تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم عددا من القضايا من بينها زيارة المشير عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربي لموسكو ونمو الصين الاقتصادي. ففي عموده بعنوان "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات أن صدى الزيارة المهمة لوزيري الدفاع والخارجية المصريين لروسيا، والمباحثات التي جرت مع نظيريهما الروسيين، سيظل يتردد بقوة في عواصم ودول كثيرة على الساحتين الإقليمية والدولية ، نظرا لما للزيارة من دلالات ذات مغزى ، ونتائج متوقعة على جميع المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية أيضاً. وأضاف الكاتب: أن أكثر العواصم انشغالا بالزيارة ورصدا لدلالاتها وتحسبا لنتائجها هما واشنطن وتل أبيب، وذلك في إطار ما يمثله التحرك المصري على الساحة الدولية بالنسبة لكليهما، من أهمية تستوجب المتابعة والتحليل، خاصة إذا كان هذا التحرك يمثل اقترابا وتعاونا مع قوة ذات تأثير على الساحة الدولية بحجم روسيا. وأوضح أن هذا الانشغال ازداد وتصاعدت حدته ، في ظل التوترات التي أحاطت بالعلاقات المصرية الأمريكية مؤخرا ، نتيجة الموقف الأمريكي الملتبس تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو ، وما تبعه من قرارات خاطئة وتهديدات متصاعدة بوقف أو تجميد المساعدات العسكرية لمصر والذي كان أحد العوامل التي ألقت بظلالها بصورة ما على التحرك المصري الساعي لتقوية ودعم العلاقات مع جميع القوى والدول المؤثرة على الساحة الدولية، وعدم قصرها على قوة أو دولة واحدة ، حتى لا تكون مصر رهينة لإرادة أحد غيرها يتحكم بصورة أو أخرى في قراراتها ورؤاها الاستراتيجية. واختتم بركات مقاله قائلا " ان الزيارة حققت أهدافها المرجوة للجانبين، في إطار المصالح المتبادلة والصداقة المتجددة بين القاهرةوموسكو، ودعم التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والعسكرية، والتنسيق في المجالات السياسية ، وهو ما كان واضحا من خلال الترحيب الكبير والحفاوة الدافئة من جانب الرئيس بوتين وجميع المسئولين الروس بالمشير السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، وحرصهم على إعلان هذا الترحيب". ومن جانبه، قال الكاتب محمد سلماوي فى مقاله بصحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان /الجاكيت الروسي/ إن "الزيارة الناجحة التي قام بها المشير السيسى لموسكو، والتي رافقه فيها وزير الخارجية نبيل فهمى، جاءت كنتيجة مباشرة لثورة 30 يونيو التي طالبت باستقلال القرار السياسي حين هتفت "يسقط يسقط حكم المرشد"، رافضة إلا أن يكون قرار الرئيس حرا لا يتم اتخاذه فى مكتب إرشاد جماعة "الإخوان المسلمين". وأضاف الكاتب: "قد كان غريبا أن تنتقد المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية انحياز الرئيس الروسي للإرادة الشعبية فى مصر والتي عبرت عن تأييدها لترشح المشير السيسى رئيسا للجمهورية، باعتباره تدخلا فى الشأن الداخلي المصري، فى الوقت الذي كانت فيه المتحدثة مارى هارف نفسها هي التي أعلنت فى اليوم السابق أن الولاياتالمتحدة على اتصال دائم بالإخوان فى مصر، وأن هذا الاتصال مع الجماعة التي أسقطها الشعب سيستمر بشكل منتظم، وكأن هذا ليس تدخلا فى الشأن الداخلي المصري". وتابع: أن "تصريحات بوتين جاءت متوائمة مع الإرادة الشعبية فى مصر، فاعتبرتها المتحدثة الأمريكية تدخلا غير جائز فى الشأن الداخلي المصري، بينما لم تر فى مسلك بلادها الذي يتحدى تلك الإرادة الشعبية مثل هذا التدخل". وقال: إنه فى جميع الأحوال، فإن نتائج رحلة موسكو، التي تعتبر أهم رحلة سياسية بعد ثورة 30 يونيو، ستكون لها أبعاد عسكرية وسياسية غاية فى الأهمية، كما ستفتح الباب واسعا على الصعيد التجاري، وقد جاء (الجاكت الروسي) رمزا للتقارب الجديد بين الجانبين. النمو الاقتصادي الصيني: وفي مقاله بعنوان " هوامش حرة" في صحيفة "الأهرام" أكد