حالة المفاجأة وعدم التوقع التي ظهرت جلية وواضحة علي بعض المسئولين فور وقوع الحادث الاجرامي لتفجير الاتوبيس السياحي عند منفذ طابا، هي حالة غير مبررة علي الاطلاق وفي غير محلها، وما كان يجب أن تكون، في ظل الإصرار المرضي الواضح من جانب عصابات وجماعة الإرهاب علي النيل من مصر وشعبها بجميع الوسائل المجرمة والدنيئة. وفي ظل ما شاهدناه ونشهاده طوال الشهور والأسابيع الماضية، منذ ثورة الثلاثين من يونيو حتي الآن، من عمليات ترويع وجرائم اعتداء وقتل وتخريب وتفجير من جانب الجماعة الإرهابية وعصابات التكفير المتحالفة معها،...، كان من المفترض بل الضروري ان يكون لدينا توقع مسبق بأن جرائم هذه الجماعة وتلك العصابات سوف تمتد إلي المواقع السياحية وسوف تستهدف السياح. كان من الضروري أن ندرك أن هؤلاء القتلة في سعيهم للاضرار بمصر والمصريين، لن يتورعوا عن ارتكاب اكثر الجرائم دناءة وجبنا، وهي الاعتداء علي ضيوف مصر من السياح،...، هكذا فعلوا من قبل، وهذا هو ما يفعلونه الآن، وذلك بهدف اعطاء وتصدير صورة للعالم بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة، وأيضا لضرب السياحة باعتبارها موردا من الموارد الأساسية للعملة الصعبة بالنسبة لمصر وقاعدة من القواعد الاقتصادية المهمة للدولة، وضربها يؤثر بالسلب علي ملايين المصريين ويزيد الحالة الاقتصادية سوءا. وفي ظل ضرورة التوقع المسبق من جانبنا، الذي كان يجب أن يكون مؤكدا وقائما في اذهان وعقول جميع المسئولين في جميع القطاعات المسئولة عن السياحة وتأمين المرافق السياحية والحفاظ علي أمن السياح، كان لابد من وضع خطة شاملة لمواجهة مثل هذه الحوادث الاجرامية الإرهابية، وأخذ جميع الاحتياطات الواجبة واللازمة لمنع وقوعها. أقول ذلك رغم ادراكي ان التأمين الشامل، والمنع الكامل لوقوع الحوادث الاجرامية الإرهابية صعب وغير ميسور في العالم كله، ولكن علينا أن نستعد ونبذل غاية جهدنا في سبيل ذلك، ونترك التوفيق علي الله سبحانه وتعالي. يا سادة لابد أن يدرك الجميع اننا في حرب شاملة وشرسة، مع الإرهاب وعصابات الاجرام المحلي والإقليمي والدولي، وعلينا أن نستعد في كل القطاعات لهذه الحرب والانتصار فيها، والقضاء التام علي هؤلاء الإرهابيين والمتعاونين معهم. »سلم الله مصر وحفظ شعبها من كل مكروه«.