تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأربعاء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي وما أثمر عنه اللقاء من نتائج مثمرة. فتحت عنوان "القاهرة ترد على رسالة موسكو بالإيجاب": قال عماد الدين حسين فقال في عموده "علامة تعجب" في صحيفة "الشروق" إن "الأجواء التي شهدتها بنفسي أمس داخل دار الاوبرا وخارجها تشير إلى أن موسكو تلقت الاشارة الايجابية من القاهرة، مشيرا إلى أن "القاهرة أرادت عبر هذا الحفل المتميز أن ترد التحية وبلغة يفهمها الروس جيدا قدمت مصر لبوتين الفنون الأوبرالية لكنها جعلته يشاهد أيضا جانبا من الفولكلور المصري". وأضاف أنه كان واضحا أن "الدولة تريد أن تبعث برسالة للجميع أنها جادة في إقامة علاقة استراتيجية مع روسيا الطريقة غير العادية التى استقبلت بها القاهرة بوتين والترحيب الحار فى الشوارع وأجندة الزيارة تؤكد أن القاهرة تريد أن تبلغ بوتين أنها جادة فعلا فى إقامة علاقة مميزة فعلا وليس مجرد أقوال". وأوضح عماد الدين، أن "موسكو كانت تريد أن تطمئن أن القاهرة لن تتركها عندما تتحسن علاقتها مع أمريكا والغرب وعلى حد قول مسئول حكومى فإن موسكو اطمأنت على إجابة هذا السؤال الاستقبال الحافل والدافىء لبوتين يشير إلى بدء علاقة مصرية -روسية متميزة لمصالح الشعبين". أما رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" فهمي عنبه في مقاله "على بركة الله"، تحت عنوان "دبلوماسية الأوبرا.. تذيب الجليد"، قال إنه لا يوجد ما يقرب الشعوب في هذا العصر أفضل من الفنون والآداب والرياضة وذلك قبل السياسة والاقتصاد، مشيرا إلى أن "الثقافة هي التي تشكل الفكر والوجدان ومن السهل تقريب وجهات النظر وتوطيد أواصر العلاقات بين الدول إذا اتفق الذوق العام لشعوبها". وأوضح «عنبه»، أنه لأهمية الجانب الثقافى فقد بدأت زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالذهاب إلى الأوبرا فى ضيافة الرئيس عبد الفتاح السيسى ليشهدا عرضا لمختلف الفنون في ليلة عبرت عن عمق العلاقات بين البلدين، حيث اتضح ذلك من خلال عرض فيلم وثائقى أعاد للأذهان لقاءات ناصر وخورشوف ولحظات الإعلان عن تغيير مسار النيل إيذانا بالبدء في إنشاء السد العالي رمز صداقة البلدين والذى نال تصفيق جميع الحاضرين الذين استعادوا ذكريات هذه الأيام المجيدة. وأضاف رئيس تحريرالجمهورية أن الحاضرين كانوا ينظرون إلى حيث يجلس الرئيسان السيسي وبوتين حيث يميل أحدهما على الأخر ليشرح له ماذا تعنى هذه المقطوعة من موسيقى "كانتاتا" لالكسندر نيفسكى "انهض يا شعب روسيا" أو يوضح الرئيس المصرى لضيفه ماذا تعنى رقصة ((البمبوطية))، وختم مقاله قائلا "إذا كانت العلاقات الأمريكية - الصينية قد عادت بفضل الرياضة ودبلوماسية ((البينج بونج)) فإن لقاء الأوبرا الفني قادر على إذابة الجليد الذي تراكم وأدى إلى تجميد العلاقات المصرية- الروسية لمدة 30 عاما". وتحت عنوان "السيسي وبوتين.. توافق الكيمياء وتناسخ المسار" أكد ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" في عموده "ورقة وقلم" أن مودة الاستقبال بين الرئيسين علي سلم طائرة الرئاسة الروسية، كانت تعبر عن «كيمياء» جمعت بينهما منذ أول لقاء . وقال «رزق» إن "هناك أوجه تشابه عديدة بين الزعيمين، حتي في الهيئة.. وفي حركة المشي.. انضباط الخطوة الواثقة.. السيسي كان مديرا للمخابرات الحربية وبوتين كان مديرا للمخابرات الاستراتيجية الروسية «كي. جي. بي» كلاهما تسلم المسئولية في بلاده في أسوأ حال. وأضاف أن بوتين تسلمها بعد أن فككها جورباتشوف وبعد أن أهانها يلتسين، ونجح في أن يعيد لها العافية الاقتصادية، والمهابة الدولية، والأهم أنه استعاد لشعبه الإحساس بالكرامة الوطنية، والسيسي علي هذا الطريق، يأمل ويسعي ويعمل.. وقد قطع عليه خطوات. وأوضح أن أهم ثمار مباحثات القمة "المصرية – الروسية" جاءت في محورين أولهما اتفاق وجهات النظر حول المجابهة الدولية للإرهاب، وضرورة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين علي أساس حل الدولتين، والحفاظ علي وحدة ليبيا والعراق