يترقب عشاق الساحرة المستديرة إسدال الستار على بطولة كأس العالم للأندية؛ حيث ينطلق النهائي خلال ساعات بين العملاق الإنجليزي تشيلسي وبطل فرنسا وأوروبا باريس سان جيرمان. وحال فوز أي منهما يكون قد توج باللقلب الأول لبطولة كأس العالم للأندية التي تقام بنظامها الجديد في نسختها الأولى بمشاركة 32 فريقا واحتضنتها بالولاياتالمتحدةالأمريكية وبحضور النادي الأهلي. ظهرت فكرة إقامة بطولة عالمية تجمع الأندية الأبطال من مختلف القارات في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، استجابة لرغبة متزايدة في تحديد بطل العالم الحقيقي على مستوى الأندية، على غرار كأس العالم للمنتخبات. قبل ذلك، كانت بطولة الإنتركونتيننتال التي جمعت بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية تُعتبر المباراة الأشهر بين الأندية من الناحية الرمزية، لكنها لم تكن تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ولم تحظَ بالصفة الرسمية العالمية. في عام 2000، نظم الفيفا النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للأندية في البرازيل بمشاركة ثمانية فرق من مختلف القارات. شهدت هذه النسخة حضور أندية شهيرة مثل ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، إلى جانب أندية من أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا. توج نادي كورينثيانز البرازيلي باللقب، لكن البطولة توقفت بعدها بسبب مشكلات مالية وتنظيمية، ولم تُستأنف إلا بعد خمس سنوات. في عام 2005، استؤنفت البطولة بشكل سنوي وبنظام أكثر استقرارًا. اعتمد الفيفا على نظام يضم أبطال القارات الست، إلى جانب ممثل الدولة المضيفة، ليكون العدد الإجمالي للفرق سبعة. خلال هذه الفترة، برزت الهيمنة الأوروبية بشكل واضح، إذ سيطرت الأندية الأوروبية على غالبية الألقاب، خاصة أندية مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، وتشيلسي وليفربول الإنجليزيين، وبايرن ميونخ الألماني. رغم استمرار إقامة البطولة سنويًا، لم تسلم من الانتقادات، فقد رأى كثيرون أن هيمنة الفرق الأوروبية، وصغر عدد الفرق المشاركة، وعدم انتظام المنافسة على مدار الموسم، أضعفت من قيمة البطولة على الصعيد الجماهيري والتنافسي. ومع ذلك، ظهرت بعض المفاجآت اللافتة مثل وصول الرجاء البيضاوي المغربي إلى النهائي عام 2013، ثم الهلال السعودي عام 2022، مما ساهم في تعزيز الاهتمام بالبطولة خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية. في عام 2023، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تعديل جذري في نظام البطولة، على أن يبدأ العمل به اعتبارًا من نسخة 2025. سيُقام الحدث مرة واحدة كل أربع سنوات، على غرار كأس العالم للمنتخبات، مع مشاركة 32 ناديًا يمثلون مختلف قارات العالم. على أن تستضيف الولاياتالمتحدة النسخة الأولى من هذا النظام الموسع. اقرأ أيضًا: بسبب مونديال الأندية.. الهلال يدرس الانسحاب من كأس السوبر السعودي وكما تابع العالم وفق النظام الجديد، تحصل أوروبا على 12 مقعدًا بفضل الأداء المتفوق لأنديتها في البطولات القارية، بينما تُمنح أمريكا الجنوبية 6 مقاعد. تحظى كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية بأربعة مقاعد لكل قارة، مع مقعد واحد لأوقيانوسيا، إضافة إلى مقعد مخصص للنادي الممثل للدولة المستضيفة للبطولة. يعتمد اختيار الأندية على نتائجها في البطولات القارية خلال السنوات الأربع السابقة للبطولة. يسعى الفيفا من خلال هذا النظام إلى تعزيز التوازن بين القارات، وإعطاء الفرصة لأندية من خارج أوروبا للمنافسة على اللقب العالمي. كما تهدف البطولة إلى زيادة العوائد التجارية والإعلامية، وتحفيز الأندية الكبرى على الاهتمام أكثر بالبطولة. إلا أن النظام الجديد يواجه تحديات حقيقية، أبرزها ضغط الجدول الزمني للمباريات والإرهاق الذي قد يصيب اللاعبين في نهاية الموسم، خاصة بالنسبة للأندية الأوروبية. منذ انطلاقتها، مرت كأس العالم للأندية بعدة محطات انتقالية، من مجرد فكرة إلى بطولة ناشئة، ثم إلى منافسة سنوية تشهد مشاركة أبطال القارات، وصولًا إلى مشروع بطولة كبرى بنظام موسع. النسخة الجديدة المنتظرة في 2025 ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرة البطولة على تحقيق التوازن بين التنافسية والواقعية، وعلى إقناع الجماهير بأن العالم الكروي لا يُختزل في القارة الأوروبية وحدها.