والفريق محمد فوزى أول الحاضرين ثم جاء بعدهم حسين الشافعى، ثم شعراوى جمعة وبعده أنو السادات.
ومن المشاهد التى اذكرها فى هذا اليوم الحزين أثناء محاولة الأطباء تدليك وإسعاف والدى جلس عمى حسين الشافعى على سجادة الصلاة متضرعا إلى الله أن ينقد والدى، لكن أرادة الله كانت قد نفدت، بعد ذلك طلبت والدتى من الجميع أن يخرجوا من الغرفة وقالت: «لهم أخذتوه منى وهو حى اتركوه لى اليوم» خرج الجميع من الغرفة وجلست أنا ووالدتى وباقى أخوتى لنلقى علية النظرة الأخيرة، بعدها تقرر نقلة لقصر القبة بسيارة إسعاف للاستعداد للجنازة الرسمية.
من كان معكم من الأصدقاء فى هذه اللحظات الصعبة؟
كان موجودا معنا احمد ابن حسين الشافعى، جمال ابن أنور السادات، وهشام ابن سامى شرف، وأبناء عمى، فى الحقيقة شعرنا فى هذه اللحظات الصعبة،أن مصر كلها معنا تشعر بما نشعر به.
من كانت من السيدات المقربات لوالدتك؟
كانت زوجة زكريا محيى الدين، وزوجة حسين الشافعى ظلوا معنا ثلاثة أيام متصلة، لم يتركونا للحظة، وهناك من بقى معنا ليوم الأربعين، وأتذكر السيدة أم كلثوم «طنط ثومة» لم تترك والدتى، وظلت على علاقة بها، فقد كانت شديدة الوفاء والإخلاص للرئيس جمال عبدالناصر وكذلك الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.
هل توقعت أن تكون الجنازة أكبر جنازة شعبية فى التاريخ؟
كنا متوقعين إنها ستكون جنازة كبيرة، لكن الشيء اللافت، بالنسبة لنا، هو مشاعر الناس، كل واحد حضر الجنازة، كأنه كان يودع «أباه»، فتوحدت مشاعر الشعب فى هذه الجنازة، وهذا لم يحدث مع أى شخص قبل ولابعد عبدالناصر.
«عاش الملك مات الملك» مَنْ مٍن المقربين من الرئيس جمال عبدالناصر رفع هذا الشعار بعد رحيله؟
صمت قليلا ثم قال: «لا مش قادر افتكر» لكن كل ما أتذكره، أن مجموعه 15 مايو لم نشعر منهم بأى تغيير، حتى أمر أنور السادات بالقبض عليهم وحبسهم.
لم يترك لكم جمال عبدالناصر وصية؟
هى لم تكن وصية بالشكل التقليدى، لكن كان كلامه لنا دائما، أن الفترة التى نعيش فيها كأبناء رئيس جمهورية، فترة مؤقتة فى حياتنا، لكن الغريب أن الناس إلى الآن تتعامل معنا بنفس الحب والمشاعر لم تتغير، برغم مرور قرابة خمسين عاما على رحيل جمال عبدالناصر.
كما أن للرئيس عبدالناصر محبون وأنصارا له أيضا معارضون ماذا تقول لهم؟
»سيبك منهم» أمام كل معارض لعبدالناصر، فيه 10 آلاف مؤيد.
كيف تتعامل الأسرة مع حملات التشويه والكره الموجهة له؟
فى بعض الأيام التى تشتد فيها حملات الهجوم عليه، كانت والدتى تبكى وتحزن، لأنها كانت تعرف حجم الظلم والافتراء، وأن هذا الكلام غير حقيقى، فكان ملاذها الوحيد هو الذهاب إلى الحسين والمناطق الشعبية، لمقابلة الناس البسطاء الذين يستقبلونها بترحاب وحب صادق مخلص للرئيس جمال عبدالناصر، فتعود من هناك وكأنها استعادت روحها من جديد.
ماذا حدث لمشروعه فى زمن الرئيسين السادات و مبارك؟
بدأ مشروع جمال عبدالناصر، من سنة 1952، واستمر حتى حرب أكتوبر التى كانت آخر عمل له علاقة بمشروع جمال عبدالناصر.
هل معنى ذلك أن الرئيس أنور السادات ليس له دور حقيقى فى حرب أكتوبر؟
نعم لم تكن حرب 73 حرب السادات، كانت حرب مصر وامتدادا لمشروع عبدالناصر، لان مصر بعد أكتوبر 73، بدأت جمهورية ثانية لا سيما مع زيارة كيسنجر لمصر والتركيز على الدور الأمريكى وإعطاء 99 % من أوراق القضية للأمريكان.
