في ظل ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي من شائعات بشأن نشوب حريق بمتحف ركن فاروق بحلوان، سارعت وزارة السياحة والآثار إلى نفي هذه الأنباء جملةً وتفصيلًا، مؤكدة أن المتحف آمن وسليم، ولم يتعرض لأي ضرر، وأن الحريق المشار إليه وقع في منطقة زراعية تبعد عنه بمسافة كبيرة. وتناشد الوزارة الجميع تحرّي الدقة قبل نشر أو مشاركة أخبار قد تثير القلق والبلبلة بين المواطنين. المتحف آمن تمامًا أكدت وزارة السياحة والآثار في بيان رسمي أن متحف ركن فاروق بحلوان لم يشهد أي حريق أو تلفيات كما أشيع، موضحة أن الحريق الذي تم الترويج له عبر بعض صفحات مواقع التواصل وقع في مشتل زراعي يبعد عن المتحف نحو كيلومترين كاملين، ولم يؤثر بأي شكل من الأشكال على المتحف أو مقتنياته. اقرأ أيضًا | السياحة والآثار: لا صحة لما يتم تداوله عن نشوب حريق بمتحف ركن فاروق بحلوان وقد توجهت فرق المتابعة إلى المتحف فور تداول الشائعات، وأكدت سلامة المبنى وعدم وجود أي آثار للحريق في محيطه أو داخله. مناشدة للإعلام ورواد السوشيال ميديا طالبت الوزارة في بيانها الجميع، وخاصة وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بتحري الدقة، والرجوع إلى المصادر الرسمية المختصة، قبل نشر أو إعادة تداول أخبار غير دقيقة، حرصًا على المصداقية، وعدم إثارة الذعر أو البلبلة دون مبرر. خلفية تاريخية عن متحف ركن فاروق بحلوان: يُعد متحف ركن فاروق من المتاحف التاريخية المهمة في مصر، إذ كان في الأصل قصرًا ملكيًا شُيِّد في عام 1941 ليكون استراحة صيفية خاصة بالملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر قبل قيام ثورة يوليو 1952. وقد اختار الملك فاروق منطقة حلوان لما تتميز به من طبيعة خلابة وهواء نقي، لتكون ملاذًا هادئًا بعيدًا عن صخب العاصمة. التصميم والموقع: أقيم القصر على ربوة عالية تطل على النيل مباشرة، ويتكون من طابق واحد يضم عدة غرف ملكية مميزة تطل على النهر. يتميز البناء بالطراز المعماري الكلاسيكي الأوروبي الذي كان شائعًا بين القصور الملكية آنذاك، وبه شرفات مفتوحة وأرضيات رخامية وحدائق واسعة. التحوّل إلى متحف: تحوّل هذا الركن الملكي إلى متحف عام 1976، بهدف توثيق فترة حكم الملك فاروق، وضم مجموعة نادرة من المقتنيات الملكية، منها أدوات المائدة المصنوعة من الفضة والذهب، وصور فوتوغرافية نادرة للملك وأسرته، وبدل رسمية، وساعة حائط أهديت إليه بمناسبة توليه العرش، بالإضافة إلى الأثاث الأصلي للقصر. قيمة ثقافية وتاريخية: يُعد المتحف شاهدًا على جزء مهم من تاريخ مصر الملكي، ويجذب الزائرين من المهتمين بتاريخ الأسرة العلوية، كما أنه يُعد واحدًا من المتاحف القليلة التي تحتفظ بمبناها الأصلي كمقر ملكي، مما يمنحه طابعًا فريدًا وخصوصية عالية في خريطة المتاحف المصرية. متحف ركن فاروق في حلوان ليس مجرد مبنى أثري، بل هو مرآة لذاكرة مصر الحديثة، ومعلم ثقافي وسياحي هام. وإذ تؤكد وزارة السياحة والآثار سلامة هذا الصرح، فإنها تؤكد أيضًا حرصها الدائم على حماية التراث المصري، والتصدي لأي شائعات تمس مؤسساته أو تثير القلق دون وجه حق.