سرد الفنان التشكيلي محمد عبلة، قصته وبدايته مع الفن التشكيلي، في حادث مُقابلة جمع بينه وبين الفنان التشكيلي السكندري ورائد الحركة التشكيلية المصرية سيف وانلي، وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. بدأ عبله يقول: "أستاذي، سيف وانلي، اللقاء الأول، تبدأ الحكاية في عام 1973، وانا واقف على محطة ترام جليم بالإسكندرية، والدنيا مقفله في وشي من كل الاتجاهات؛ وشايل "دوسيه فيه أوراقي"، التي سحبتها من كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة، حتى أقدمها هنا في فنون إسكندرية، وعندما وصلت، شئون الطلبة بعتوني لوكيل الكليه وقالوله واحد جايب اوراقه معاه وجاي يقدم في الكليه؛ الوكيل بصلي بسخريه وقالي: ازاى تعمل كده، حد يسحب اوراقه ويجي يقدم بنفسه، أول حاجه التحويل بيتم من خلال مكتب التنسيق تانيا خلاص نص السنه قرب وممنوع التحويل بعد بدايه الدراسة، احسن حاجه تحاول ترجع ورقك فنون تطبيقيه واعتقد مش هايوفقوا، عشان انت سحبت الدوسيه خلاص مافيش قدامك غير تعيد الثانويه العامه وتقدم السنه الجاية". وعن رد فعله بعد سماع هذا الكلام من وكيل كلية الفنون الجميلة، تابع الفنان محمد عبلة: "بحلقت وبرقت اعيد ايه دا ما صدقت اني خلصت الثانويه، وبعدين أبويا كان يقتلني"، فالقى وكيل الكلية بالأوراق امامه قائلًا: "هو دا اللى عندي". وواصل عبلة: "خرجت وشريط ذكريات الشهور الثلاث الماضيه يمر سريعًا امامي، ابويا وهو يصحبني لاقدم اوراقي في الكليه الحربيه، ويتركني بعد ان اطمأن لانخراطي في اختبارات القبول في الكليه، الكشف الطبي وخلافه وهروبي قبل ان اكمل الكشف النهائي، وقراري الا اعود إلى بلدنا وان اعيش في القاهره حتى تفتح الجامعه وانتظم في الفنون التطبيقيه التي قضيت فيها شهرين، وشعرت اني لا استطيع اكمل رغم ان كتير من الاساتذه كانوا مبسوطين مني حتى جاء يوم توجهت إلى مكتب العميد وقلتله: "أنا مش باحب الكليه ولخبطت في الكلام، وشدينا مع بعض فالاخر جاب لي الدوسيه وقالي: "ورقك اهو، الف سلامه واديني اهو واقف على المحطه قدام الكليه مطرود ومحتار ويائس". وعن بداية بحثه عن الفنان سيف وانلي قال: "معرفش ايه اللى خلاني افكر اني احاول اقابل سيف وانلي، بالنسبالي هو أهم فنان في مصر وهو من إسكندرية، اكيد كلمته ماشيه على الكل، وبدات رحله هزليه للبحث عن سيف وانلي، هداني تفكيري ان اسأل محلات البراويز وبدأت من قبل باكوس، محل محل متعرفش بيت سيف وانلي، تخيلوا بقى اللي سمع الاسم قبل كده واللي ماسمعش، واظرف واحد اللى قالي ما اسموش سيف وانلى، داهو سيف وله اخت اسمها نيلي وبيرسموا مع بعض، وبينزلوا شغل في المنشيه والعطارين، وفي الرحله دي عديت على محل منير فهيم الفنان الكبير منير قابلني وهو اللي قالي اسأل عند مسرح سيد درويش، ركبت الترام لمحطة الرمل ومن هناك سألت وجنب مسرح سيد كان فيه محل براويز سألته ماتعرفش سيف وانلي ساكن فين شاورني على البلكونه اللى فوقه وقالي الشقه اللي جنبها. تابع الفنان: "طالع السلم وقلبي بيدق جامد، ومش عارف اذا كان اللي بعمله صح ولا لأ، بس بعد المشوار الطويل ده هكمل، على باب الشقه بالته الوان نحاسيه محفور عليها اسم سيف طبعا بعد تردد ضربت الجرس ليفتح الأستاذ بنفسه، هو فعلا شكل الصور بشعره أبيض الطويل المنكوش ولابس روب فوق البجامه وف ايده سيجاره، اتفضل يا ابني، اتفضلت؛ تشرب قهوه ماشي ساده ولا بسكر. ساده زي حضرتك، "دي كانت اول مره في حياتي اشرب قهوه أصلا"، نادى على مدام احسان وطلب القهوه، وقالها بعد القهوه هايفرجنا رسوماته انا شايفه شايل ورق معاه طبعا انا مبهور من الحيطان واللوحات اللي عليها وهو لاحظ نظراتي وبدأ يكلمني على الأعمال، المهم فرجت الأستاذ سيف وهو قعد يقلب شويه. وعن رد الفنان سيف وانلي: "كويس يابني انت في سنه كام في الكليه؟، انا مش في الكليه اصلا وحكيت له الحكايه، سمع باهتمام شديد وقالي انا ما بافهمش في الكلام بتاع الإداريات والاوراق انا هاكلم كامل بيه ومسك سماعة التليفون وانا وداني معاه طبعا، صباح الخير ياهانم ياتري كامل بيه موجود؟، لا ياساتر معقوله، والله ماعرف طب هو في اي مستشفى ؟، ورقم الغرفه، شكراا يا فندم ربنا يطمنك مع السلامه؛ لا حول الله كامل بيه جاته ازمه قلبيه من ثلاث أيام وفي المستشفى، كامل بيه مين؟، انا بأسأل، كامل بيه مصطفى عميد الكليه، بس ولا يهمك انا عندي نمرة ا المستشفى. يواصل عبلة في سرده: واتصل "وانلي" فعلا وحولوه على الغرفه مساء الخير يا كامل بيه سلامتك، والله لسه عارف حالا طيب كويس الحمد لله، اصل عندى شاب موهوب فعلا وراح الكليه يقدم وكيل الكليه طرده دا واد خساره، طيب كده تمام انا هابعته بعد بكره". ثم ختم محمد عبلة قائلًا: "دا سيف وانلي الفنان الكبير، والحكاية لها بقيه"، ووجه كلمته لمُتابعيه أنه سيُكمل كيف كان لقاؤه مع عميد الكلية في التالي.