استمرت هذه الجمهورية حتى أسقطها الشعب المصرى فى ثورة 25 يناير، لتعلن عن ظهور الجمهورية الثالثة التى يبنيها الآن الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كيف تعامل الرئيس أنور السادات معكم بعد وفاة الوالد؟
لم تكن هناك أى معاملة من آى نوع ….
وما تفسيرك لهذا؟
بصراحة لم أجد أى تفسير لهذا، حتى عندما قرأت كتاب، «يا ولدى هذا عمك جمال»، الذى كتبة سنة 56، وكتاب «البحث عن الذات» الذى تناول فيه السادات سيرة والدى بتناقض شديد وبطريقة سيئة.
كيف تعامل معكم الرئيس مبارك؟
بداية عهد مبارك بدأت تحدث نقلة نوعية، حيث سمح بإذاعة الخطب والأغانى التى تغنى بها المطربون لعبدالناصر على التليفزيون، حتى بحيرة ناصر رجعت تحمل اسم ناصر فى عهد مبارك.
ما السر فى إصرار البعض على الربط بين عبدالناصر والرئيس عبد الفتاح السيسى مع أن الزمان والأحداث مختلفة؟
هناك تشابه كبير بين ما حدث مع جمال عبدالناصر وما يحدث الآن مع الرئيس السيسى مع اختلاف الزمان والظروف.
كان جمال عبدالناصر يعمل 24 ساعة، وهذا ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلع عبدالناصر الملك فاروق وقضى على الملكية بنى المصانع واستصلح الأراضى، أصدر قانون الإصلاح الزراعى، أمم قناة السويس، تصدى للعدوان الثلاثى، وشيد السد العالى، دخل فى وحدة مع سوريا والعراق، أصدر قرارات اشتراكية، وأقر مجانية التعليم والعلاج وشجع الفن والثقافة، وهو ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسى الآن، فقد قضى على حكم الإخوان ومستمر فى حربه ضد الإرهاب أصبحت فيه نهضة حقيقية، نرى مساكن تنشأ من أجل محدود الدخل، لم تكن موجودة فى العهود السابقة، حيث تحولت وزارة الإسكان لوزارة الاستثمار العقارى.
هناك اهتمام وتركيز على تشغيل مصانع الغزل والنسيج والحديد والصلب وقطاع البترول، بالإضافة إلى ثورة فى التعليم، وثورة فى الصحة، كل هذا يستهدف المواطن محدود الدخل، كذلك كان جمال عبدالناصر عينه على المواطن البسيط، فكانت ثورته ثورة إنسانية، لأنها كانت معنية فى المقام الأول بالإنسان، الذى كانت كرامته مهدرة، قبل ثورة 52، فلم يكن لديه 5% من أساسيات الحياة.
كان المجتمع المصرى محروما من التعليم محروم من الرعاية الصحية محروما حتى من أن يملأ بطنه، وكان قبل ثورة 1952 مكافحة الحفاء مشروع قومى.
كل هذه الأسباب جعلت جمال عبدالناصر وزملاءه يفكرون فى الثورة، فلم تكن السلطة هدفا لهم، كانت وسيلة لتحقيق الهدف، وهو أن يحيا المواطن المصرى فى بلده بكرامة.
ما تفسير وقوف دول عظمى فى وجه ناصر للحد من طموحه فى إنشاء جيش قوى وتحقيق تنمية واستقرار ووحدة عربية، وهو نفس السيناريو الذى يحدث الآن مع الرئيس السيسى؟
أخد نفسا عميقا ثم قال: «لازم هتحصل حرب»، لأننا نسير على الطريق الصحيح، وهو ما لا يريده أعداؤنا، لسان حالنا يقول «يد تبنى وتعالج أمراض وتعلم ويد شايله سلاح وبتحارب فى سيناء» هذا ما فعله جمال عبدالناصر وما يفعله السيسى الآن، الغرب وإسرائيل تراه يشكل خطرا حقيقيا لمصالحهم فى الشرق الأوسط.
فقد الرئيس جمال عبدالناصر تعاطف شريحة كبيرة فى حرب 67 لدرجة، أن عمرو موسى قال فى كتابه الأخير كنت ناصريا قبل 67 بيوم، ما تعليقك؟
هذا الكلام لم اسمع به من قبل، والناس رغم الهزيمة التفت حول جمال عبدالناصر، لأسباب عديدة، أذكر منها رفضه أن يكون تابعا لأى دولة حتى الاتحاد السوفيتى، عندما حدث خلاف مع خرشوف، أيام عبد الكريم قاسم، أخد عبدالناصر موقفا حاسما جدا، ضد خرشوف.
