مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية تناول كتاب الصحف في مقالاتهم اليوم "الثلاثاء" العديد من القضايا المهمة التي تفرض نفسها على الساحة السياسية . ففي مقاله "هوامش حرة" بجريدة "الأهرام" أكد الكاتب فاروق جويدة أن نصف المصريين على استعداد لأن يموتوا دفاعا عن مياه النيل بدلا من أن يموتوا عطشا...وقال إن قضية المياه ليست مصرية إثيوبية ولكنها دولية تهدد الشعبين معا، لافتا إلى أنه منذ سنوات والغرب يتحدث عن حرب المياه القادمة وأن أخطر ما يواجه العالم أن تشتعل هذه الحروب. وأضاف أن سلطة القرار في إثيوبيا لم تدرك حتى الآن خطورة أن يجد المصريون النيل بلا مياه وماذا يفعل 90 مليون مصري قبل أن يموتوا عطشا أمام نهر هو كل حياتهم. وأوضح جويدة أن العالم كله لم يعرف شيئا عن النيل إلا أنه مصري، ولم يفكر أحد من المؤرخين من أين يأتي ماء النيل فهو يجئ من أماكن كثيرة. ..وقال في تاريخنا الحديث كانت هناك وقفات وحروب حول مياه النيل ولا أحد يتمنى ذلك لأن إثيوبيا شعب صديق وبيننا علاقات تاريخية في الدين والتعاون الخلاق ولكن الغريب أن أصحاب القرار في إثيوبيا يتصورون أن مصر التي تواجه أزمات داخلية يمكن أن تفرط في مياه النيل حياة شعبها ومستقبله. وأشار إلى أن هذا الفهم الخاطئ من الجانب الأثيوبي جعلهم لا يفكرون بصورة جادة وهى أن النيل قضية شعب وليست قضية خلافات أو صراعات سياسية داخلية وأن هذا الشعب يمكن أن يدفع حياته دفاعا عن هذه الحياة. وطالب بضرورة أن تصل إلى الشعب الأثيوبي رسالة بأن المصريين حريصون على تنمية إثيوبيا ورخاء شعبها ولكن مياه النيل ليست قضية إقليمية بين دولتين ولكنها يمكن أن تشعل الصراع في مناطق أكبر وأوسع وأشمل. أما الكاتب مكرم محمد أحمد فقال في مقاله "نقطة نور " الذى نشر اليوم بجريدة "الأهرام" إنه من المضحكات المبكيات، البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان الارهابية باللغة الانجليزية فقط، والذي تدين فيه حادث اعتداء جماعة أنصار بيت المقدس على أتوبيس طابا، بهدف قطع الطريق على انتعاش السياحة المصرية، بعد أن أسقطت معظم الدول الأوروبية والآسيوية احترازاتها على سفر مواطنيها إلى مصر. وأوضح أن الهدف من نشر البيان بالانجليزية تحسين صورة الجماعة الارهابية وإبراء ذمتها من العملية الإرهابية، رغم أن جماعة أنصار بيت المقدس الوثيقة الصلة بتنظيم القاعدة، تعمل بالتنسيق الكامل مع جماعة الإخوان المسلمين، وثمة أدلة تؤكد أن خيرت الشاطر هو الذي ينفق على هذه الجماعة، وأن الشاهد على ذلك جلسات استماع الكونجرس الأمريكي التي أكد فيها مسئولون كبار من أجهزة المعلومات الأمريكية، طبيعة العلاقات المتشابكة بين القاعدة وأنصار بيت المقدس وجماعة الإخوان وحركة حماس في قطاع غزة. وأشارالكاتب إلى أنه من الواضح من خطة جماعة الإخوان الارهابية أنها ستواصل عملياتها ضد مديريات الأمن وأقسام الشرطة ونقاطها وكمائنها كي تلزم الشرطة موقف الدفاع عن النفس على حساب قدراتها الهجومية على مطاردة مرتكبي الجرائم الإرهابية، والعمل على المزيد من إضعاف قدرة الجماعة على الحشد والفعل. وتابع أنه سيترافق مع هذه العمليات