توجد مجموعة كبيرة من الآثار خاصة في صعيد مصر، والتي يمكن اعتبارها حديثة العهد ليست فرعونية أو إسلامية، ولكنها عبارة عن قصور ترتبط بشخصيات سياسية أو أدبية أو تاريخية، ولكن يوجد دافع قوي للحفاظ على تلك الأبنية إما لقيمتها المرتبطة بالأشخاص الذين أقاموها أو سكنوا فيها أو لأنها ارتبطت لديهم بأحداث خاصة بهم، أو لقيمتها المعمارية، لكن الأثريين يؤكدون أن تلك القصور حين يتم تسجيلها كتراث معماري فإنه يتم استخدامها بشكل غير لائق، وتنتهك ليصبح هناك مبرر لهدمها، وبيع الأراضي لرجال الأعمال، أو بيع القصور نفسها، كما أن هناك كذلك قصور دمها متفرق بين القبائل، أي أنها موزعة بين الآثار ووزارات أخرى. وبالرغم من أن محافظة الأقصر، تعد من أهم المدن في العالم، التي تهتم بالسياحة الثقافية والتاريخية، حيث أن أكثر اعتمادها في الجذب السياحي يكون على المعابد والمتاحف، فإن هناك بعض الأماكن في المحافظة والتي من الممكن أن تقع تحت بند السياحة الثقافية إذا ما تم النظر إليها بعين الاهتمام وتم تحويلها إلى مزارات سياحية ولكن إهمال المسئولين يقتلها. ومن أهم هذه الأماكن المهملة ، استراحات الملك فاروق في إسنا جنوبالأقصر، التي قام بافتتاحها الملك خلال زيارته لإسنا لافتتاح قناطر إسنا والتي تعتبر إحدى تلك المزارات الهامة ولكن تحولت إلى خرابات على شاطئ النيل ، تسكنها الأشباح، رغم قيمتها الأثرية. "البوابة نيوز" رصدت الإهمال المتراكم على مر سنوات طوال على تلك الاستراحات فإذا عدنا إلى التاريخ، فنجد أن "الملك فاروق" يمتلك ثلاث استراحات في مدينة إسنا غاية في الروعة والجمال، تقع على نهر النيل مباشرة وكل استراحة تتبعها مزرعة بنحو70 فدانا مزروعة بالفاكهة والخضراوات تباع بنحو مليون و300 ألف جنيه. والاستراحات الثلاث هي واحدة في "طفنيس" تتبع وزارة الزراعة ويتبعها 70 فدانا من أجود الأراضي الزراعية المزروعة بالخضراوات والفاكهة، بشتى أنواعها، وتباع سنويا في مزاد علني لوزارة الزراعة ب 3000 جنيه سنويا ويتبعها 200 عامل بالعقد يتبعون وزارة الزراعة كل عام يحصل العامل منهم على 200 جنيه شهريا ، كما أنها ضحية نزاع قائم بسبب تبعية هذه الاستراحة بين وزارة الدولة لشئون الآثار والإصلاح الزراعي بإسنا ومازال النزاع مستمرا، حتى وصل إلى القضاء لم يتم فض الاشتباك بينهما حتى الآن. كما أن هناك استراحتين في المطاعنة، الأولى تضع وزارة الآثار يدها عليها بما فيها من أراض وزراعات وهي تعاني من الإهمال الشديد وعدم الاهتمام بها والثانية تتبع هيئة الإصلاح الزراعي بمدينة إسنا. وبالرغم من التاريخ الطويل لتلك الاستراحات الأثرية، وأنها تعد ثروة أثرية وقيمة فنية نادرة إلا أنها تعاني من الإهمال وعدم الاهتمام على مر العصور، والذي امتد إلى مبانيها التراثية العريقة ، فواحدة من استراحتي الملك فاروق، والتي تتولى منطقة الإصلاح الزراعي بالمطاعنة بالأقصر، الإشراف عليها تعرضت للحريق في شهر مايو الماضي في إحدى غرفها في الطابق الثاني، ما أدى إلى تآكل أبوابها وجدران الحوائط، كما اختفت الأثاثات والمفروشات بالاستراحات الثلاث، فيما حولت وزارة الزراعة استراحتها في طفنيس إلى استراحة خاصة بموظفيها والعاملين بها. وقال "وليد محمود " مواطن من إسنا، إن الإهمال الذي تشهده تلك الاستراحات، يعد ناقوس خطر ينذر بضرورة الانتباه إلى حصر الأبنية ذات القيمة الأثرية العالية خاصة في زمن التعديات، وغلو أراضي البناء، ما يجعل تلك الأراضي الأثرية مطمع للنهب والتعديات، كما أنه يفتح مجالا لتساؤلات أخرى أهمها لماذا تحجم وزارة الآثار عن تسجيل تلك الاستراحات التاريخية من قبل رغم أنها تتوافر بها شروط التسجيل، وهي أن يكون القصر له طابع معماري مميز، كما أن صاحبها شهد أحداث تاريخية وهو أهم الشخصيات في تاريخ مصر الحديث. وأضاف "وليد" أننا نطالب المسئولين بالنظر إلى تلك الاستراحات وإعادتها إلى ما كانت عليه في السابق، خاصة أنه إذا تم الاعتناء بتلك القصور والاستراحات وافتتاحها كمزارات سياحية أمام السياح فأنها ستفتح أبواب رزق جديدة لأهالي إسنا وأهالي الأقصر عامة، كما أنها ستنتشل مكانا أثريا من مستنقع الإهمال الجسيم الذي تقع فيه، مشيرا إلى أن عدم توظيف تلك الأبنية الأثرية أدي إلى تدهور حالتها، لذلك لا بد أن يكون هناك توظيف بشروط ورقابة وافية وشديدة ومستمرة على أي جهة تقوم بإعادة توظيف هذا المكان.