قال عنه نيلسون مانديلا، هذا الشاب الأسمر فى الجهة الثانية من القارة الإفريقية، أعطانا الأمل أننا لابد أن نستمر، وقال: جيفارا وكاسترو: ووقوف جمال عبدالناصر، ضد العدوان الثلاثى، أعطانا الأمل.فكان عبدالناصر بمثابة الحافز لاستمرار قيادات حركات التحرير فى إفريقيا، وهو من أهم المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، كل هذا رصيد صدق، قدمه جمال عبدالناصر لشعبه، لذلك خرجوا عن بكرة أبيهم يقولون له «لا تتنحى وإحنا عاوزينك برغم الهزيمة».
قيل أن هناك من خرج ليقول له كيف تتنحى وتتركنا بعد الهزيمة، ما مدى صحة هذا؟
لا هذا لم يحدث،و الشعب المصرى يعرف جيدا أن الضربة لم تكن تستهدف إسقاط جمال فقط لكنها كانت تستهدف إسقاط مشروع الشعب المصرى، وكان لها أيضا هدف استراتيجى، هو احتلال الضفة الغربية والقدس.
ولم يقبل جمال عبدالناصر الهزيمة، وظل يقاوم لآخر يوم فى حياته، وبنى جيشا، وبنى قاعدة صواريخ، وبدأ حرب الاستنزاف وخاض معركة رأس العش، استطاع خلالها أن يحقق انتصارا، أعاد الثقة للجنود فى ارض المعركة، إلى أن عرض وليام روجرز، اتفاق وقف إطلاق النار، وقد وجد المصريون، أن الاتفاقية فرصة للجيش المصرى، ليلتقط أنفاسه ويعيد تسليحه، وليتقدم فى العمق لإنشاء مظلة لقاعدة صواريخ الغرض منها الاستعداد لهجمات جديدة، بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار، وهذه كانت الخطة التى بنى عليها هجوم 73، لذلك رأى الغرب، أن عبدالناصر، بهذه الروح القتالية، يشكل خطرا كبيرا عليهم فكان «لازم يموت».
معنى ذلك أن موت جمال عبدالناصر كان مخططا له وليس قضاء وقدرا؟
إلى حد كبير كان وفاته مدبرة، وهذا ما كتبه، هنرى كيسنجر فى مذكراته، أنه أثناء مفاوضات روجرز لوقف إطلاق النار، كان يطمئن إسحاق رابين، ويقول له، انه خلال 90 يوما، سيحدث حدث جلل، سيغير خريطة العالم، وفعلا كان نهاية ال 90 يوما ذكرى الأربعين لجمال عبدالناصر.
كيف كان يتم تأمين وحراسة الرئيس جمال عبدالناصر؟
كان كرئيس جمهورية يترك هذه الأمور للأجهزة الأمنية وكان يثق فيهم، وكان يؤمن بأن الأعمار بيد الله.
اعتمد جمال عبدالناصر طوال فترة حكمة، على أهل الثقة ما تفسيرك لهذا؟
عندما قامت ثورة 52، كل الضباط الذين شاركوا فيها من الشباب، فكانت ثورتهم ثورة شبابية، أول حكومة شكلها عبدالناصر، عندما كان رئيسا للجمهورية، كان عزيز صدقى عنده وقتها 30 سنة، وكذلك القيسونى ومصطفى خليل وسيد مرعى، كان اختيارهم ليس لأنهم أهل الثقة، لكن كانوا أهل خبرة، وعلم، فعندما تولى عزيز صدقى وزارة الصناعة، كان حاصل على درجة الدكتوراه، من جامعة هارفارد، والقيسونى كان معه دكتوراه من لندن، كل الكوادر التى استعان بها جمال عبدالناصر، كانت لهم بصمة واضحة، وأوضح مثال على ذلك، عندما تولى المهندس صدقى سليمان، مشروع السد العالى، كانت الميزانية التقريبية له 400 مليون جنيه، وعند تسليم المشروع قدرت إجمالى المصروفات بنحو 365 مليون جنيه هذا معناه أن الناس كانوا أهل خبرة.
لماذا وصفت فترة عبدالناصر بالدكتاتورية، وكثرت فيها الاعتقالات وزوار الفجر؟
هذا الكلام غير حقيقى، جمال عبدالناصر، كان شخصا ديمقراطيا، لكنه كان «خارج من ثورة» وكان لابد من السيطرة على تيار الاخوان، والتيار الشيوعى، والحقيقة أن الذين اعتقلوا فى أحداث سبتمبر فى عهد السادات، كانوا من كل أطياف الشعب سياسيين، ومثقفين، وصحفيين، وإخوان وشيوعيين، ورجال دين حتى البابا شنودة لم يسلم من السجن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.