محاولة القيام بسلسلة من الاغتيالات لعدد من الشخصيات المصرية، مع أستمرار تهديد السياحة لغلق الباب أمام فرص تحسن الموقف الاقتصادي، رغم أن استهداف السياحة سيزيد من حنق المصريين على جماعة الإخوان وحلفائها، لأن ضرب السياحة يعنى وقف أرزاق الملايين من الناس. وقال إنه مع الأسف يواكب هذا التصعيد نشاط متزايد في إطلاق مبادرات المصالحة مع الجماعة، بدعوى أن هزيمة الإرهاب متعذرة لطول أمدها الزمني، وأن الحل الوحيد المتاح الآن، أن تبادر الدولة للتفاوض مع هؤلاء الإرهابيين، بينما المطلوب بالفعل تصعيد المقاومة ضد أعمال الإرهاب، والتطبيق العادل لكل متطلبات إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، بما في ذلك المحاكمات العاجلة السريعة، واتخاذ كافة الإجراءات الاستثنائية التي تحاصر الإرهاب وتهزمه، تنفيذا للوعد الذي أطلقه الرئيس عدلي منصور. وقال الكاتب محمد بركات في مقاله "بدون تردد " بجريدة "الأخبار" إن حالة المفاجأة وعدم التوقع التي ظهرت جلية وواضحة على بعض المسئولين فور وقوع الحادث الإجرامي لتفجيرالأتوبيس السياحي عند منفذ طابا،غير مبررة على الإطلاق وفي غير محلها، وما كان يجب أن تكون، في ضوء الإصرار المرضي الواضح من جانب عصابات وجماعة الإرهاب على النيل من مصر وشعبها بجميع الوسائل المجرمة والدنيئة. وأضاف أن ما شاهدناه ونشاهده طوال الشهور والأسابيع الماضية، منذ ثورة الثلاثين من يونيو حتي الآن، من عمليات ترويع وجرائم اعتداء وقتل وتخريب وتفجير من جانب الجماعة الإرهابية وعصابات التكفير المتحالفة معها، كان من المفترض بل الضروري أن يكون لدينا توقع مسبق بأن جرائم هذه الجماعة وتلك العصابات سوف تمتد إلى المواقع السياحية وسوف تستهدف السياح. وأكد بركات أنه كان من الضروري أن ندرك أن هؤلاء القتلة في سعيهم للإضرار بمصر والمصريين، لن يتورعوا عن ارتكاب أكثر الجرائم دناءة وجبنا، وهي الاعتداء على ضيوف مصر من السياح، بهدف إعطاء وتصدير صورة للعالم بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة، ولضرب السياحة باعتبارها موردا من الموارد الأساسية للعملة الصعبة بالنسبة لمصر وقاعدة من القواعد الاقتصادية المهمة للدولة، وضربها يؤثر بالسلب على ملايين المصريين ويزيد الحالة الاقتصادية سوءا. وألمح الكاتب إلى أنه في ضوء ضرورة التوقع المسبق، الذي كان يجب أن يكون مؤكدا وقائما في أذهان وعقول جميع المسئولين في جميع القطاعات المسئولة عن السياحة وتأمين المرافق السياحية والحفاظ علي أمن السياح، كان لابد من وضع خطة شاملة لمواجهة مثل هذه الحوادث الإجرامية الإرهابية، وأخذ جميع الاحتياطات الواجبة واللازمة لمنع وقوعها. وأوضح الكاتب أن التأمين الشامل، والمنع الكامل لوقوع الحوادث الإجرامية الإرهابية صعب وغير ميسور في العالم كله، ولكن علينا أن نستعد ونبذل غاية جهدنا في سبيل ذلك، ونترك التوفيق على الله سبحانه وتعالي. وشدد على ضرورة أن يدرك الجميع أننا في حرب شاملة وشرسة، مع الإرهاب وعصابات الإجرام المحلي والإقليمي والدولي، وعلينا أن نستعد في كل القطاعات لهذه الحرب والانتصار فيها، والقضاء التام على هؤلاء الإرهابيين والمتعاونين معهم.