مصادر مصرية وروسية: الإعداد للزيارة بدأ منذ أسابيع.. والتكتم عليها تم بطلب مصرى دبلوماسى روسى: أتوقع كيمياء جيدة بين بوتين والسيسى عندما يلتقيان فى «الكرملين» مصدر حكومى: الرحلة ستؤكد جدية القاهرة فى تطوير علاقتها بموسكو قالت مصادر دبلوماسية مصرية وروسية، إن ترتيبات زيارة وزيرى الدفاع والخارجية المشير عبدالفتاح السيسى ونبيل فهمى لروسيا التى بدأت أمس وتستمر حتى الغد بدأت منذ أسابيع، ولم يتم الإعلان عنها باتفاق واضح بين الطرفين «لأسباب تتعلق بسلامة المشير السيسى وترتيباته الأمنية بالغة التعقيد فى هذه المرحلة التى يعمل فيها بهمة مقدرة لدحر إرهاب الإسلاميين المسلحين». مصدر روسى رفيع المستوى قال إن هناك رمزية لا تخفى على أحد سواء فى موسكو أو فى غيرها فيما يتعلق بقرار السيسى السفر من مصر فى ظل الظروف السياسية والأمنية الحالية و«قبيل الإعلان المرتقب عن ترشحه للرئاسة، وفى وسط أزمة سياسية نعلم أبعادها ليزور روسيا لمدة يومين، رغم أنه فى البداية كان يفضل العودة فى نفس اليوم». الزيارة التى يقوم بها السيسى وفهمى، بحسب المصادر المصرية والروسية، «تفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، الأمر الذى سيتأكد عندما يستقبل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وزير الدفاع المصرى فى مقر الرئاسة». المصدر الروسى توقع أن تكون هناك «كيمياء» جيدة بين بوتين والمشير. «لقد التقيت الفريق السيسى سابقا من خلال عمله فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأستطيع أن أؤكد أنه والرئيس بوتين سيجدان توافقا كبيرا فى كثير من الأمور». مصدر حكومى مصرى قال إن زيارة المشير ستؤكد «لكل المتشككين فى روسيا» أن مصر جادة فى تعزيز علاقتها بموسكو، وأن تقاربها الأخير مع الدب الروسى ليس من قبيل «المناورات الدبلوماسية بسبب تدهور العلاقات المصرية مع الولاياتالمتحدة». الزيارة بحسب المصدر نفسه جاءت فى ضوء تنسيق مصرى سعودى روسى مهد لإنهاء صفقة أسلحة كانت القاهرة قد طلبتها خلال زيارة مشتركة لوزيرى الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة فى نوفمبر الماضى، وكذلك فى إطار مشاورات مصرية روسية تشمل دعما واضحا من موسكو للتطورات الجارية فى مصر «بما فى ذلك وصول السيسى للرئاسة؛ لأنهم فى موسكو يدركون أن هذا يضبط الوضع فى مصر تماما وبالتالى فى الشرق الأوسط». ويقول دبلوماسيون مصريون يعملون فى عدد من العواصم الدولية أن الزيارة ستكون بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية للقاهرة، لا سيما وأنها الرحلة الخارجية الأولى للمشير السيسى بعد الإطاحة بمرسى. غير أن الدبلوماسيين يحذرون من أن البناء على ما تم فى هذه الزيارة بالنسبة لباقى دوائر السياسة الخارجية لمصر سواء فى دول الاتحاد الأفريقى أو دول الاتحاد الأوروبى أو أمريكا اللاتينية لن يكون سهلا. ويقولون إن العلاقات مع روسيا مهمة فى حد ذاتها، ولكنها ليست بالضرورة مؤدية لاستعادة السياق التقليدى الواسع لعلاقات مصر الخارجية. وبحسب قول أحدهم «لا يمكن لمصر أن تقبل بأن تكون مثل سوريا مثلا، حيث تمثل روسيا الجزء الأكبر من علاقاتها الخارجية». فى الوقت نفسه تؤكد الخارجية المصرية فى بياناتها الرسمية الصادرة عن مكتب فهمى أن العلاقات مع روسيا ليست بديلا بحال عن العلاقات «المهمة» مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أو عن علاقات التعاون مع الاتحاد الأوروبى بالرغم من الخلافات السياسية الحالية. ويلفت دبلوماسى مصرى إلى «أننا لا نعود للستينيات لأن الزمن لا يعود للوراء، ولكننا نتجاوز مراحل الصعود والهبوط والاستقطاب، وأيضا مراحل التوحد مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة لنفتح أبوابا جديدة».