الكاتب فاروق جويدة أن العلاقات الدولية فى العالم تتغير أمام قوى جديدة وحسابات مختلفة ، مشيرا إلى أن الصين تتصدر الآن الاقتصاد العالمي بأكبر درجات النمو الاقتصادي والاحتياطيات المالية ، حيث قفزت في السنوات الأخيرة قفزات مذهلة ، كما أن الهند أيضا أصبحت من أهم المراكز الصناعية فى العالم . وأضاف الكاتب " تقف روسيا من بعيد تحاول ان تستعيد دور وأمجاد الاتحاد السوفيتى حين كان قوة دولية مؤثرة ، وعلى الجانب الآخر تقف امريكا واليابان والإتحاد الأوروبى إلا أن الصورة اختلفت لأن الاقتصاد الأمريكى هو نقطة الضعف الأساسية أمام القرار الأمريكى ، حيث العجز الرهيب فى الميزانية مع رصيد ضخم من الديون والأزمات فى مقدمتها أزمة البطالة " . وتابع: أن أمريكا دخلت معارك كثيرة أرهقت اقتصادها ، وبعد نجاحات ضخمة حققتها سياسة الرئيس الأسبق بيل كلينتون جاء بوش ليغرق امريكا فى حروب فى العراق وافغانستان ، ثم جاء أوباما ليلقى الكثير من الأعباء الجديدة . وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى يقف على الجانب الآخر أمام أزمات حادة فى عدد من الدول كان فى مقدمتها اليونان واسبانيا مع أعباء أخرى تحملها الحرب في ليبيا .. وفى منتصف الطريق تقف دول أخرى ونحن منها تبحث عن علاقات متوازنة بين هذه القوى جميعا ولهذا كانت الخريطة الجديدة لعلاقات مصر الخارجية ، حيث بدأت بالتواصل مع روسيا ، ثم الإمتداد نحو الصينوالهند وفتح صفحة جديدة مع دول افريقيا . واختتم جويدة مقاله قائلا " مصر تبدأ الآن مرحلة جديدة تبحث فيها عن مصالحها الحقيقية ولهذا كانت رحلة المشير السيسى ونبيل فهمى إلى روسيا وهى تعيد جسورا قديمة مع دولة كانت يوما القوة العظمى الثانية ، حيث أن بين مصر وروسيا تاريخا طويلا بدأ ببناء السد العالى وانتصار اكتوبر ومواقف تاريخية لا تنسى بين الشعبين ، وقد تشعر الإدارة الأمريكية بالقلق من توجهات مصر الأخيرة وقد ينزعج منها الاتحاد الأوروبى ، ولكن حين تكتمل الدائرة بعلاقات أخرى جديدة مع الصينوالهند واليابان ودول شرق اسيا سوف يدرك العالم أن مصر قررت ان تنفتح على كل العالم ". مجتمع الفرجة: علي صعيد آخر قال الكاتب فهمي هويدي بمقاله فى صحيفة "الشروق" إن للصورة سحرها القوى فى عصر الفرجة الذي نعيشه، والمصطلح ليس لي ولكنه ينسب إلى أديب نوبل ماريو بارغاس يوسا الذي أصدر كتابا بعنوان /مجتمع الفرجة/، تحدث فيه عن القدرة الفائقة للصورة ودورها فى تشكيل الرأي العام على نحو باتت تعجز عنه الكلمة المكتوبة. وأضاف: أن "إخلاء سبيل السيدة "دهب" خطوة لا بأس بها تسكن الغضب وتمتصه مؤقتا لأنها لا تزال متهمة فى قضية التظاهر وتكدير السلم والأمن العام، لكن السؤال الأهم هو لماذا تم اعتقالها وهى حامل فى شهرها الثامن، وكيف اقتنع وكيل النيابة الذي أمر بحبسها بأنها وهى فى تلك الحالة يمكن أن تهدد الأمن أو حتى تمشى فى مظاهرة، وألا يعنى هذا أن قرارات تمديد الحبس تتم بتلقائية دون أي منطق أو عقل أو حتى نظر؟. وتابع الكاتب "لقد تراجع خطاب الغيورين على حقوق الإنسان وكرامته إلى الوراء، حتى أصبح يركز على وقف الانتهاكات التي يتعرض لها نزلاء السجون الذين تقدرهم المصادر المستقلة بنحو 21 ألف شخص، وما عدنا نسأل عن السبب فى استمرار احتجاز ذلك العدد الكبير من المصريين والمصريات فى السجون، ولماذا لا يحاسب من خالف القانون على فعلته، ولماذا لا يطلق سراح الأبرياء ويخلى سبيلهم من الجحيم الذي يعانون منه، إلا إذا كان المستهدف هو توسيع دائرة التنكيل والانتقام". ورأى أن "الذين يشوهون سمعة مصر حقا ليسوا أولئك الذين ينظمون الحملات المضادة فى الخارج، ولا هي الفضائيات المدرجة فى قوائمنا السوداء، ولكن أخطر الإساءات وأقواها أثرا هي تلك التي تخرج من داخل مصر ذاتها، على أيدى أولئك الذين يصرون على إهدار كرامة البشر وإهانتهم، فى حين أنهم يهينون مصر ذاتها ويلطخون وجهها بالأوحال والدماء".