واليمن والتوصل إلي تسوية سياسية سلمية للأزمة السورية، في ضوء نتائج الجولة الأولي لاجتماع المعارضة وممثلي الأسد في موسكو، والإعداد لجولة ثانية، والمحور الثاني يتمثل في دفع التعاون المصري الروسي إلى آفاق أرحب عن طريق الإسراع في إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي الذي يضم روسيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وإنشاء منطقة صناعية روسية في شمال جبل عتاقة علي محور خليج السويس، والتوقيع على اتفاقين لجذب الاستثمارات الروسية والتعاون مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر، وتعزيز التعاون في مجال الطاقة بما فيه الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. أما الكاتب جلال دويدار فأكد في عموده "خواطر" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "نتائج القمة المصرية الروسية لصالح الأمن القومي المصري" أن المباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبدالفتاح السيسي ونتائجها قد جاءت إحياءً لعلاقات عميقة وتاريخية في مجملها لصالح الأمن القومي المصري السياسي والعسكري والاقتصادي. وقال «دويدار»، إنه "من الناحية السياسية فلاجدال أن روسيا ومنذ بداية ثورة 30 يونيو التي أطاحت بجماعة الإرهاب الإخواني اختارت الوقوف داعمة ومؤيدة لإرادة الشعب المصري"، مشيرا إلى أن "هذا الموقف المشرف جاء على عكس ما اتخذته دول أخرى كبيرة تزعم وتدعي انحيازها للديمقراطية التفصيل وعلي الطريقة التي تخدم مصالحها وتآمرها". وأوضح «دويدار» أن "موسكو لم تكتف بمساندة اختيار الشعب المصري وتصديه لإرهاب الإخوان ومن يقف وراءهم وإنما أعلنت وبكل الصراحة تأييدها لقراره باعتبار هذه الجماعة إرهابية". وقال الكاتب إن "الجانب العسكري الذي حظي بمساحة كبيرة من مباحثات القاهرة"، مضيفًا أن "ما تم بحثه سيعد تواصلا لما سبق الإتفاق عليه في الزيارتين اللتين قام بهما السيسي لموسكو عندما كان وزيرا للدفاع بعد ثورة 30 يونيو مباشرة وبعد انتخابه رئيسا لمصر، وأن ما توصلت إليه هذه المباحثات قد جاء استكمالا لعلاقات عسكرية قديمة كان لها دورها في تحقيق انتصار أكتوبر 1973". أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي قال الكاتب جلال دويدار"كلنا نعلم مدى التنامي الذي وصلت إليه هذه العلاقات والتي جعلت من روسيا سوقا كبيرة للمنتجات المصرية في نفس الوقت أتيح لمصر استقبال ثلاثة ملايين سائح روسي حققوا للموازنة النقدية المصرية ما يربو علي مليارين ونصف المليار من الدولارات"، مشيرا إلى أن "هذه الأعداد جعلت السياحة الروسية تحتل رأس قائمة الدول التي تصدر سياحا لمصر بزيادة مليونين عن الدولة التالية". وفي عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات، أن "العلاقات المصرية الروسية تشهد الآن انطلاقة قوية للأمام، تقوم على التعاون الشامل في كل المجالات، تنفيذا لما تم الاتفاق عليه خلال الزيارة المهمة والناجحة للرئيس فلاديمير بوتين لمصر، وماسبقها من زيارة للرئيس السيسي لروسيا نهاية العام الماضي، والمباحثات المكثفة والمتعمقة التي دارت بين الرئيسين والوفدين، وما تم الاتفاق عليه والتوافق بشأنه". وأوضح أن، كافة الدلائل تشير إلى التوافق التام في الرؤي بين الرئيسين السيسي وبوتين، على التعاون الكامل بين الدولتين على جميع المستويات السياسية والاقتصادية، مع التركيز على المشروعات المشتركة في مجال الصناعات الثقيلة والمتطورة، وتحديث المصانع المصرية القائمة في هذا المجال، وكذلك التنسيق والتعاون في مجال الصناعات العسكرية، في إطار الرغبة المتبادلة للارتقاء بالعلاقات بين الدولتين لمستوي الصداقة التاريخية بينهما. وتابع الكاتب "وفي هذا الإطار يلفت الانتباه ذلك الاهتمام الكبير بالزيارة ونتائجها، من جانب جميع المتابعين والمراقبين للتطورات والأحداث ذات المعني والدلالة علي الساحة الدولية، وهذا طبيعي ومتوقع نظرا لثقل مصر الإقليمي والعربي والشرق أوسطي، وثقل ووزن روسيا وتأثيرها علي الساحة الدولية، وما يعنيه تعاونهما المشترك من معني ودلالة".